اتفاق بيئي تاريخي
Corina Cristea, 14.12.2015, 17:29
بعد ستةِ أعوامٍ مِنْ فشَلِ قِمةِ كوبنهاجن، تم في نهايةِ عطلة الأسبوع التوقيعُ على اتفاقٍ تاريخي للتصدي للاحتباس الحراري، في إطارِ المُؤتمر حول التغيُرات المُناخية بباريس. الهدفُ مِنْ هذا هذا الاتفاق هو إحداثُ تغييرٍ جِذري في العقود القادمة في الاقتصاد غيرِ المُستدام المُعتمِد على استهلاك الوَقُودِ الأُحفوري في الوقت الحالي والحَدُ مِنَ التَغَيُرِ المُناخي وتَمَ التوصل إليه بعد أعوامٍ مِنَ المُفاوضات. كانت هذه المفاوضاتُ قَدْ جَرَتْ وَسَطَ مَصالِحَ مُتناقِضةٍ بين الدُول الغنية وتلك النامية أوِ البُلدانِ الجُزُرِية الأكثرِ عُرضةً للتهديد المُتَمَثَلِ في ارتفاعِ مَنْسُوبِ المُحيط العالمي بسبب الاحتباس الحَراري. مَسؤوليتُنا أمام التاريخ جَسيمة- هذا ما أعلنه وزيرُ الخارجية الفرنسي، Laurent Fabius ، الذي عَرَضَ، يومَ السبت، مَشرُوعَ الاتفاق أمام مُمثِلِي الدُوَلِ المِائَتَيْنِ تقريبا المُشارِكَة في المُؤتمر. وإضافةً إلى الهَدَفِ الطَمُوحِ المُتَمَثِلِ في الحَدِ مِنِ ارتفاعِ حَرارة الأرض دون دَرَجَتَيْنِ مِؤَوِيَتَيْن، ينص الاتفاقُ على مُساعدةٍ مالية بقيمة مائةِ مليارِ دولار لتمويل الدُوَلِ النامية بعد عام 2020، ومُراجَعَةِ الالتزامات كُلَ خَمسِ سَنوات، وإجراءِ تقييمٍ على المُستوى العالمي للتَقَدُمِ المُسَجَلِ في تحقيق الأهداف المُضْطَلَعِ بها. وتتعلق نصوصٌ أخرَى هامةٌ بنقل التكنولوجيا وزيادةِ قُدرةِ الدول النامية على التأقلُمِ مع تَغَيُراتِ المُناخ. ورحب بالتوقيع على اتفاقِ باريس زُعماءُ سياسيون في كُلِ أنحاء العالم ومُمَثِلُو بعض المؤسسات الدولية، مثل صُندوق النقد الدولي والبنك الدولي والوِكالة الدولية للطاقة. وقدر رئيسُ المُفوضية الأوروبية، Jean Claude Juncker ، بأنَ العالَمَ مُتَحِدٌ الآن لِمُواجهة التغيُرات المُناخية، بينما أعلن رئيسُ الوُزراءِ البريطاني، دافيد كاميرون، أنَ الجِيْلَ الحالي خَطَى خُطواتٍ حَيَويةً لِضَمان مُستقْبَلِ كَوْكَبِ الأرض. ومِنْ جانبها، أشارَتْ وَزيرةُ البيئة الرومانية، Cristina Paşca ، التي عُيِنَتْ لِتَمثيلِ البلاد في المباحثات حول التأقلُمِ مع التغيُرات المناخية -أشارت في الإذاعة الرومانية إلى أنَ الاتحاد الأوروبي شارك بِنَشاطٍ في المُفاوضات بباريس مِنْ أجل الاتفاق الخاصِ بالتغيُرات المناخية. وَفقا للدراسات المُتخصصة والمُعطيات التي يستند إليها خبراءُ الأمم المتحدة، تتخطى الخسائرُ الاقتصادية المُترتبةُ على الاحتباس الحراري العالمي مِائةً وخمسةً وعشرين مليارَ دولار سنويا، وأربعةُ ملياراتٍ مِنَ الأشخاص مُعَرَضُون للخطر، ونحوَ خَمسِمائةِ مليون شخص يعيشون في مناطقَ ذاتِ خطر كبير.