أزمة الطاقة في جمهورية مولدوفا
، الرئيسة/ مايا ساندو اتهمت روسيا بأنها تريد إثارة أزمة سياسية في جمهورية مولدوفا عبر وقف إمدادات الغاز الطبيعي إلى منطقة ترانسنيستريا.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 15.01.2025, 18:57
“نصف الكهرباء المستهلكة في جمهورية مولدوفا، على الضفة اليُمنى لنهر نيسترو، تأتي من مصادر محلية، بما في ذلك من مصادر طاقة متجددة، أما النصف الآخر، فتمثله الواردات من رومانيا” – أعلنت رئيسة جمهورية مولدوفا/ مايا ساندو، يوم الثلاثاء، في مؤتمر صحفي. الزعيمة في كيشيناو عقدت اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن بهدف مناقشة الوضع في قطاع الطاقة، وتدابير المساعدة للسكان. السيدة/ مايا ساندو اتهمت روسيا الاتحادية برغبتها في إثارة أزمة سياسية في جمهورية مولدوفا عبر وقف إمدادات الغاز الطبيعي إلى منطقة ترانسنيستريا الانفصالية (ذات الأغلبية الناطقة باللغة الروسية). مايا ساندو أعادت التأكيد على حقيقة أن إدارة المنطقة الانفصالية، بالرغم من أنها تمر بأزمة إنسانية، إلا أنها رفضت المساعدات، ووضعت شروطا لقبول الحلول المقترحة. ومن بين هذه الحلول، اقترحت كيشيناو شراء الغاز من السوق الأوروبية لصالح الضفة اليسرى من نهر نيسترو، وتوفير الفحم، بالتعاون مع الشركاء الأوكرانيين، لمنطقة ترانسنيستريا من أجل توليد الكهرباء. كل هذه الأشكال من الدعم بقيت دون أي رد فعل من تيراسبول – شددت مايا ساندو:
“كيشيناو قالت بوضوح تام أن في حال وجود مرضى في حالة معقدة، يمكن نقلهم إلى المستشفيات على الضفة اليمنى. وقد رُفض هذا العرض أيضًا، ولا يزال من غير المسموح لسيارات الإسعاف القادمة من الضفة اليمنى الوصول إلى الضفة اليسرى لمساعدة الناس المحتاجين. إن هدف هذه الأزمة الإنسانية التي سببها الكرملين على الضفة اليسرى، هو خلق أزمة سياسية على الضفة اليمنى، وتصعيد الوضع”.
السلطات في ترانسنيستريا أعلنت مؤخراً أن تدابير الحفاظ على الطاقة، سمحت لها بتخفيف القيود الناجمة عن توقف إمدادات الغاز الروسي، مع تقليص مدة انقطاع التيار الكهربائي. ترانسنيستريا، التي انفصلت عن جمهورية مولدوفا في نهاية النظام السوفييتي، كانت تعتمد، حتى الآن، على الغاز الروسي المنقول عبر أوكرانيا. وعلى مدى قرابة ثلاث سنوات من الحرب مع روسيا، رفضت السلطات الأوكرانية تمديد اتفاقية نقل الغاز حتى عام 2025. شركة غاز- بروم الروسية العملاقة أعلنت أنها لن ترسل الغاز الطبيعي إلى جمهورية مولدوفا عبر طرق بديلة، مشيرة إلى “متأخرات” المولدوفيين التي تزيد عن سبعمائة مليون دولار. بينما تشكك كيشيناو، التي تدين الغزو الروسي لأوكرانيا، في هذا الرقم. أما الرئيسة/ مايا ساندو فقالت إن شركة غاز- بروم يمكن أن تزود ترانسنيستريا بالغاز عبر طريق بديل، وهو خط أنابيب ترك- ستريم، الذي يمر بتركيا وبلغاريا ورومانيا. ومن بوخارست، أكد وزير الطاقة/ سيباستيان بوردوجيا، مرة أخرى، أن رومانيا ليس لديها أية مشاكل في إمدادات الطاقة طوال موسم البرد، وأنها تمتلك مخزونات كافية، وأن الطلب المحلي على الغاز الطبيعي لا يتأثر بالصادرات اليومية إلى جمهورية مولدوفا، التي تتم بشروط تجارية. وفي هذا السياق، جُلبت إلى النقاش مجدداً، ضرورة أن تعمل أوروبا على تقليص اعتمادها على الغاز الروسي.