سباق من أجل العلاج
أقامت مؤسسة "النهضة" في الثامن من يونيو حزيران دورة هذ العام "للسباق من أجل العلاج" وهو أكبر سباق خيري في رومانيا
Diana Baetelu, 19.06.2024, 15:30
أقامت مؤسسة “النهضة” في الثامن من يونيو حزيران دورة هذ العام “للسباق من أجل العلاج” وهو أكبر سباق خيري في رومانيا إذ يهدف إلى جمع الأموال لدعم مكافحة سرطان الثدي والحفاظ على الصحة. وقد حدد المنظمون مسارا للجري أو المشي لمسافة ترواحت مابين سبعمائة متر وأربعة كيلومترات للمشاركين في السباق من رومانيا ودول أخرى والذين زاد عددهم عن خسمة آلاف وحاولوا بمشاركتهم في هذه الفعالية المساهمة في تأمين فحوصات طبية مجانية للمريضات من ذوات الدخل المحدود للنساء بالإضافة إلى باروكات الشعر الطبيعي لمريضات السرطان من النساء والفتيات.
كما حظيت النسخة الرومانية للسباق من أجل العلاج بدعم العديد من الشخصيات وأعضاء السلك الدبلوماسي في بوخارست وممثلي بعض المدارس والمدارس الثانوية والشركات وعيا منهم بأهمية المشاركة في دعم مسعى كهذا بحسب رئيسة مؤسسة “النهضة” ميهايلا جوانا: ” يمثل السباق فرصة جيدة للإطلاع على مقومات الحياة الصحية وسبل الوقاية من بعض الأمراض النسائية عن طريق الكشف المبكر.هذا من ناحية. أما من ناحية أخرى فنحتفل بالمنتصرات على سرطان الثدي وهن كثيرات في الواقع .فقد حضر أكثر من مائة منهن هذه الفعالية حيث كرسنا لهن لحظة خاصة ضمن فعاليات السباق . وبموازاة ذلك نظمنا حملة لجمع المال من رسوم المشاركة بهدف توفير فحوصات مجانية والتصوير بالأشعة السينية مجانا في الوحدة الطبية المتنقلة التابعة لمؤسستنا والتي تتنقل بين المدن الصغيرة والقرى. كما قدمنا باروكات لمريضات السرطان اللاتي يخضعن للعلاج الكيميائي . “
أتاحت نسخة هذا العام للسباق من جل العلاج للمشاركين من رومانيا ومن بلدان أخرى التبرع بالمال عبر المنصة الرقمية للسباق لتمويل أنشطة الوقاية من السرطان والكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم. وبالإضافة إلى سباقات الجري والمشي التي جاءات بمفاجئات عديدة للمشاركين من جميع الفئات العمرية أقامت المنتصرات على السرطان عرضا على إيقاع الرقص وسط تصفيق الجمهور وهن يرتيدن قمصانا وردية اللون . وفي ختام العرض أطلقن بالونات وردية إلى السماء على ذكرى أولئك اللاتي خسرن الصراع مع المرض.
فخلف فعاليات السباق الرامية إلى دعم الصحة بواسطة الرياضة وسط أجواء من المرح والتعاطف هناك واقع قاس هو أن رومانيا تحتل المركز الأول بين البلدان الأوروبية من حيث عدد الوفيات جراء الأمراض السرطانية بعدد يزيد ثمانية وأربعين بالمائة عن المعدل الأوروبي وأكثر من عشرين ألف حالة وفاة يمكن تجنبها في كل عام. وقد عقد اتحاد جمعيات مرضى السرطان مؤتمرا بمناسبة الاحتفال بيوم الناجين بحضور من تعافوا من المرض ومن لا يزالون يصارعون السرطان ومعه النظام الصحي برمته . وقد أكد المشاركون من ممثلي السلطات والأطباء الأخصائيين وممثلي صناعة الأدوية وبعض المختبرات الطبية والمرضى وذويهم أن الوصول إلى الفحوصات الطبية والعلاج المبتكر والرعاية الطبية الكافية هو حق ينبغي أن يحصل عليه الجميع . كما أشاروا إلى ضرورة توفير الوقاية عبر تدابير على المدى المتوسط والبعيد.
رأي تشاطره رئيسة مؤسسة ” النهضة ” ميهايلا جوانا: نتعاون مع وزارة الصحة والمعهد الوطني للصحة العامة والمستشفيات إذ إن ممثلين لهذه المؤسسات يشاركون في جميع فعاليات المؤسسة . أعتقد أن الوقاية تحتاج إلى تنظيم أحسن وتمويل أفضل من قبل مؤسسات الدولة في حين أنه ينبغي على المنظمات غير الحكومية أن تقوم بدورها وأن تساعد الجمهور المستهدف على الوصول إلى الوقاية بشكل مباشر. كما أن التواصل يحتاج إلى تنظيم أحسن بحيث يكون فهم الرسالة المنقولة إلى الجمهور أسهل وأسرع.”
رئيس اتحاد جمعيات مرضى السرطان تشيزار إيريميا قال من جانبه إن المماطلة في تنفيذ قانون الخطة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته توقع ضحايا كل يوم في حين أن عدم توفر الفحوصات والعلاجات الحديثة يضع رومانيا في المرتبة الأولى في تصنيف وفيات السرطان في بلدان الاتحاد الأوروبي . وقد قررت الجمعيات المشاركة في المؤتمر العمل من أجل الحصول إلى فحوصات وعلاجات حديثة وتقليل عدد وفيات السرطان في رومانيا وتضييق الفجوة بينها والبلدان الأوروبية الأخرى في هذا المجال .
عضو مجلس الشيوخ نيكوليتا باوليوك صاحبة مشاريع تشريعية في مجال مكافحة السرطان قالت إنها لم تقم بكل ما ينبغي عليها القيام به ولكن الموارد المالية محدودة للأسف على حد قولها : ”نحن نتحدث عن الطب المشخصن الذي أعتقد أنه ينبغي أن يصبح مشروعا وطنيا. لماذا وصلت الأمور إلى حد دفع المرضى لمقاضاة الدولة الرومانية من أجل الحق في الحياة طالما أن هناك ما لا يقل عن أربعة أنواع مختلفة من العلاجات للأمراض السرطانية ولكن الدولة تقول إنها لا تستطيع أن توفر هذا العقار أو ذاك بسبب عدم وجود التدابير اللازمة. وإذا كانت الفحوصات الجينية متاحة لماذا يتعين على المريضة الرومانية أن تسافر إلى النمسا لإجرائها ثم ترجع إلى رومانيا وتقاضي الدولة ؟ لماذا نحتاج إلى أكثر من ثلاثمائة وثمانين يوما أو حتى مئتين وثمانين يوما لبدء العلاج؟ لماذا لا يوجد هناك ما يسمى بمسار المريض وتحديده لا يكلف وزارة الصحة شيئا على الإطلاق مع العلم أن هذا المسار مفيد جدا للمريض ويساعده على معرفة الخطوات التي ينبغي عليه القيام بها منذ تلقي التشخيص والدخول إلى المستشفى إلى العودة إلى المنزل . كما أن السلطات لم تحدد قواعد العمل للطب المشخصن”
لا يزال النظام الصحي في رومانيا يعاني من نقص التمويل. ففي حين بلغ متوسط مخصصات النظام الصحي في أوروبا نحو عشرة بالمائة من الناتج القومي فإنها لا تزيد عن ستة وفاصلة خمسة بالمائة في رومانيا وهو ما كان عليه المتوسط الأوروبي قبل نحو عشرين عاما. أما فيما يتعلق بمرضى السرطان فتخصص رومانيا لرعايتهم أقل من نصف المعدل الأوروبي في الوقت الذي يعد فيه السرطان ثاني أسباب الوفاة في رومانيا بعد أمراض القلب والأوعية الدموية وتكون وفاة من بين كل ست وفيات ناجمة عن مرض السرطان.