11 سبتمبر/أيلول بعد 12 عاماً
الولايات المتحدة ردت على هذه الهجمات بشن حرب على جميع المستويات، و في عدة جبهات، ضد “الإرهاب”، بغزو أفغانستان للإطاحة بنظام طالبان الأصولي، الذي آوى إرهابيي القاعدة، و بتبني وثيقة “ActUSA Patriot ” التي أصبحت تعرف بقانون باتريوت (أي محبة الوطن)، بعدما إعتمدها الكونغرس و وقع عليها الرئيس الأميريكي السابق/جورج دبليو بوش، في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2001. و عنوان القانون هو إختصار يجمع الأحروف الأولى من عشر كلمات، دون أحرف العطف، تعني: توحيد و تعزيز أميريكا، و تقديم كافة الأدوات الملائمة المطلوبة لرصد و عرقلة الإرهاب، الذي لا زال ساري المفعول حتى يومنا هذا. القانون الذي إعترض عليه لاحقاً، لأنه يمنح الحكومة إمكانية مراقبة أي شخص يشتبه في تورطه في مؤامرة لشن هجوم إرهابي على أمريكا. كما عززت بلدانٌ أخرى تشريعاتها الخاصة بمكافحة الإرهاب، عبر تقوية و توسيع صلاحيات أجهزة الإستخبارات و قوات الأمن بتطبيق مثل هذا القانون.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 11.09.2013, 18:33
كانت إعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 سلسلة هجمات انتحارية منسقة من قبل تنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة الأميريكية. حيث دبر تسعةَ عشرَ إرهابياً خطف أربع طائرات ركاب تجارية، و إستخدام طائرتين منها للإصطدام بالبرجين التوأمين التابعين لمركز التجارة العالمي في نيويورك بهدف تحطيمهما. كما استخدم الإرهابيون طائرة ثالثة لضرب مبنى وزارة الدفاع الأميريكية (البنتاغون) بالقرب من واشنطن، أما الطائرة الرابعة، فقد سقطت و تحطمت في حقل في منطقة بنسلفانيا. الحصيلة الكلية لعدد القتلى من جراء الهجمات، بلغت ثلاثة آلاف و سبعمائة شخص.
الولايات المتحدة ردت على هذه الهجمات بشن حرب على جميع المستويات، و في عدة جبهات، ضد “الإرهاب”، بغزو أفغانستان للإطاحة بنظام طالبان الأصولي، الذي آوى إرهابيي القاعدة، و بتبني وثيقة “ActUSA Patriot ” التي أصبحت تعرف بقانون باتريوت (أي محبة الوطن)، بعدما إعتمدها الكونغرس و وقع عليها الرئيس الأميريكي السابق/جورج دبليو بوش، في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2001. و عنوان القانون هو إختصار يجمع الأحروف الأولى من عشر كلمات، دون أحرف العطف، تعني: توحيد و تعزيز أميريكا، و تقديم كافة الأدوات الملائمة المطلوبة لرصد و عرقلة الإرهاب، الذي لا زال ساري المفعول حتى يومنا هذا. القانون الذي إعترض عليه لاحقاً، لأنه يمنح الحكومة إمكانية مراقبة أي شخص يشتبه في تورطه في مؤامرة لشن هجوم إرهابي على أمريكا. كما عززت بلدانٌ أخرى تشريعاتها الخاصة بمكافحة الإرهاب، عبر تقوية و توسيع صلاحيات أجهزة الإستخبارات و قوات الأمن بتطبيق مثل هذا القانون.
لقد قيل إن بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001، لم يعد العالم كما كان قبل ذلك التاريخ. فتبعات المأساة الأميريكية أثرت على مليارات من الناس. كما أن إقتصادات كثيرة عانت من تراجعات ملحوظة، و لكن أكثر التغييرات كانت سياسية. حيث أدان معظم زعماء العالم الهجمات، باستثناء العراق و زعيمه/ صدام حسين. التكهنات و المضاربات حول تورط بعض العراقيين في هجمات، ساهمت في تقبل الرأي العام و الشعب الأميريكي للغزو المسلح للعراق، عام 2003. كما جمدت بلدان عديدة الحسابات المصرفية للمتهمين بالإرهاب، أما الولايات المتحدة، فقد أسست مركزاً للإعتقال مثيراً للجدل في قاعدة عسكرية في حليج غوانتنامو في كوبا.
و بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001، تغيرت التحالفات و حتى النظام العالمي. حيث تم تقسيم العالم إلى أخيار و أشرار، و على “محور الشر” ظهرت دول مثل العراق و إيران و كوريا الشمالية. أما العلاقات الخارجية فقد إزدادت توتراً، حيث إتهمت الولايات المتحدة، باسم الحرب لمكافحة الإرهاب، بأنها قد تحولت إلى شرطي عالمي. و مع كل ذلك، يبدو أن معظم البلدان قد أدركت أن الإرهاب يشكل تهديداً عالمياً، و في نهاية المطاف، وهذا هو الأمر الأهم.
بالنسبة لرومانيا، 11 سبتمبر/أيلول 2001 عني، بالمثل تغييراً كبيراً، بموقفها الحاسم بجانب العالم المتحضر و مساعيه الرامية إلى القضاء على الإرهاب. وقد أدركت منظمة حلف شمال الأطلسي و الولايات المتحدة أن هذا البلد يمكن أن يكون شريكاً استراتيجيا يمكن الإعتماد عليه في البحر الأسود. ففي عام 2004 ، وقعت بوخارست وثيقة الإنضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي. أما في 2007 فقد انضمت رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي. و بالسير على هذا الخط من الشراكة، بيني الرومانيون والأميركيون في بلدة ديفيسيليو (جنوب البلاد) درعاً أوروبية مضادة للصوارخ.