في ضرورة صياغة نموذج اقتصادي جديد
في عام 2022 بلغ عدد الأشخاص العاملين في رومانيا سبعة ملايين وستمائة ألف شخص. منهم خمسة ملايين وخمسمائة ألف موظف بعقد عمل فردي
Diana Baetelu, 09.10.2024, 15:35
في عام 2022 بلغ عدد الأشخاص العاملين في رومانيا سبعة ملايين وستمائة ألف شخص. منهم خمسة ملايين وخمسمائة ألف موظف بعقد عمل فردي وكان معظم الموظفين أي ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف شخص يعملون في قطاع الخدمات بينما كان مليون وخمسة وثمانون ألفا آخرون يعملون في قطاعي الصناعة والتجارة. وبلغت نسبة التشغيل في عام 2022 اثنين وستين فاصلة ثلاثة بالمائة من إجمالي عدد السكان .
لقد تنامى الرأس المال المحلي باستمرار على مدى السنوات الخمس والعشرين إلى الثلاثين الماضية فيتعين على رومانيا الآن إيجاد المجالات التي يمكنها زيادة مشاركتها بها على المستوى الأوروبي بحسب كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الروماني فالنتين لازيا الذي أشار في هذا السياق إلى ثلاثة اتجاهات رئيسية يمكنها أن تساهم في انتقال رأس الما المحلي إلى مستوى جديد:”الاتجاهات الثلاثة هي زيادة القيمة المضافة وتنويع الاستثمارات والدخول إلى أسواق جديدة. فعلى الشركات الرومانية أن تتفاوض على المنتجات المتخصصة ذات الميزات التنافسية التي يمكنها صنعها ضمن سلاسل الإنتاج الأوروبية لا سيما وأن لدى رومانيا إمكانات حقيقية للمشاركة في الإنتاج الأوروبي سواء تحدثنا عن قطاع تكنولوجيا المعلومات أو عن قطاع السيارات أو الطاقة الخضراء أو استغلال الأتربة النادرة.”
لقد بات من المألوف أن نرى رومانيا تقبع في سفل المراكز الأخيرة في تصنيفات الاتحاد الأوروبي .ومع ذلك هناك مجالات عديدة تتفوق فيها رومانيا وتحقق الامتياز. على سبيل المثال فإن عدد المتخصصين المعتمدين في مجال التكنولوجيا أكبر في رومانيا منه في الولايات المتحدة. رادو أنتوهي وكيل وزارة البحث العلمي والابتكار والرقمنة : « عدد المختصصين في مجال التكنولوجيا لكل ألف نسمة أكبر في رومانيا منه في الولايات المتحدة.فمن هذه الناحية تحتل رومانيا المركز الأول في أوروبا والمركز السادس في العالم. فإلى جانب القوة العاملة المدربة بشكل جيد في هذا المجال تملك رومانيا أيضا شبكات اتصال وإنترنت عالي السرعة في أنحاء البلاد. فانطلاقا من هذه المعطيات يمكننا تطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات والرقمنة وأن نحصل في الوقت نفسه على إيرادات إضافية لميزانية الدولة. “
هناك فجوة كبيرة بين القوة العاملة المدربة بشكل جيد في مجال تكنولوجيا المعلومات وبقية الرومانيين من حيث المهارات الرقمية والقدرة على استخدام التقنيات الحديثة . وتلاحظ أيضا الفجوة في المهارات الرقمية بين موظفي الشركات المملوكة للدولة وعاملي القطاع الخاص وعاملي الإدارات العامة المحلية . ويقول خبراء البنك المركزي أنه لا بد لرومانيا الآن وبعد خمسة وثلاثين عاما من انتقالها إلى اقتصاد السوق أن تستثمر رأس المال المحلي والخبرة المتراكمة لديه بشكل أفضل إذا أرادت أن تكون لها مكانة هامة في الاقتصاد الأوروبي. فالظروف مواتية لا سيما في ضوء خطوات إعادة التصنيع في أوروبا ومفاوضات انضمام جمهورية مولدوفا وأوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وتعزيز الجناح الشرقي للاتحاد ليس عسكريا فحسب بل أيضا اقتصاديا. ولكن هذا يتطلب التركيز على ثلاثة أو أربعة مجالات استراتيجية.
يقول فالنتين لازيا كبير الاقتصاديين لدى البنك المركزي إن اللحظة الراهنة مفصلية لإعادة تحديد الاستراتيجيات الاقتصادية على المستويين العالمي:” تقرير دراغي الذي نشر في بداية سبتمبر أيلول الماضي أبرز أن الاستجابة لتجزئة العولمة لا تتمثل في الاكتفاء الذاتي والقومية الاقتصادية بل في الجهد المشترك الرامي إلى إنشاء سلاسل القيمة على المستوى الأوروبي. “
وقال فالنتين لازيا أيضا أن عملية إيجاد المنتجات المتخصصة الرومانية والتفاوض عليها ضمن سلاسل الإنتاج الأوروبية تتطلب مشاركة الحكومة والقطاع الخاص معا في هذا المسعى الاستراتيجي حيث يتعين على ممثلي القطاعين العام والخاص أن يجلسوا سويا من أجل تحديد المنتجات المتخصصة التي يمكن للشركات الرومانية إدخالها في سلاسل الإنتاج الأوروبية مع الأخذ بعين الاعتبار للأرقام والأمثلة الملموسة .
أما رئيس ما بورصة بوخارست رادو هانغا فيعتقد أن المؤسسة التي يرأسها يمكن أن تلعب دورا هاما بهذا الصدد :”الشركات المحلية الكبرى نشأت قبل ثلاثين عاما في تسعينيات القرن الماضي .وقد قام بتأسيسها رجال أعمال كانوا في الثلاثينيات والأربعينيات من أعمارهم في ذلك الوقت لكنهم يقتربون الآن من أول تداول للأجيال في قيادة تلك الشركات وتسليم المهام إلى الجيل الجديد من رواد الأعمال . فهذا التبادل يمثل فرصة عظيمة لسوق الأوراق المالية إذ إن بمقدورها مساعدة الشركات المحلية غير المتهيأة لتسليم القيادة إلى الجيل الثاني بعد على مواصلة الطريق أو إيجاد البدائل من أجل المضي قدما . وعندما تتساءل عما هي المجالات التي يمكنك أن تنجح فيها على الصعيد الأوروبي فكر أولا فيما إذا كان لديك رائدون ومتفوقون على الصعيد المحلي لأنك لن تنجح في اعتلاء منصة الأبطال الأوروبيين ما لم يكن لديك أبطالفي رومانيا . فالشركات التي أثبتت أنها متمكنة على الصعيد المحلي هي الأوفر حظوظا لأن تصبح لاعبين فاعلين على الصعيد الإقليمي.. فكلما نظرت إلى البورصة لا أرى فيها مجرد منصة تمويل بل أرى فيها منصة تساعد الشركات على البروز هي ومنتجاتها بشكل أكبر . بكلمة أخرى فإن البورصة تساعد الشركات على تحقيق النمو المرجو .”