في يوم الغجر عن أهمية سياقات التعلم
الثامن من أبريل نيسان من كل عام هو اليوم العالمي للغجر
Diana Baetelu, 23.04.2025, 15:30
الثامن من أبريل نيسان من كل عام هو اليوم العالمي للغجر . ورغم أن الغجر يمثلون ثاني أكبر أقلية عرقية في رومانيا إلا أن علماء الاجتماع يجمعون على أن الإحصائيات الرسمية لا تعكس الواقع بشكل دقيق .
معظم المواد الإعلامية حول الغجر تشير إما إلى أشكال التمييز والفصل التي لا يزال أفراد المجتمعات الغجرية يتعرضون لها أو إلى الشخصيات الغجرية البارزة والمتازيدة أعدادها سنة تلو أخرى.
في غضون ذلك تقوم إيونيلا بادوري مع زوجها بخلق سياقات التعلم وتطوير الذات للأطفال الغجر وغير الغجر في الفناء الخلفي لبيتها في قرية فيزوريشتي بمحافظة دامبوفيتسا جنوب رومانيا . وأوضحت يونيلا أنه حتى وقت قريب لم يكن الباحثون المعنيون بشؤون الغجر أو الجانب الأكبر منهم من أبناء العائلات الغجرية . ولكن السنوات الماضية شهدت تزايد عدد أفراد المجتمعات الغجرية الذين انضموا إلى النخبة الفكرية والثقافية كعلماء اجتماع ومؤرخين وفنانين ويشاركون في المناقشات حول قضايا الغجر حيث يساهمون برؤيتهم الشخصية التي من دونها لا يمكن أن يكون للسياسات ذات الصلة تأثير حقيقي في حياة هذه المجتمعات.
قبل العودة إلى رومانيا وتأسيس مركز فيزوريشتي الشعبي للأبحاث والتوثيق أكملت إيونيلا بادوري دراستها في الخارج وقامت بتدريس اللغة الفرنسية في إحدى الكليات في فرنسا. ومع ذلك تعتقد أن نظرة البعض إلى المثقفين الغجر على أنهم حالة استثنائية تضر بالمجتمع الغجري بشكل كبير: “عندما نتحدث عن المثقفين الغجر لا ينبغي أن نصفهم بأنهم حالة استثنائية في مجتمعهم لأن مثل هذه الرؤية ضارة لنا . فؤلاء المثقفين الذين عاشوا في مجتمعات ضعيفة استفادوا من سياقات مواتية لهم .
أنا على سبيل المثال اعتبر نفسي نتيجة تفاعلاتي مع الغجر وغير الغجر إذ أتحت فرصة الدراسة في جامعة السوربون والاتقاء بأساتذة آمنوا بي أكثر مني في بعض الأحيان . كذلك شأن عالم الاجتماع نيكولاي فورتونا وروينا مارين وكريستي بادوري ومدرسي اللغة الغجرية المتميزين الحاصلين على درجة الدكتوراه. فهؤلاء الأشخاص استفادوا من سياقات مواتية كان فيها أناس مستعدون لمساعتدهم على التطوير .
فالمشكلة التي تعاني منها المجتمعات الغجرية إلى جانب المشاكل الاجتماعية والاقتصادية هي العنصرية بمختلف تجلياتها ومنها التمييز. وللتغلب على هذه المشاكل لا بد لأفراد المجتمع الغجري من بذل المزيد من الجهود . أما إذا لم يفعلوا ولم يتمكنوا من إكمال الدراسة في جامعة مرموقة فهذا لا يعني أنهم أقل قيمة .لذلك أقول دائما أنه ليس لزاما عليك تحقيق التفوق والنجاح لكي تطرح قضايا الغجر على بساط البحث .”
أشارت يونيلا بادوري بهذا الصدد إلى أهمية تسليط الضوء على قصص حياة الغجر العاديين مثل والدتها التي كانت امرأة غير متعلمة ولكنها ربت ستة أطفال في بيئة أضعف بكثير من تلك التي تعيش فيها يونيكلا في الوقت الحالي . وقد احتفلت يونيلا بيوم الغجر في الثامن من أبريل نيسان مع منظمة أي رومنيا النسائية وغجريات أخريات قدمن من مختلف المجتمعات الغجرية في أنحاء رومانيا وتحدثت معهن عن حياتهن اليومية وهي على يقين بأن تجاربهن الحياتية جديرة بالاهتمام. والجدير بالذكر أن يونيلا أمضت عامين في مراقبة أطفال قرية فيزوريشتي لمعرفة ماذا يحبون أن يفعلوا في أوقات الفراغ وما هي احتياجاتهم :”فيزوريشتي ليست قريتي ومع ذلك قررنا أن نستقر فيها بعد عودتنا من فرنسا. وبدأت بمراقبة الأطفال لمعرفة كيف يقضون أوقات الفراغ في القرية وحاولت اكتشاف مهاراتهم ومواهبهم . فلاحظت أن الفتيات يرقصن والأولاد يتقاتلون. وبما أن علينا بناء وتطوير المهارات الناعمة قررت تنظيم دورات تدريب على الرقص والملاكمة بهدف تطوير العلاقات بينهم وتحسين تعاملهم مع مشاعرهم وهويتهم وما إلى ذلك.
نقوم بتنظيم هذه الدورات منذ خمس سنوات وكل دورة تدريب جديدة نقوم بتنظيمها باقتراح من الأطفال ووفق رغباتهم . فلا أقول لهم أبدا ” غدا سنلعب الشطرنج” على سبيل المثال بل أسألهم ماذا يحبون أن يفعلوا ؟ هل يحبون التمثيل المسرحي؟ حسنا- دعونا نتدرب على التمثيل . لماذا؟ لأنه من الأهمية بمكان أن نبني على المهارات التي اكتسبوها حتى الآن وأن نبني السياقات المناسبة لهم وليس أن نبني الأطفال حسب السياقات . وهدفي على المدى المتوسط والطويل هو تكوين المدربين لأنه بعد خمس سنوات ربما سأعود إلى فرنسا مرة أخرى ولكن هذه فعاليات يجب أن تستمر .”
قالت يونيلا في ختام حديثها أن كلما شعر طفل بأن مهاراته وأداءه يحظيان بالتقدير يصبح أكثر ثقة بالنفس ويبني علاقة سليمة مع الذات تشجعه على توسيع دائرة اهتمامه.