مواضيع حساسة لوضع الأطفال في رومانيا
نشرت منظمة أنقذوا الأطفال فرع رومانيا مؤخرا تقريرا حول أوضاع القصر سلطت فيه الضوء على عشر نقاط ضعف في غاية الحساسية
Diana Baetelu, 05.02.2024, 14:45
نشرت منظمة “أنقذوا الأطفال فرع رومانيا” مؤخرا تقريرا حول أوضاع القصر سلطت فيه الضوء على عشر نقاط ضعف في غاية الحساسية لم يجد بعض منها طريقهه إلى الحل منذ سنوات طيولة رغم علم السلطات بها . ومن بينها أن طفلا من بين كل خمسة أطفال لا يكمل دراساتهم وأن في كل عام يولد في رومانيا أكثر من سبعة آلاف طفل لأمهات قاصرات ومنهن ألف ومئتان لديهن طفل آخر أو طفلان كما أن أكثر من نصف مليون طفل هاجر أحد والديه على الأقل للعمل ويبلغ معدل الوفيات في صفوف الرضع ستة فاصلة خمسة لكل ألف مولود في المناطق الريفية مقابل أربعة فاصلة اثنين لكل ألف مولود في المناطق الحضرية .. وتضاف إلى ما سبق إشكاليات أخرى عديدة ربما لا تحظى بنفس القدر من البحث والنقاش الذي تحظى به قضايا أخرى غير انها لا تقل خطورة.. فإحدى تلك الإشكاليات تتعلق بالصحة العاطفية أو العقلية للأطفال حيث تبين أن أكثر من واحد وأربعين بالمائة من الفتيات في سن الخامسة عشرة تعاني من اضطرابات النوم فيما تعاني سبعة وخمسون بالمائة أخريات من التوتر والعصبية .
مدير المناصرة لدى منظمة “أنقذوا الأطفال ” جورجي رومان يحذر من مغبة إهمال هذه النواحي :” مفهوم الرفاهية العاطفية يدور حول التدابير التي تتخذها السلطات لتوفير خدمات الصحة العقلية وحماية الأطفال الذين يحتاجون إلى دعم إضافي مثل الأطفال ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة أو ذوي الإعاقة. للأسف لم نحقق نتائج إيجتبية في هذا المضمار بدليل أن منظمة الصحة العالمية نفسها حذرت من وضع الأطفال الرومانيين الذين يعانون من اضطربات النوم أو يواجهون صعوبات في ممارسة الضبط الذاتي . فأولئك الأطفال يشعرون أحيانا بالعزلة أو الإقصاء من مجموعاتهم سواء في المدرسة أو خارجها. فمن الواضح أنه لا بد من تمويل جلسات الإرشاد النفسي لهؤلاء الأطفال لأن عدد الأخصائيين النفسيين لدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية التابعة للدولة ولدى المديريات العامة لحماية حقوق الطفل محدود وليس جميعهم مدربا على علاج مثل هذه الحالات. أمام المنظمات غير الحكومية المعنية فقليلة هي الأخرى ومشغولة جدا . فمركز الصحة النفسية التابع لمنظمة “أنقذوا الأطفال ” الذي يقدم مثل هذه الخدمات مجانا مشغول للغاية بحيث يضطر الأطفال الذين يحتاجون الى خدماته لانتظار دورهم لفترة طويلة قد تصل إلى ستة أشهر.”
أحد أسباب الاضطرابات العاطفية لدى الأطفال يكمن في انفصالهم عن الأباء الموجودين في الخارج للعمل .لذا فإن سراب الهجرة يجذب الكثير من الشباب:”أكثر من نصف الأطفال يريدون مغادرة رومانيا لعدة أسباب أحدها أنهم يعتبرون النظام التعليمي ضعيفا ولا يرقى إلى مستوى توقعاتهم . بدليل أن ثلث الشباب قالوا أن المدرسة الرومانية غير قادرة على تكوينهم مهنيا وثقافيا. والسبب الثاني هو طيف الفقر الذي يهدد الكثير من الشباب حيث قال أكثر من واحد وعشرين بالمائة من الأطفال إن الفقر يمثل تهديدا واقعيا لهم لكنهم ولا يريدون العيش في الفقر وسيحاولون تحقيق الرخاء في بلدان أخرى على غرار أبائهم الموجودين في الخارج للعمل.”
ظاهرة أخرى خطيرة هي الاعتداء الجنسي على الأطفال. ومع ذلك فإن أقل من عشرين بالمائة من الشكاوى الجنائية المتعلقة باعتداءات جنسية على قاصرين تنتهي بتقديم المعتدين للعدالة: “يبدو أننا غير مهتمين بمكافحة الاعتداء الجنسي. فباستثناء المؤسسات القضائية التي يوجد لديها مختصون في السياسات الاجماعية وإن قل عددهم لا يوجد هناك اهتمام حقيقي بهذا المجال على المستوى الوطني . منظمة” أنقذوا الأطفال” نفذت بالتعاون مع المديرية العامة لحماية حقوق الطفل في القطاع السادس لبوخارست برنامجا يهدف إلى تقديم الدعم والاستشارة للأطفال الذين وقعوا ضحية للاعتداء الجنسي وحمايتهم أثناء جلسات الاستماع التي قد يصل عدد ها إلى أربع عشرة دلسة ومنع تعريضهم للسخرية والازدراء فضلا عن حمايتهم من الشعور بالصدمة مجددا أثناء روايتهم لتجربة الاعتداء الجنسي المريرة بشكل متكرر في كل جلسة استماع وفي جميع مراحل الملاحقة الجنائية سواء في الشرطة أو النيابة العامة والمحكمة أو مؤسسات الرعاية الاجتماعية . لكن شكاوى الاعتداءات الجنسية على قاصرين قلما تصل إلى مرحلة المحاكمة وإن وصلت فقلما يدان المعتدون وإن أدينوا فإن ثلاثة أحكام من بين كل خمسة أحكام بالسجن تنص على وقف التنفيذ . بعبارة أخرى فأن المعتدي يعود إلى المجتمع الذي يعيش فيه ضحيته ..
اختتم مدير المناصرة في منظمة أنقذوا الأطفال جورجي رومان حديثه معربا عن أمله في يكون تقرير العام القادم حول أوضاع الأطفال في رومانيا أكثر إيجابية بحيث يشير إلى تقدم في هذا المضار .