الذكرى المئوية لميلاد كورنيليو كوبوسو
كورنيليو كوبوسو، كان من اخترع مصطلح “شيوعي مشفر” للتعبير عن النصير السري للشيوعية، للتعريف بالساسة المنقادين لعادات النشطاء القدماء، المعارضين علنياً بشكل أكثر أو أقل للتعددية الحزبية و إقتصاد السوق. و تقديراً لجهوده و مساعيه، في عام 1995، مُنح لقب ضابط في جوقة الشرف، وهو أعلى وسام تمنحه فرنسا للمواطنين الأجانب. إلا أنه توفي في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1995، أثار اختفائه موجة ضخمة من مشاعر التعاطف الشعبية، التي ساهمت، بشكل حاسم في انتصار التجمع الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية والرئاسية في عام 1996. يتفق المحللون والمعلقون و أنصار اليمين، أن الأخطاء الخطيرة في الحكم، و تراجع وتفكك التجمع الديمقراطي الروماني، المتبوع بسقوط الحزب الوطني الفلاحي المسيحي الديمقرايطي في هوة فقدان الشخصية، بحيث أصبح مجهولاً بلا رجعة، و غير قادر على الخروج، كان ممكناً لأن الساسة، الذين أتوا بعد كوبوسو، لم يكونوا ليراتقوا إلى مستوى ذكاء ورؤيته السياسية. أما فيما يخص الأخلاق، فإن أية محاولة لإجراء مقارنات تبدو غير لائقة و غير ملائمة. من اليسار إلى اليمين، الطبقة السياسية في رومانيا مليئة بالإنتهازيين، من أشخاص يرون السياسة فقط كوسيلة لجني الثروات، عديمي ضمير قادرين على التنقل من حزب إلى آخر. في نهاية مقال استثنائي كتبته الصحافية/تيا شيربانيسكو، عند رحيل كورنيليو كوبوسو، كتبت أنه، بعدما سجن مراراً و تكراراً، طوال حياته، حان الوقت الآن، “ليعتقلَه الموت”، و زج معه في السجن، في نفس الوقت، مدى الحياة، أسلوب فريد من نوعه لممارسة السياسة، مبني على أساس الشرف والولاء.
Ştefan Stoica, 22.05.2014, 11:56
من المستحيل قياس أو تقدير مساهمة شخصية سياسية أو أخرى، في إعادة بناء الديمقراطية الرومانية، بعد كارثة الدكتاتورية الشيوعية. كما أن لا أحد، مع ذلك، و لا حتى أشد المعارضين في السنوات الأولى بعد الثورة، بما فيهم القيادي الشيوعي السابق، و الرئيس اليساري/ يون إيليسكو، لن يجرؤ على أن ينكر الدور الرئيسي الذي لعبه كورنيليو كوبوسو، في تغيير الوجه لرومانيا مشوهة. روماني أصيل من منطقة ترانسيلفانيا، وفي للملكية و مخلص لمذهب واحد، كنيسة اليونان — الكاثوليك، و لحزب واحد، الحزب الوطني الفلاحي، أظهر للرومانيين، مباشرة بعد عام 1990 – عندما حلت الأفكار المسبقة و التحامل و الجهل، محل الحكمة و الحس السليم — أسلوباً خاصاً لممارسة السياسة، بعد إخراج الخيانة والتسوية و المساومة على القيم والمبادئ في المعاملات. 17 عامًا من الإعتقال في أكثر الأماكن رعباً على خارطة معسكرات العمل الشيوعية، لم تستطع هز ثقته بالديمقراطية و العدالة. في ثمانينيات القرن الماضي، أصعب سنوات ديكتاتورية تشاوشيسكو، نجح في خداع يقظة نظام كان قد وضعه نصب عينه كمؤشر، و نحج بالإنضمام إلى الحزب الوطني الفلاحي، الذي أضاف إليه جزئية مسيحية ديمقراطية، للإنضمام إلى أسرة الأحزاب المسيحية — الديمقراطية و المحافظة في أوروبا. بعد عام 1990، فرض الحزب الوطني الفلاحي المسيحي الديمقراطي، كزعيم للمعارضة، و بادر بتأسيس الإتفاقية الديمقراطية في رومانيا، التي جمعت كافة الإحزاب و الجماعات المدنية، التي كانت تنظر إلى جبهة الإنقاذ الوطني، و إلى زعيمها/يون إيليسكو، كمكابح قوية على طريق العودة إلى الديمقراطية.
كورنيليو كوبوسو، كان من اخترع مصطلح “شيوعي مشفر” للتعبير عن النصير السري للشيوعية، للتعريف بالساسة المنقادين لعادات النشطاء القدماء، المعارضين علنياً بشكل أكثر أو أقل للتعددية الحزبية و إقتصاد السوق. و تقديراً لجهوده و مساعيه، في عام 1995، مُنح لقب ضابط في جوقة الشرف، وهو أعلى وسام تمنحه فرنسا للمواطنين الأجانب. إلا أنه توفي في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1995، أثار اختفائه موجة ضخمة من مشاعر التعاطف الشعبية، التي ساهمت، بشكل حاسم في انتصار التجمع الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية والرئاسية في عام 1996. يتفق المحللون والمعلقون و أنصار اليمين، أن الأخطاء الخطيرة في الحكم، و تراجع وتفكك التجمع الديمقراطي الروماني، المتبوع بسقوط الحزب الوطني الفلاحي المسيحي الديمقرايطي في هوة فقدان الشخصية، بحيث أصبح مجهولاً بلا رجعة، و غير قادر على الخروج، كان ممكناً لأن الساسة، الذين أتوا بعد كوبوسو، لم يكونوا ليراتقوا إلى مستوى ذكاء ورؤيته السياسية. أما فيما يخص الأخلاق، فإن أية محاولة لإجراء مقارنات تبدو غير لائقة و غير ملائمة. من اليسار إلى اليمين، الطبقة السياسية في رومانيا مليئة بالإنتهازيين، من أشخاص يرون السياسة فقط كوسيلة لجني الثروات، عديمي ضمير قادرين على التنقل من حزب إلى آخر. في نهاية مقال استثنائي كتبته الصحافية/تيا شيربانيسكو، عند رحيل كورنيليو كوبوسو، كتبت أنه، بعدما سجن مراراً و تكراراً، طوال حياته، حان الوقت الآن، “ليعتقلَه الموت”، و زج معه في السجن، في نفس الوقت، مدى الحياة، أسلوب فريد من نوعه لممارسة السياسة، مبني على أساس الشرف والولاء.