التدخل العسكري في سوريا
فرضت الأزمة السورية على الصعيد السياسي الدولي نفسها بلا شك أمام بعض أكبار القضايا مثل البرنامجين النوويين الإيراني والكوري الشمالي وعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية. وذلك من السهل فهمه إذ قتل أكثر من مئة ألف شخص في أعمال العنف الجارية في سوريا، وفقا للبيانات التي قدمتها الأمم المتحدة. ويضاف إلى ذلك، العدد الكبير من اللاجئين الذي يبلغ الملايين. بعدما تلقى المجتمع الدولي انتقادات بعد حوالي سنتين ونصف أي منذ اندلاع الصراع بسبب اتخاذه مواقف معتدلة لا تطابق مع كثافة المعارك في شوارع المدن السورية، قرر اتخاذ موقفا أكثر شدة في العلاقات بنظام بشار الأسد. وأثار استخدام السلاح الكيميائي الغضب بين الحكومات الغربية ولكن لديها آراء مختلفة في طريقة إدارة الملف السوري من الآن فصاعدا. ووفقا لمحللي السياسة الخارجية، لم تعد تمثل الدبلوماسية أول خيار بالنسبة للولايات المتحدة وفرنسا اللتين تعتبران المؤيدين الرئيسين لتدخل عسكري محتمل. فيما يخص الولايات المتحدة التي ترغب بشدة في مثل هذا التدخل العسكري، يتوقف الرئيس باراك أوباما كما هو الحال في قضايا حيوية كثيرة، على قرار الكونغرس. وفي هذه الأيام، تجري الإدارة الأمريكية التي تتشكك هي بنفسها في الجواب الذي يعتبر محوريا، حملة إعلامية ضخمة تحاول من خلالها انتزاع أصوات المترددين في الكونغرس. وفي نفس الوقت، يقوم وزير الخارجية الأمريكي/ جون كيري بجولة أوروبية لحشد تحالف عسكري لتدخل محتمل في سوريا. وأعلنت حكومات غربية أخرى مثل الحكومة الألمانية أنها تنتظر النتائج النهائية لتحقيق الأمم المتحدة في الهجوم الكيماوي للتعبير عن رأيها. و من ناحيتها، لا تزال روسيا، الحليفة الرئيسية للنظام السوري على الصعيد الدولي ترفض رفضا قطعياً أي تدخل عسكري محتمل. النظام السوري الذي نجح بتقسيم المجتمع الدولي، و المدعوم من تنظيم حزب الله الشيعي اللبناني في الميدان، يواصل “الحوار” مع المعارضة بإستخدام السلاح فقط. وأظهر بشار الأسد مرة أخرى من خلال الهجوم الكيماوي أنه مستعد للقيام بأية تضحية للبقاء في السلطة — في نظر المراقبين الدوليين. من جهة أخرى، الذين يرون تحول بشار الأسد خلال سنتين و نصف من الصراع من زعيم مستبد، و ذلك أمر طبيعي في منطقة مثل الشرق الأوسط إلى دكتاتور لا يريد التخلي عن السلطة بأي طريقة و دون احترام الحق الأول للإنسان وهو حق الحياة.
Florentin Căpitănescu, 09.09.2013, 16:44
فرضت الأزمة السورية على الصعيد السياسي الدولي نفسها بلا شك أمام بعض أكبار القضايا مثل البرنامجين النوويين الإيراني والكوري الشمالي وعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية. وذلك من السهل فهمه إذ قتل أكثر من مئة ألف شخص في أعمال العنف الجارية في سوريا، وفقا للبيانات التي قدمتها الأمم المتحدة. ويضاف إلى ذلك، العدد الكبير من اللاجئين الذي يبلغ الملايين. بعدما تلقى المجتمع الدولي انتقادات بعد حوالي سنتين ونصف أي منذ اندلاع الصراع بسبب اتخاذه مواقف معتدلة لا تطابق مع كثافة المعارك في شوارع المدن السورية، قرر اتخاذ موقفا أكثر شدة في العلاقات بنظام بشار الأسد. وأثار استخدام السلاح الكيميائي الغضب بين الحكومات الغربية ولكن لديها آراء مختلفة في طريقة إدارة الملف السوري من الآن فصاعدا. ووفقا لمحللي السياسة الخارجية، لم تعد تمثل الدبلوماسية أول خيار بالنسبة للولايات المتحدة وفرنسا اللتين تعتبران المؤيدين الرئيسين لتدخل عسكري محتمل. فيما يخص الولايات المتحدة التي ترغب بشدة في مثل هذا التدخل العسكري، يتوقف الرئيس باراك أوباما كما هو الحال في قضايا حيوية كثيرة، على قرار الكونغرس. وفي هذه الأيام، تجري الإدارة الأمريكية التي تتشكك هي بنفسها في الجواب الذي يعتبر محوريا، حملة إعلامية ضخمة تحاول من خلالها انتزاع أصوات المترددين في الكونغرس. وفي نفس الوقت، يقوم وزير الخارجية الأمريكي/ جون كيري بجولة أوروبية لحشد تحالف عسكري لتدخل محتمل في سوريا. وأعلنت حكومات غربية أخرى مثل الحكومة الألمانية أنها تنتظر النتائج النهائية لتحقيق الأمم المتحدة في الهجوم الكيماوي للتعبير عن رأيها. و من ناحيتها، لا تزال روسيا، الحليفة الرئيسية للنظام السوري على الصعيد الدولي ترفض رفضا قطعياً أي تدخل عسكري محتمل. النظام السوري الذي نجح بتقسيم المجتمع الدولي، و المدعوم من تنظيم حزب الله الشيعي اللبناني في الميدان، يواصل “الحوار” مع المعارضة بإستخدام السلاح فقط. وأظهر بشار الأسد مرة أخرى من خلال الهجوم الكيماوي أنه مستعد للقيام بأية تضحية للبقاء في السلطة — في نظر المراقبين الدوليين. من جهة أخرى، الذين يرون تحول بشار الأسد خلال سنتين و نصف من الصراع من زعيم مستبد، و ذلك أمر طبيعي في منطقة مثل الشرق الأوسط إلى دكتاتور لا يريد التخلي عن السلطة بأي طريقة و دون احترام الحق الأول للإنسان وهو حق الحياة.