تغيرات في المشهد السياسي الروماني
في التاسع من يونيو حزيران الماضي حقق الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الوطني الليبرالي المشاركان في الائتلاف الحكومي فوزا كبيرا في انتخابات البرلمان الأوروبي
Diana Baetelu, 26.11.2024, 15:30
في التاسع من يونيو حزيران الماضي حقق الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الوطني الليبرالي المشاركان في الائتلاف الحكومي فوزا كبيرا في انتخابات البرلمان الأوروبي التي شاركا فيها بقوائم مشتركة كما فاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الوطني الليبرالي بأكبر عدد من البلديات ومجالس المحافظات في الانتخابات المحلية التي خاضه كل من الحزبين بشكل منفصل مستفيدا أيضا من دعم الحزب الآخر له..
لا شيء كان ينذر آنذاك بالكارثة الانتخابية التي كان سيمنى بها الحزبان في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأحد الماضي وأحزر فيها رئيس الحزب الوطني الليبرالي نيكولاي تشوكا المركز الخامس بنسبة تقل عن تسعة بالمائة من الأصوات ليصبح أول مرشح ليبرالي لا يحقق نسبة من رقمين في الجولة الأولى في حين أن رئي الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتشيل تشولاكو الذي كان يعتبر المرشح الأوفر حظا للفوز بالجولة الأولى احتل المركز الثالث بتسعة عشر بالمائة من الأصوات ليصبح هو أول مرشح لليسار يفشل في التأهل إلى جولة الإعادة . فالنتيجة التي حققها الحزبان في الجولة الأولى والتي وصفها المحللون بالهزيمة غير المسبوقة دفعت قياداتهما للاستقالة
أما الآن فلا بد للحزبين الاشتراكي الديمقراطي والوطني الليبرالي من التعافي بسرعة من الصدمة الانتخابية التي أصيبا بها استعدادا لخوض الانتخابات التشريعية المزمعة في الأول من ديسمبر كانون الأول .
وفي هذا السياق تحدث نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي والنائب في البرلمان الأوروبي فيكتور نيغريسكو الذي عين رئيسا مؤقتا للحزب عن عن ضرورة استعادة ثقة الرومانيين في الانتخابات البرلمانية وذلك عبر تبني نهج جديد للتواصل مع المواطنين . كما أشار إلى الحاجة إلى تمثيل قوي للقيم الاشتراكية الديمقراطية في البرلمان الروماني الجديد مؤكدا أن الحزب سيبذل المزيد من الجهود لشرح أهدافه للمواطنين في حال حصل على ثقتهم في الاقتراع. وقال نيغريسكو: ” لقد حققنا نتائج هامة في العمل الحكومي وننوي تغيير طريقة التواصل مع المواطنين لنخبرهم بصراحة أكثر وبشكل مباشر بما حققناه حتى الآن وما نريد تحقيقه من الآن فصاعدا “.
بعد استقالة قيادة الحزب الوطني الليبرالي بأكملها عين إيلي بولوجان رئيسا مؤقتا للحزب وهو الشخصية التي اقترن اسمها بالإنجازات الإدارية والاقتصادية التي شهدتها محافطة بيهور شمالي رومانيا ومركزها مدينة أوراديا أثناء تولي بولوجان قيادة بلدية المدينة لثلاث ولايات متتالية وثم قيادة مجلس المحافظة . وأعلن بولوجان أن حزب الوطني الليبرالي سيدعم توجه رومانيا الأوروبي وسياسات يمين الوسط .كما أعلن عن دعم الحزب لرئيسة اتحاد “أنقذوا رومانيا” إيلينا لاسكوني في جولة الإعادة للانتاخبات الرئاسية .
يذكر أن لاسكوني ستواجه في الجولة الثانية المزمعة في الثامن من ديسمبر كانون الأول المقبل كالين جورجيسكو الفائز المفاجئ بالجولة الأولى وهو شخصية تعتبر سامة وخطيرة لآرائها المتطرفة والمؤيدة لروسيا.
وشدد بولوجان على أن الليبراليين سيقدمون في الفترة المقبلة السياسات العامة التي سيدعمها الحزب في البرلمان وهي زيادة فعالية الدولة والسياسات العامة الداعمة لتنمية المجتمعات المحلية عبر فك المركزية وبرامج الدعم لمسؤولي الإدارات المحلية فضلا عن السياسات الداعمة لسيادة القانون واستقلال القضاء والمساواة والجدارة والقواعد التي تولد السلوكيات الصحيحة في المجتمع.