مستشفى جمعية “امنح الحياة” في بوخارست
بدأ مستشفى جمعية "امنح الحياة" في بوخارست بالعمل منتصف شهر أبريل نيسان الماضي
Diana Baetelu, 15.05.2024, 15:30
بدأ مستشفى “امنح الحياة ” في بوخارست بالعمل منتصف شهر أبريل نيسان الماضي بعيد نقل خمسين من الأطفال الماصبين بالسرطان وغيره من الأمراض من أقسام السرطان وجراحة الأعصاب والجراحة العامة من مستشفى “ماري كوري”للأطفال إلى المستشفى الجديد في عملية أديرت بعناية بالغة حفاظا عى الراحة العقلية والجسدية للمرضى الصغار. وفي الخامس عشر من أبريل نيسان الماضي أجريت في مستشفى “امنح الحياة ” أول عملية جراحية لطفل مريض . ويذكر أن المستشفى هو ثمرة مساعي جمعية “امنح الحياة ” الرامية إلى بناء مستشفى للأطفال من الصفر مستفيدة من تبرعات ثلاثمائة وخمسين ألفا من المتبرعين بالإضافة إلى تربعات ثمانية آلاف شركة . وقالت مؤسستا الجمعية كارمن أوسكاتو وأوانا غورغيو أن مهمتهما لم تنته بتشغيل المستشفى بل هي مستمرة لبناء جناح جديد من لأجل نقل باقي أقسام مستشفى “ماري كوري” إليه في المستقبل .
اسطدمت مساعي بناء مستشفى جمعية “امنح الحياة ” بيروقراطية معقدة واستغرت الإجراءات وقتا أطول من اللازم بكثير على حساب المرضى الصغار الذين أنجز من أجلهم هذا المشروع الفريد من نوعه في رومانيا. كارمن أوسكاتو : “لا بد من التوضيح أننا لسنا في حالة حرب مع مؤسسات الدولة بل على العكس من ذلك نعتقد أن التعاون ضروري لتحقيق أهداف هذا المشروع كاملة. مستشفى “امنح الحياة ” هو مستشفى المستقبل الذي سيقدر على علاج المرضى الصغار وفق أحدث المعايير الطبية إذا واصلنا التعاون مع إدارة مستشفى “ماري كوري” ومع وزارة الصحة والحكومة. صحيح أنه تم بالفعل نقل الأطفال إلى المستشفى الجديد ولن أنسى الفرحة الكبيرة التي ظهرت على وجوههم في ذلك اليوم. ولكن في الوقت نفسه أدركت أن الصعوبات الكبيرة التي واجهناها أحيانا طوال فترة بناء المستشفى وكل صراعاتنا مع العقليات القديمة لم تذهب هباء فالابتسامات التي اعتلت وجوه الأطفال في ذلك اليوم تشجعنا على المضي قدما”.
من جانبها تحدثت أوانا غورغيو عن أهمية التمسك بأهدافك وأحلامك رغم العوائق والصعوبات : “كثيرون هم الذين لم يقتنعوا بمشروعنا أو ربما اعتقدوا أننا لن نجمع كل الأموال لإنجازه من التبرعات أو ربما لم يكونوا مقتنعين بقدرتنا على بناء المستشفى وفق المعايير التي حددناه له . لكننا تمكننا من بناء المستشفى وتجهيزه ونأمل أن يفهم المترددون انه بالإصرار والمثابرة والتعاون يصبح كل شيء ممكنا . شاركت في برنامج إذاعي تفاعلي وكان المستمعون يتصلون بي ويطرحون أسئلة أو يدلون بآرائهم حول المشروع فقال أحدهم أنه لم يثق بالمشروع ولم يتبرع لكنه أعرب عن أسفه الشديد ووعد بدعم كل مشاريع جمعية “امنح الحياة” وهو يعلم علم اليقين بأننا نفي بوعودنا ونلتزم بتعهداتنا . أعتقد أن إنجاز المستشفى ووجود المرضى الذين يعالجون فيه في أفضل الظروف يمثل خير دليل على أننا بالتعاون والتضامن نستطيع تحقيق إنجازات استثنائية. إنه درس بليغ في أهمية العمل في الفريق ومعنى التضمان والسعي إلى عمل الخير”.
تطرقت أوانا غورغيو أيضا إلى حقوق المرضى في رومانيا : “للأسف يواجه المرضى صعوبات كبيرة تستوجب إزالتها أن يناضلوا من أجل حقوقهم لوحدهم .وهنا يدور الحديث على وجه خاص عن مرضى السرطان وغيرهم من المرضى الذين يواجهون أوضاعا صحية حرجة تمنعهم من خوض المعركة من أجل حقوقهم بمفردهم . ولذا فإن ذويهم يلجؤون في أحيان كثيرة إلى الجمعيات والمنظمات غير الحكومية ومن بينها جمعيتنا التي تدعم المرضى وذويهم في هذه المساعي .في كثير من الأحيان تمكنا من إيجاد محامين يعملون مجانا لمساعدة المرضى الذين يحتاجون إلى علاج معين ولم يحصلوا عليه إما لأن الدولة لا تتحمل تكاليفه أو لأن العقاقير التي يحتاجونها غير متوفرة في السوق. ولحسن الحظ أبدت المحاكم الحكمة والتفهم وأقرت بحق المرضى في الحصول على العلاج اللازم بشكل عاجل مع إلزام دار التأمينات الصحية بإيجاد الحلول المستدامة لضمان العلاج خاصة للحالات الحرجة الخطيرة . فكلنا يعلم أن نظام الرعاية الصحية في رومانيا ليس صديقا للمريض ولهذا السبب نواجه عقبات وعراقيل شتى كلما بحثنا عن الحلول الكفيلة بتوفير العلاج للمرضى وخاصة للحالات الحرجة . وبما أن نظام الرعاية الصحية في رومانيا ليس صديقا للمريض يفضل الساسة والوزراء والأساتذة الجامعيون وحتى الأطباء تلقي العلاج في الخارج إذا ما أصيبوا بمرض خطير وهذا بحد ذاته يقول الكثير عن جودة الخدمات الطبية في رومانيا . وربما ينبغي على المسؤولين أن يتمعنوا في هذا الأمر خاصة في عام انتخابي كهذا “.
البنية التحتية الضعيفة ليست المشكلة الوحيدة التي يعاني منها النظام الصحي في رومانيا فهناك مشاكل وصعوبات أخرى عديدة ومن بينها أزمة الأدوية بحسب كارمن أوسكاتو: “أعتقد أن الطريقة الوحيدة لإيجاد حلول لأزمة الأدوية هي أن تجلس السلطات والمنظمات غير الحكومية والمرضى على المائدة لبحث كل النواحي المتعلقة بها . إنه لأمر مؤسف أن هذا الحوار لم يبدأ بعد. جمعية امنح الحياة تقدمت منذ سنوات بتقرير حول نقص عقاقير السرطان واقترحت حلولا محتملة بقيت حبرا على ورق . لكننا نعتقد أن الحوار بين كل الأطراف المعنية يمكن أن يتمخض عن حلول قابلة للتطبيق “.