135 عاما من العلاقات الرومانية-الأميريكية
Bogdan Matei, 02.12.2015, 19:19
بعد بضعة قرون مِنَ السيطرة التركية، أصبحت رومانيا مُستقلةً عام 1877 وتَمَكَنَتْ بعد ثلاثةِ أعوام من ذلك مِنْ إقامةِ عَلاقاتٍ دبلوماسية مع الولايات المتحدة. ويقول المُؤَرِخون إنَ العلاقات بين البلدَيَنْ أصبحت راسخةً أثناء الحرب العالمية الأولى عندما كان البلدان حَليفَيْنِ في إطار القُوات المُتحالفة. وبعد الحرب التي مَثَلَتْ بالنسبةِ للرومانيين إقامةَ الدَولة الوطنية المُوحدة، خرج آلافُ المُواطنين الأمريكيين في الساحل الشرقي إلى الشوارع للتَرحيب بماريا – ملكة رومانيا، التي كانت تقوم بجولة دبلوماسية عبر الولايات المتحدة. ولم تنجَحْ الحربُ العالمية الثانية -عندما اضْطُرَتْ رومانيا إلى القتال إلى جانبِ دُوَلِ المِحْوَر بسبب تهديدِ نَزعاتِ التَوَسُعِ السوفييتي- ولا الدكتاتوريةُ الشيوعية الطويلة التي تَلَتْها –لَمْ تنجَحْ في تغييرِ مَشاعِرِ الرومانيين المُوالية للأمريكيين. لأنَ أمريكا كانت ولا تزال بالنسبةِ لأولائك أهَمَ مَعقِلٍ للحُرية والديموقراطية في العالَم. وأشارتْ نتائجُ استطلاعٍ للرأي أُجرِيَ في الأسبوع الماضي إلى أنَ الرومانيين ينظرون إلى الولايات المتحدة على أنها أكبرُ صَديقٍ لَهُمْ والحليفُ القادر على الدفاع عنهم بأفضل شكل، بينما نَجِدُ في الجهة الأخرى روسيا التي يَعْتَبِرُونها تهديدا على أمن رومانيا وأوروبا والعالم. وفَورا بعد اعتداءاتِ الحاديَ عشرَ مِنْ شهر سبتمبر/أيلول عام 2001 بالولايات المتحدة، انضَمْت بوخارست بِدُون تحفُظٍ وتَرَدُد إلى التحالف ضد الإرهاب وأرسلت جُنُودًا لها إلى أفغانستان والعراق، إلى جانبِ زُملائِهِمْ الأمريكيين. انضمتِ البلاد إلى حلف شمال الأطلسي عام 2004 ولها شَراكةٌ ثنائية استراتيجية مع الولايات المتحدة، كما تَستضيف بعضَ القواعد العسكرية الأمريكيية وعناصرَ للدِرْعِ المُضاد للصواريخ، ولذلك تُعتَبَرُ رومانيا مِنْ قبل العديد مِنَ الخُبراء أهمَ حليفٍ للولايات المتحدة في المنطقة. وبِمُناسبة العيد الوطني المُصادِفِ للأول من ديسمبر/كانون الأول، وَجَهَ وزيرُ الخارجية الأمريكية، جون كيري، تهانيه للشعب الروماني، باسمِ الرئيس باراك أوباما. كما ذكر بيانٌ صادرٌ عَنْ وزارة الخارجية الأمريكية مُرورَ مائةٍ وخمسة وثلاثين عاما على بدءِ العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة ورومانيا اللَتَيْنِ تَرْبِطُ بينَهُما صَداقةٌ تعتمد على الالتزام المُشتَركِ باحترام الحُكْمِ الديموقراطي ومبادئ دولة القانون. هذا وإنَ الترويجَ لِرَفاهية المواطنين من خلال علاقات تجارية مُوسعة ومن خلال الاستثمارات والانتماء المُشتَركِ إلى حلف شمال الأطلسي ضَمانا لأوروبا مُوحدة وحُرة وسِلمية – تُعَدُ كُلُ هذه تَشابُهاتٍ أُخرى ذكرها وزيرُ الخارجية الأمريكي. وأضاف Kerry أن الولايات المتحدة فَخُورةٌ لمُشاركة الجنود الأمركيين والرومانيين، على مدار الزمن، في مَهام مُشتَركة للدفاع عَنِ الحرية والعدالة في عالَمٍ مُهدَدٍ مِنَ الحروب والإرهاب. ومن جهة أخرى، تبنى مجلسُ النواب في واشنطن قرارا يتم مِنْ خلاله الاحتفالُ بمُضي مائة وخمسة وثلاثين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية ويُؤكِدُ التزامَ رومانيا الكبيرَ في إطار حلف شمال الطلسي ودَوْرَها الرئيسيَ كَحَليفٍ للولايات المتحدة.