الأمم المتحدة تطلب سحب الجيش الروسي من جمهورية مولدوفا
نيابة عن الحكومة الموالية للغرب في جمهورية مولدوفا، أكد رئيس الوزراء السابق ورئيس الدبلوماسية السابق، ونائب رئيس الوزراء الحالي/ يوريه ليانكا أن تنبني هذا القرار يمثل نجاحاً سياسياً:
Bogdan Matei, 26.06.2018, 19:16
حقيقة متوقعة من قبل المحللين! تبنت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، بنتيجة تصويت حاسمة، مشروع القرار الذي تقدمت به جمهورية مولدوفا، والذي يطالب بانسحاب القوات الروسية من منطقة ترانسنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا. ومن بين الدول العشر التي شاركت في صياغة المشروع، كانت رومانيا وأوكرانيا- المجاورتان لجمهورية مولدوفا – بالإضافة إلى دول البلطيق الثلاث، التي كانت كانت قد خضعت بدورها لفترة نصف قرن من الاحتلال السوفيتي، ودول أخرى من أعضاء الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مثل: بريطانيا أو بولندا. وقد رحبت بوخارست، المدافعة الدائمة عن استقلال وسلامة شقيقتها الصغرى المجاورة، باتخاذ القرار بسرعة، وبأغلبية أربعة وستين صوتًاً مقابل خمسة عشر صوتًا فقط ضد القرار، وثلاثة وثمانين امتناع. الولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وكندا، وتركيا، أو اليابان، كانت من بين الفاعلين الدوليين المعنيين الذين صوتوا لصالح انسحاب الروس. الأصوات المعارضة، جاءت من حلفاء موالين لموسكو، مثل: روسيا البيضاء (بيلا- روسيا) و أرمينيا، أو من قبل الأنظمة الديكتاتورية في كوريا الشمالية أو سوريا أو كوبا. وضد القرار، بطبيعة الحال، صوتت روسيا الاتحادية، أما النظام الانفصالي في ترانسنيستريا، والرئيس الموالي لروسيا في كيشيناو/ إيغور دودون، فلم يخفيا سخطهما إزاء تبني القرار.
نيابة عن الحكومة الموالية للغرب في جمهورية مولدوفا، أكد رئيس الوزراء السابق ورئيس الدبلوماسية السابق، ونائب رئيس الوزراء الحالي/ يوريه ليانكا أن تنبني هذا القرار يمثل نجاحاً سياسياً:
ندرك جميعاً أن أي قرار محتملً، يُصوت عليه في إطار الجمعية العامة يحظى بطابع رمزي، لكن الرمزية في العلاقة بين الدول تعني الكثير. حتى لو كنا لا ننتظر بعد ذلك تحركات فوريةَ في المنطقة المعنية، أو بدء سحب الذخائر، وأولئك الذين يحرسون هذه الذخائر، ولكن هذا الهدف مهم جدا.
منطقة ترانسنيستريا، خرجت فعلياً من تحت سيطرة السلطات المركزية في كيشيناو، عام 1992، عقب نزاع عسكري مسلح، أسفر عن سقوط مئات القتلى، حسم بتدخل قوات موسكو لصالح جانب الانفصاليين. مستقلة منذ أقل من عام، لم تكن تحظى جمهورية مولدوفا ولا حتى بجيش، لذلك أرسلت ضد وحدات المدرعات العسكرية الروسية، كتائب من الشرطة ومجموعات من المتطوعين. وباستقلال مُعلن من جانب واحد فقط، وغير معترف به، ولا حتى من قبل موسكو، تُصنف ترانسنيستريا في كثير من الأحيان على أنها ملاذ للجريمة على أبواب أوروبا، ومركزا لتهريب الأسلحة والمخدرات والاتجار بالبشر. في عام 1999 ، في قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي عقدت في أسطنبول، تعهدت روسيا، بقيادة الرئيس/ بوريس يلتسين، آنذاك، بسحب قواتها وترسانتها العسكرية. ومع ذلك، بعد خمس سنوات توقف المشروع نهائياً. أما الآن، فتقدر السلطات المولدوفية أن في الشرق المتمرد من الجمهورية لا يزال يوجد، بشكل غير مشروع، ما بين 1500 و 1700 من الجنود الروس، وحوالي واحد وعشرين ألف طن من الذخيرة. مما أثار الفكاهة المريرة بأن جمهورية مولدوفا هي أطول دولة في العالم، لأن على مدى عقدين من الزمن ما زال الروس ينسحبون ولم ينتهوا بعد.