اقتراح لرئاسة المخابرات الرومانية
Florentin Căpitănescu, 20.02.2015, 19:56
لا تزال أهمُ الأجهزة السرية الرومانية، المخابراتُ والاستخباراتُ الرومانية، تَفْتَقِرُ إلى قيادةٍ دائمةٍ خاصةً في ظلِ السياق الإقليمي المُتَغَيِر. ولكنْ، يبدو أن المخابراتِ الرومانيةَ وَجَدَتْ مُدِيرَها المُقْبِلَ بَعْدَ تعيينِ رئيسِ الجمهورية، كلاووس يوهانيس، ل Eduard Hellvig لِتَوَلِي المَنصب. Hellvig برلمانيٌ أوروبي حاليا، لم تتأثَرْ مَسيرتُهُ السياسية مِنْ أية خلافات تُذكَر، وهو ممثلٌ بارزٌ للمَوجة الجديدة مٍنَ السياسيين الشباب الذين نَجَحُوا في كسرِ الحواجز والخُروج مِنَ الخفاء، ولكنه يبدُو في الوُهلة الأولى حَلا مُناسِبًا لقيادة المُخابرات الرومانية. ولكن، ما الذي دَفَعَ رئيسَ الجمهورية لاقتراحِهِ رئيسا لإحدى ما تُعْتَبَرُ أقْوَى مُؤَسَساتِ الدولة؟ كلاووس يوهانيس:
” عندما فَكَرْتُ في الشخص الذي سَأَقْتَرِحُهُ لِمَنْصِبِ مُديرِ المُخابرات الرومانية، بَحَثْتُ عَنْ شخصٍ مُستَعِدٍ لِمِثْلِ هذا المنصب يَعْرِفُ جميعَ الفاعلين السياسيين وله ما يكفي مِنَ المعلومات عَنِ النشاط المُمارَسِ في هذا المجال”.
ولَكِنَ اقتراحَ يوهانيس يُثِيرُ الاهتمامَ والفُضولَ ويتوافق، في نفس الوقت، مَعَ الاتجاه الذي سَلَكَهُ الرئيسُ السابق، ترايان باسيسكو. إنه يُثير الاهتمامَ والفضول لأن Hellvig ، نائبَ زعيمِ الحزب الوطني اللبرالي، يُعْتَبَرُ أَحَدَ المُقَرَبِينَ مِنْ كلاووس يوهانيس، الذي رَشَحَ نفسَخ بِصِفَتِهِ زعيما للحزب المذكور وفازَ بالانتخابات الرِئاسية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2014.
لذا، يقول بعضُ المُحَلِلين بأن علاقتَهُمَا كَصَدِيقَيْنِ كان لها أثرٌ حاسِمٌ وأكثرَ مما ينبغي على القرار الذي اتَخَذَهُ رئيسُ الجُمهورية. ومن جهة أخرى، يبدو أن الرئيس يوهانيس يَسِيرُ على الطريق الذي شَقَهُ سَلَفُهُ، ترايان باسيسك، الذي أطلَقَ مُوضَةَ اختيارِ رُؤساءِ المؤسسات الرئيسية مِنْ صُفُوفِ المُعارَضَة. ومع ذلك، وراءَ الحديث الجاري حول المعايير التي جَعَلَتْ Hellvig مُؤَهَلا لتعيينه رئيسا للمُخابَرات الرومانية، إذا أعطى البرلمانُ الضَوْءَ الأخضَرَ لِتَعيِينِهِ، فستكون لديه مَهَمَةٌ صَعبة. إذ سيتولى القيادةَ بَعْدَما تَلَقَى المُديرُ المؤقت للمُخابرات الرومانية، Florian Coldea ، شكوًى ضِدَهُ تَقَدَمَتْ بها سياسيةٌ تمتع بِنُفوذٍ كبير، هي وزيرةُ السياحة والتنمية الإقليمية السابقةُ، Elena Udrea ، التي يَجْرِي التحقيقُ معها في عِدَةِ مِلفاتِ فساد. وكانت Udrea قَدِ اتَهَمَتْ Coldea بإساءةِ استخدام سلطته، مِنْ بين أمور أخرى، لتدمير حياتها السياسية. ولكن الشكوى لَمْ تُؤَد إلى فتحِ تَحْقيقٍ في شأنه، لأن الدائرةَ الوطنية لمكافحة الفساد اعْتَبَرَتْ أنَ الأدلةَ والحقائق لا أساسَ لها قانونيا. وتَوَصَلَتْ إلى استنتاجٍ مُماثِلِ اللجنةُ البرلمانية لِمُراقَبَةِ المُخابَرات الرومانية، عقب استدعاءِ Coldea للمُثُولِ أمامَها. ورغم الصُورة الجيدة التي تتمتع بها في المَجال العام الروماني كونَها، إلى جانب الاستخبارات الرومانية، مَوْضِعَ تقديرٍ لدى الشُركاء الغربيين، إنَ المخابراتِ الرومانيةَ تُمارِسُ نَشاطَها في الظِلِ مِمَا يُثِيرُ الشكوك. هذا وإنَ ضُعْفَ الرَقابة من قبل البرلمان، بِصِفَتِهِ الجهةَ الوحيدةَ المُخوَلةَ بِمُراقبةِ نشاط المخابرات الرومانية، والشُعُورَ بأن الجهازَ لَمْ يَتخلَصْ تماما مِنْ أنصارِ ومُمارَساتِ الشرطة السياسية السابقة-السيكوريتاتيا، يُلْقِيانِ بِظِلالِ الشَكِ على هذه المؤسسة. لذا، يَعْتَقِدُ المُراقِبُون أن الإصلاحَ الكُلِيَ للمُخابرات الرومانية بِدُونِ تنازُلاتٍ سَيُشَكِلُ المَعْرَكَةَ الكبيرةَ التي سَيَخُوضُها Hellvig في حال أصبح رئيسَ المُؤَسَسَة.