مشروع “مواطنون فاعلون من أجل جودة الخدمات العامة “
استمر في عام 2023 تنفيذ مشروع مواطنون فاعلون من أجل جودة الخدمات العامة
Diana Baetelu, 20.12.2023, 15:31
استمر في عام 2023 تنفيذ مشروع “مواطنون فاعلون من أجل جودة الخدمات العامة ” هو مشروع تشرف عليه المؤسسة الأكاديمية الرومانية ووصل هذا العام إلى دورته الثانية .المشروع يسمح للمواطنين خاصة الشباب منهم بطرح أسلئة على مؤسسات الدولة حول القضايا التي تهمهم . وقد أدرجت استنتاجات دورة هذا العام للمشورع في تقرير صدر مؤخرا في بوخارست . ولكن قبل الخوض في التفاصيل يجب توضيح أن المشروع يتكون من شقين : الشق الأول يتعلق بمراقبة كيفية إدارة خدمات التعليم وجمع النفايات والنقل العام من قبل سلطات الإدارة المحلية في ثماني مدن . أما الشق الثاني فهو عبارة عن خدمات مناصرة يقدمها ثمانون متطوعا معظمهم من الشباب يلتقون بالمواطنين ويتعرفون على شكاواهم تجاه سلطات الإدارة المحلية ويطلعونهم على النصوص القانونية التي يمكن أن تساعدهم على حل المشاكل . عودة إلى التقرير الذي صدر لدى انتهاء دورة عام 2023 للمشروع والذي يؤكد على تحقيق تقدم في إدارة النفايات والتعليم والنقل العام مقارنة بعام 2022 لكنه يبرز أيضا نقاط ضعف عديدة في المناطق التي نفذ فيها المشروع وهي ألبا يوليا وباكاو وبايا ماري وكونستانتزا وديفا وجورجيو ورامينيكو فالاتشا بالإضافة إلى القطاع الأول للعاصمة بوخارست . فبينما تحسنت الدرجات الممنوحة لإدارة النفايات والنقل العام تراجعت درجات التعليم إذ كانت طريقة توزيع المنح الدراسية واحدة من النواحي السلبية المشار عليها في التقرير .أما فيما يتعلق بالنفايات فقد لخصت أندريا بيتروتش منسقة المشروع استنتاجات التقرير :
” لقد أحرز تقدم في إدارة النفايات وإن لم يكن بالتقدم اللافت ولكن في بعض الحالات لوحظت تغييرات هامة .وهنا أود ذكر أن بعضا من موظفي الإدارة المحلية للقطاع الأول للعاصمة – على سبيل المثال – يعمل كل ما بوسعه لتلبية طلباتنا ويحاول إيجاد أفضل الحلول لها . فإذا كانت الدرجات التي حصل عليها موظفو الإدارة المحلية منخفضة نسبيا في الدورة السابقة إلا أنها تحسنت بكشل كبير وزادت عشر نقاط عما كانت عليه في العام الماضي . من جانب آخر لم نلاحظ تغييرات لافتة في إدارة النفايات في مدينة ألبا يوليا ومدن أخرى . خلاصة القول إن الأمور تحسنت إلى حد ما ولكن التقدم المحرز ليس كافيا لإحداث تحسين ملموس لإدارة خدمات النفايات في تلك المناطق . شيء آخر مهم أنه توجد مراكز لجمع النفايات كبيرة الحجم مثل نفايات البناء والنفايات الكهربائية والإلكترونية وهي مراكز يعمل فيها متطوعون . كما أن المدن المدرجة في المشروع تقيم حملات توعية وتثقيف. فبلدية مدينة باكاو على سبيل المثال قامت بإنشاء تطبيق إلكتروني للمواطنين استخدامه لإبلاغ البلدية بالمشاكل التي يواجهونها بشكل أسرع وأسهل. نواح أخرى سبلية لاحظناها أثناء تنفيذ المشروع تتعلق بإخفاق السلطات المحلية في جميع المدن آنفة الذكر في تنفيذ برنامج جمع النفايات الانتقائي.”
لا توجد بيانات كافية حول إعادة تدوير النفايات والجمع الانتقائي ما يضع رومانيا في أسفل قائمة بلدان الاتحاد الأوربي فيما يتعلق بحمائة البيئة . أندريا بيتروتس تشرح : “ما أريد توضيحه هو أن الشفافية معدومة في هذا المجال . فإذا أردت معرفة كمية النفايات المعاد تدويرها في محافظة ما لن تجد أي بيانات من هذا القبيل لمجرد أن هذه المعلومات ليست منشورة في أي مكان وهذا أمر مؤسف لأنه يتعلق بمعلومات ذات اهتمام عام يجب أن تكون متاحة لأي مواطن يريد معرفة هذه التفاصيل وليس فقط الباحثون من أمثالي أنا وزملائي . فهذه المعلومات يجب أن توفرها الشركات المختصة على مواقعها الإلكترونية لا سيما وأن القانون ينص بصريح العبارة على ضرورة وجود مثل هذه المواقع في جميع المدن من أجل إطلاع المواطنين على تواقيت جمع النفايات أو على طرق الجمع الانتقائي . فإنشاء موقع على الإنترنت يمثل خطوة لا بد منها لتدارك الوضع ولكن في غياب العقوبات الواضحة لحالات انتهاك القانون فمن المحتمل أن تستمر الجهات المعنية في تجاهل الأمر “.
أما فيما يتعلق بخدمات النقل العام فقد ركز المشروع على مدى سهولة الوصول إلى وسائل النقل ومدى ربط المواقف ببعضها البعض ومدى الالتزام بتواقيت الرحلات بما في ذلك مواعيد وصول الحافلات إلى المواقف فضلا عن النظافة والتسهيلات المقدمة للفئات الضعيفة. قد حصلت العاصمة بوخارست على أعلى الدرجات لامتلاكها شبكة نقل عام متطورة جدا بالنظر إلى أبعاد المدينة. وقد اتخذت في العاصمة في الفترة الأخيرة تدابير لضمان سلاسة المرور ومراقبة مدى التزام وسائل النقل بتواقيت الرحلات بمساعدة التطبيقات الإلكترونية .
ومع ذلك لا يزال رضا المواطنين عن خدمات النقل العام متدنيا للغاية ما يدفع العديد منهم لاستخدام سيارتهم الخاصة بدلا من وسائل النقل العام التي لا تلبي في نظرهم معايير أساسية وخاصة مدة الانتظار في المواقف والنظافة. أندرا ميتاك منسقة مشروع “مواطنون فاعلون من أجل جودة الخدمات العامة”: “أسباب عدم رضى المواطنين عن وسائل النقل العام هي انعدام النظافة وعدم الالتزام بتواقيت الرحلات ومواعيد الوصول إلى المواقف وعدم عرض التواقيت والمواعيد في المواقف . معنى ذلك أن أشياء بسيطة كهذه غالبا ما نظن أنها لا تؤثر علينا قد تبين أنها تؤثر على المواطنين بشكل كبير في واقع الأمر.”
التدابير البسيطة يمكن أن تساهم في تحسين جودة خدمة ما بشكل ملحوظ .. وأما غيابها التدابير أوتأخر في اتخاذها بشكل غير مبرر اللازم فهو ما دفع الشباب وليس الشباب فقط لمراقبة أداء مسؤولي الإدارة المحلية بكافة الوسائل المتاحة ومن بينها مشروع “مواطنون فاعلون من أجل جودة الخدمات العامة ” وسائر البرامج المماثلة التي تديرها المؤسسة الأكاديمية الرومانية .
.