الذكرى العاشرة لإنضمام رومانيا إلى حلف شمال الأطلسي
România Internațional, 01.04.2014, 14:08
ومنذ ذلك الحين، شارك ما يربو على أربعين ألف جندي روماني في مهام الحلف بأفغانستان والعراق ومنطقة البلقان الغربية وشمال أفريقيا. كانت أهمُ المهام تلك في أفغانستان، حيث سُجِلَ -في العمليات التي امتدت على اثني عشر عاما- أكبر عدد من الوفيات في صفوف الجنود الرومانيين. وآخر جندي روماني لقي مصرعه في مسارح العمليات هو كلاووديو كونستانتين فولبويو، الذي رقي إلى رتبة ملازم ثان بعد وفاته، بعد يوم من وفاته إثر انفجار عبوة ناسفة.
احتفالٌ حزين بالنسبة لرومانيا في التاسع والعشرين من شهر مارس/آذار بالذِكرى العاشرة لِعُضْوِيَةِ البلاد في الحلف الأطلسي، بعد وفاةِ جُنْدِيٍ رومانيٍ وإصابةِ بَعْضِ زُمَلائِهِ، أمس الأحد، مِنْ جَراءِ انْفجارِ عُبْوَةٍ ناسِفة. كان الجنودُ يُنَفِذُونَ مَهَمَةَ دوريةٍ مُشترَكةً مع قُوات الأمْنِ الأفغانية، في الطريق السريع الرابِطِ بين كابول وقَنْدَهار. في السنواتِ العشر منذ انضمام رومانيا إلى الحلف الأطلسي، شارك أربعون ألفَ جُنْدِيٍ روماني في مَهامَ دًوَلِيَة. أولُ وأهمُ مَهَمَةٍ شاركتْ فيها بوخارست كَعُضْوٍ في الحلف كانَتْ تلك في أفغانستان، حيث أرسَلتْ رومانيا ما يزيد على أربعة وعشرين ألفَ جندي وفَقَدَتْ خلال اثْنَيْ عَشَرَ عاما أكبرَ عَدَدٍ مِنَ الجنود- ثلاثةً وعشرين على الأقل. كان أكبرُ عَدَدٍ مِنَ الجنود الرومانيين المتواجدين في نفسِ الوقت في مَسارحِ العمليات هو ألفَان، عامَ 2011، في إطارِ مَهَمَةِ قُواتِ المُساعدة الدولية لإرساءِ الأمن في أفغانستان، باختصار- إِيسَاف. ولرومانيا حاليا في هذه البلاد نحو ألفٍ وخَمسين جنديا، تَقَرَرَ انسحابُهُمْ إلى جانب الوحداتِ الأَجنبية الأُخرى قبل نهايةِ العام، عندما ستتولى السلطاتُ الأفغانية زِمامَ الحُكْم. وجدير بالذكر أنَ حُلفاءَ رومانيا في الحلف الأطلسي وكذلك كابول أَعْرَبُوا عَنْ تَقديرِهِمْ للوُجود العسكري الروماني في أفغانستان الذي سيتواصل بعد 2014 بِمُساهَمَةٍ هامةٍ في إعادة إعمار هذه البلاد. حيث سيبقى مِئَتانِ مِنَ الجنود الرومانيين في هذه البلاد لِتَدْرِيبِ وَحداتِ الجيش الأفغاني. كما أُرسِلَ نَحْوَ عشرةِ آلافِ جُنديٍ رومانيٍ آخرَ إلى العراق لِحَفْظِ السلام، وبضعةُ المِئاتِ للمُشارَكةِ في المَهامِ بالبوسنة والهَرسك وكوسوفو. وحتى الآن، لَقِيَ ستةٌ وعشرون جنديا رومانيا على الأقل حَتْفَهُمْ، بينما أُصِيبَ ما يزيد على مائةٍ وأربعين بِجُروحٍ في مهامِ الحلف الأطلسي بمنطقة البلقان الغربية والعراق وأفغانستان وشمال أفريقيا. ورغم هذه الحصيلة المُؤسِفَةِ مِنَ القَتلى والمُصابِين، أعلنَ رئيسُ الوزراءِ الروماني، فيكتور بونتا، أن اليوم الذي انضمت فيه رومانيا إلى حلفِ شَمالِ الأطلسي، قبل عشرةِ أعوامٍ، أصبحَ مَعْلَمًا في التاريخ الوطني، لأنه مَثَلَ بُلوغَ مَرحلةٍ جديدةٍ مِنَ الاستقرار والأمْن. كما قال بونتا بأنه تبين، في هذه السنوات العشر، أن قرارَ الانضمام كان أساسِيًا وصَحِيحا، خاصةً في السياق الدولي الحالي المُعَقَد. وكان رئيسُ الجمهوريةِ الروماني، ترايان باسيسكون، قد أعلن في الأيامِ الماضِيَة أنه، في ظل الأحداثِ الأخيرة في المنطقة، يَجِبُ على الجيش الروماني أنْ يَكُونَ لَدَيْهِ هدفٌ جديدٌ وهُوَ الزيادةُ الملحوظةُ في القُدرةِ على الرد. وَفقا للمُختَصِين، الذِكرى العاشرةُ لعُضويةِ رومانيا في الحلف الأطلسي وَجدَتِ البلادَ قرب النزاعِ الروسي الأوكراني الذي يُهَدِدُ باستقرارِ المنطقةِ وأمنِها، وكذلك في ظِلِ استضافَتِها الصواريخَ الاعتراضيةَ في قاعدة ديفيسالو، الواقعةِ جَنوبَ البلاد، التي تُمَثِلُ عُنْصُرًا هامًا في نظام الحلف الأطلسي للدفاعِ الصاروخي في أوروبا.