سمين ووسيم – هل هذه المقولة الشعبية صحيحة؟
"سمين ووسيم" هي مقولة شعبية رومانية تنبع عن قناعة كانت شائعة بين الناس قديما مفادها أن السمنة هي أحد معايير الجمال
Diana Baetelu, 02.04.2025, 15:30
“سمين ووسيم” هي مقولة شعبية رومانية تنبع عن قناعة كانت شائعة بين الناس قديما مفادها أن السمنة هي أحد معايير الجمال فضلا عن كونها إشارة إلى الصحة الجيدة . قناعة تولد منها موقف إيجابي تجاه الوزن الزائد لم يكن ينظر على السمنة على أنها مشكلة صحية وهو موقف لا يزال منتشرا في المجتمع الحديث حيث نرى ما لا بأس به من الأجداد والآباء يطعمون أطفالهم كميات مفرطة من الطعام وفي بعض الأحيان يقدمون لهم أطعمة تحتوي على سعرات حرارية عالية ولكنها ذات قيمة غذائية ضعيفة .إنها الخطوة الأولى نحو الإصابة بالأمراض المرتبطة بالسمنة بمختلف أنواعها في مرحلة البلوغ .
أعداد كبيرة من الأطفال والشباب الرومانيين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة. فالإحصائيات الرسمية تشير إلى أن اثنين وثلاثين بالمائة من الأطفال في سن السابعة إلى التاسعة يعانون من زيادة الوزن . وفي الفئة العمرية من الحادية عشرة إلى الخامسة عشرة يعاني اثنان وعشرون فتى من بين كل مائة فتى وأربع عشرة فتاة من بين كل مائة فتاة من الوزن الزائد.إنها أرقام دفعت الخبراء إلى القول بأن انتشار السمنة في رومانيا أشبه بانتشار الأوبئة .
الطبيبة ساندرا أليكسيو رئيسة جمعية أطباء الأسرة لبوخارست ومحافظة إيلفوف قالت في مقابلة مع راديو رومانيا:”إنه اتجاه عالمي أسبابه عديدة .ولكن ربما أحد الأسباب الرئيسية يكمن في العادات الغذائية للأسرة .فالأسرة تتناول في الأغلب وجبات متوارثة وصفاتها من الجدات. كما أن العادات العذائية وطريقة الطهي وتحضير الطعام وهي في الواقع انعكاسة لنموذج ثقافي معين . من ناحية أخرى هناك أسباب وراثية للوزن الزائد لا يمكن تجاهلها ولكن العادات العذائية السيئة التي يتعلمها الأطفال من الصغر تتبع نموذجا ثقافيا معينا. “
لماذا يا ترى لا يغيب العصير عن مائدة الطعام ؟ لماذا يشتري الآباء الحلويات يوميا ؟ لماذا لديهم في المنزل خزانة “للأطعمة اللذيذة” وهي في الغالب حلويات وغيرها من الأطعمة غير الصحية ؟ لماذا يقدمون لأطفالهم الفطائر والمعجنات والوجبات السريعة؟ أليس لديهم الوقت لتحضير البيض على سبيل المثال لوجبة الفطور ويفضلون بالمقابل أن يقدموا لأطفالهم الحبوب مع الحليب أو الخبز والمربى ؟ فإذا كان الأطفال يعانون من السمنة فإن أول المذنبين هم البالغون لأن الأطفال هم مرآة العادات الغذائية التي يكتسبونها في المنزل . فالجهل واللامبالاة يؤديان مع مرور الوقت إلى إصابة الأطفال بالأمراض المرتبطة بالسمنة بحسب الطبيبة ساندرا أليكسيو :
“كلنا يعلم أن هناك صلة بين السمنة وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية . لكن مشاكل الدورة الدموية أخذت تظهر في وقت مبكر لدى الأطفال الذين يعانون من زيادة السمن وربما تضاف إلى مشاكل الدورة الدموية آلام العظام وغيرها من الأعراض . النوبة القلبية هي أحد تجليات مشكال الدورة الدموية وهي ربما الأكثر خطورة لا سيما وأن سن الإصابة بالنوبة القلبية للمرة الأولى قد انخفضت بشكل كبير في صفوف الشباب ومن المحتمل أن تظهر أيضا عند الأطفال وبشكل متزايد بسبب آفة السمنة .”
إذا كيف يمكن للبالغين مكافحة سمنة الأطفال ؟ على سبيل المثال يمكنهم التقليل من كمية الخبز والبطاطس والأرز والحبوب والتوقف عن شراء العصائرالمعلبة أو الطازجة فضلا عن التوقف عن شراء وحفظ الحلويات في المنزل وحصر تناول الحلويات في عطلة نهاية الأسبوع . وأخيرا وليس آخرا طهي الطعام في المنزل.
تقول الطبيبة ساندرا أليكسيو إن الآباء يجب أن يحرصوا على تكييف أطفالهم على العادات الغذائية السليمة دون أن يشعروهم بأنها نوع من العقاب:”الآباء لا يأخذون في الاعتبار أن الطفل يحتاج في كل مرحلة من مراحل نموه إلى نظام غذائي معين وأن عليهم أن يوفروا له كل ما يحتاجه من العناصر العذائية المفيدة ليس لكي ينمو بشكل متناغم فحسب بل أيضا لكي يتعود على المبادئ الغذائية السليمة بغية اتباعها في حياته كبالغ فيما بعد .ولكن من الصعب للغاية فرض حمية على الأطفال . فإذا كان البالغون يتكيفون مع النظم الغذائية التقييدية عاجلا أو آجلا إلا أن الأطفال الذين يقال لهم كل يوم أن الأطمعة التي يحبونها ممنوعة عليهم يواجهون صعوبة بالغة في التكيف مع نظام غذائي تقييدي خاصة إذا كان سائر أفراد الأسرة يستمرون في تناول الأطعمة غير الصحية جريا على عادتهم. كما أن على الآباء تشجيع الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد على ممارسة الرياضة وقضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق لأن النشاط البدني أجدى لهم من الحمية التقييدية التي تجعلهم يحسدون الآخرين وقد تحملهم إلى الحصول على الأطعمة الممنوعة عليهم من الآخرين وحتى إلى إخبائها في المنزل بعيدا عن أعين الآباء “.
المختصون ينصحون الآباء بالامتناع عن إجبار الأطفال على أكل أكثر من اللازم وأن يحرصوا في المقابل على توفير الوقت الكافي لهم لتناول الطعام بهدوء وإلا يحثوهم على تناول الطعام بسرعة أو على إنهاء وجباتهم إلى آخر لقمة .كما على الآباء أن يقدموا للأطفال تغذية كاملة تحتوي على الحبوب واللحوم والأسماك والبيض والألبان والفواكه والخضار ولكن دون تكديس كل تلك الأغذية في وجبة واحدة . كما ينبغي على الآباء أن يقدموا للأطفال الأطعمة المناسبة لأعمارهم . من جهة أخرى إذا كان الآباء لا يضمنون بعض الأطعمة مثل الخضورات الطازجة في وجباتهم اليومية فإن محاولاتهم لإجبار الأطفال على تناول الخضار ستفشل لا محالة …وأخيرا على الآباء أن يحترموا نصائح وتوصيات الطبيب .