كيف يرى الرومانيون عشر سنوات من الانتماء للاتحاد الأوربي
قبل عشر سنوات بالتحديد في الأول من يناير/ كانون الثاني 2007 انضمت رومانيا وبلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي في امتداد لأكبر توسع في تاريخ المجموعة الأوروبية الذي كان في شهر مايو/ أيار 2004
Christine Leșcu, 04.01.2017, 15:34
كان الحماس شديداً في جميع الدول الشيوعية السابقة, على الأخص في رومانيا. و كان الثقة بالمؤسسات الأوربية تأتي في الدرجة الأولى في جميع استطلاعات الرأي .
كيف هي الأمور الآن, بعد عشر سنوات من ذلك التاريخ, و مع انتهاء العام 2016 , الذي كان عاما صعبا اهتزت فيه أركان الاتحاد, بسبب الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها خلاله بعض دول الاتحاد, و بسبب إعلان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي ؟
في هذه الظروف, هل ما زالت رومانيا تحافظ على الحماس تجاه أوربا , إلى جانب باقي الدول الأعضاء ؟
حسب المعيار الأوربي من نوع المقياس البرلماني, تم إنجازه بناء على طلب البرلمان الأوربي, يعتقد ثلاثة و خمسون % من الرومانيين أن الانتماء إلى الاتحاد الأوربي, عاملٌ إيجابي من أجل بلادهم .
و هي نسبة تتطابق مع المتوسط الأوربي, و لكنها تشكل تراجعا بالنسبة لرومانيا, التي كانت نسبة الثقة بالاتحاد الأوربي لدى سكانها, مرتفعةً دائماً ما بين 70 إلى 80 %, حتى في فترة ما قبل الانضمام .
يأتي انخفاض نسبة الثقة هذه, خلال فترة من القلق المشترك بين جميع الأوربيين, و هي نتيجة لا تُعتبر مفاجئة لكثيرين, حسب ما يعتقد بوغدان فويكو, باحث اجتماعي يعمل في معهد بحوث نوعية الحياة في إطار الأكاديمية الرومانية . فيقول:
إنها نسبةٌ تندرج مع التوجه العالمي نحو الانخفاض للثقة في المؤسسات فوق الوطنية (إن صح التعبير) , و علينا أيضا أن نأخذ بعين الاعتبار موقف رومانيا الخاص قليلاً .
دخلت رومانيا الاتحاد الأوربي, برغبة كبيرة في أن تكون هناك, و بثقة مرتفعة جدا بهذا الاتحاد, لأنها بهذا الشكل حصلت على اعتراف صريح بانتمائها إلى العالم المتحضر .
نحن نحاول أن نُحدد أهميتنا كرومانيين من جهة و أن يتم الاعتراف بنا كمواطنين متحضرين في هذا العالم من جهة أخرى, و أن يتم الاعترافُ بنا كمواطنين أوربيين حقيقيين .
استطاع الرومانيون على مدى السنوات العشر التي مضت منذ الانضمام , التعرف جيداً على مؤسسات الاتحاد الأوربي, و فهموا أن تأثيرها محدود على بلدانهم, و أن الانضمام إلى الاتحاد الأوربي لم يعني أنها سوف تجري أنهار الحليب و العسل بين هلالين , كما عبرت عنه البرلمانية الأوربية الرومانية ريناته فيبر, و هي عضو في لجنة توظيف القوى العاملة و الشؤون الاجتماعية:
لا أستثني المناقشات التي تتم على مستوى كل دولة من دول الاتحاد, من بين العوامل التي تؤثر على إجابات المواطنين في وقت معين على أسئلة استطلاع معين .
هذا الاستطلاع يأتي في الوقت الذي بدأت به في الظهور أصوات عديدة تُعَبِّرُ عن استياءها من السياسات المتبعة من قبل الاتحاد الأوربي, و من الطريقة التي يتم بها وضع رومانيا بعيدا عن مراكز اتخاذ القرار .
عدم قبول رومانيا في منظومة شينغين أثر بدوره على شعور الرومانيين كمواطنين أوربيين . بالإضافة إلى أن عدداً أكبر و أكبر من المواطنين يعتبرون حرية الحركة كعنصر مهم و كعامل صريح يشير إلى الهوية الأوربية .
بما أن لكل مواطن روماني أقرباء أو أصدقاء يعملون في دول أخرى من الاتحاد الأوربي , فقد أصبح التنقل في سوق العمل أمراً مهما في حياة كل منهم .
بشكل آخر, عند توجيه أسئلة تتعلق بالفوائد التي قدمها الانضمام إلى الاتحاد الأوربي للرومانيين , يجيب هؤلاء حرية الحركة بنسبة 44 % .
بشكل عام يبدون و كأنهم يعتبرون أن الانضمام منحهم أكثر مما منحه للأوربيين الآخرين : ستون بالمئة من بين الأوربيين يعتبرون أن بلدهم استفادت من الانتماء إلى الاتحاد الأوربي مقابل أربع و ستين بالمئة من الرومانيين الذين يعتقدون الأمر نفسه لبلدهم .
بشكل عام 45 % من بين الأوربيين يعتبرون أن الأمور تسير في الاتجاه الخطأ , في حين 25 % فقط يعتبرون أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح .
الرومانيون من هذه الناحية, يتواجدون من بين أكثر الأوربيين تفاؤلا فيما يتعلق بمستقبل الاتحاد الأوربي, فاثنان و أربعون بالمئة منهم يعتبرون أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح .
حسب الباحث الاجتماعي بوغدان فويكو, فإن هذه الإجابات تشير إلى أن الرومانيين ينتظرون أكثر و أكثر من المؤسسات الأوربية بالمقارنة مع ما يتطلعون إليه من قبل مؤسساتهم الداخلية, فيقول:
يشكك بهذه الأمور, الذين يعتبرون أنهم يتحملون تكاليف أكثر من غيرهم . من جهة أخرى, إذا ما ربطنا الأمور
بوضعية رومانيا, فهي البلد الذي يحقق منذ عدة أعوام نمواً اقتصادياً كبيراً , ينعكس على المستوى المعيشي لسكانه, و عندما تحقق بلد ما نمواً كهذا, فإن تقييم سكانها للواقع الاجتماعي يكون أكثر تفاؤلاً. بل و أكثر, نحن نتجه نحو رغبة في رؤية الأوربيين أقل منا فساداً و أكثر منا تنظيماً .
و عليه فنحن نبدي نوعاً من التفاؤل المسبق , أي أننا سنكون نحن أيضا في وضع أحسن قريبا .
تبدو جلية أكثر التطلعات المتعلقة بالمؤسسات الأوربية مقارنة مع تلك الوطنية, في نتائج المقياس الأوربي المشير إلى البرلمان الأوربي : 38 % من الرومانيين يثقون بالبرلمان الأوربي, و هو رقم أعلى من المتوسط الأوربي الذي لا يتجاوز الخمسة و العشرين % .
أيضا : أكثر من 35 % من بينهم يعتبرون أن أصواتَهُم مسموعة بشكل أفضل على المستوى الأوربي منه على المستوى الوطني .
البرلمانية الأوربية الرومانية ريناته فيبر, تقول : يُسعدني أن أقول أن هذا يحدث لأن الناس يُقَدِّرون كثيراً ما نقوم به نحن هنا, في الاتحاد الأوربي. ولكنني أريد أن أكون موضوعية و أن أقول, و هذا من وجهة نظري, أن انعدام ثقة الرومانيين ببرلمانهم الوطني كبيرة إلى درجة أنهم يشعرون بحاجة للارتباط بمؤسسة أخرى .
من ناحية أخرى , نحن , في الاتحاد الأوربي, نستقبل عدداً كبيراً من الرسائل عن طريق الإيميل أو عن طريق البريد العادي في هذا السياق. و نحن نرد على الأسئلة الواردة فيها, في حين أن المواطن الروماني الذي لا يستلم أي رد على أي تساؤل من أي من السلطات المخولة بالإجابة, يعتبره تصرفا عاديا .
و في استنتاج أخير, من هذا الاستطلاع, ما يزال الاتحاد الأوربي يتمتع بدعم مواطنيه, بالرغم من أن الحماس قد انخفض كثيراً.
كما يشير المعيار الأوربي العادي للخريف الماضي أن معظم الرومانيين يثقون بالاتحاد الأوربي (52 بالمئة مقابل متوسط أوربي قدره 36 بالمئة) , و أن 66% من بين الأوربيين و 79 % من بين الرومانيين يعتبرون أن الاتحاد الأوربي مكان مستقر في عالم غائم .