خيارات نسائية معاصرة
يجب أن يأتي الحمل عندما يكون مرغوبا به
Christine Leșcu, 17.11.2016, 19:02
لا يجب أن يأتي الحمل عندما يكون مرغوبا به نظرياً فقط، بل وعندما يكون الأبوان ناضجين بما فيه الكفاية من أجل تكريس نفسيهما لتربية ورعاية الطفل القادم. أما عمليا، فتختلف الأمور: في العام 2012، بينت إحصائية لمنظمة اليونيسيف، أن في رومانيا أكبرُ عدد من الأمهات القاصرات في أوربا. بالإضافة إلى هذا، أثبتت دراسةٌ قام بها المعهد الوطني للإحصاء في الفترة كانون الثاني / يناير 2012 – و آذار / مارس 2013، أنه من بين اثنتي عشر ألفا وثلاثٍ و سبعين امرأةً حاملا تراوحت أعمارهن بين الخامسة عشر والتاسعة عشر عاما، اختارت سبعةُ آلاف وخمسُ مئة وسبعٌ وأربعون امرأة منهن قطع حملهن.على كل حال، في الأعوام الأخيرة تابعت نسبة عمليات الإجهاض في رومانيا ارتفاعها، حسب ما صرح به الأطباء المختصون أيضا. الطبيبة مونيكا كيرستويو، أخصائية في التوليد تعمل في المستشفى الجامعي في بوخارست، لنستمع إليها: حسب دراسات اليونيسيف، تحتل رومانيا المركز الأول في أوربا من حيث عددُ الولادات عند القاصرات. في المتوسط، توجد ثمانية آلاف وخمس مئة ولادة من هذا النوع في السنة، وهدفنا أن لا يبقى الإجهاض أكثر الطرق إتباعاً من أجل منع الحمل، لأنه، نظريا، توجد إمكانيات عديدة أخرى لمنع الحملِ غير المرغوب به. بيانات منظمة الصحة العالمية أظهرت أن رومانيا تملك أعلى نسبة للإجهاض في أوربا تصل إلى أربع مئة و ثمانين إجهاضا مقابل ألف مولود حي.
حسب الطبيبة كيرستويو و زملائها في المهنة: الإحصائيات المقلقةُ، مؤكَدَةٌ، بسبب تحفظ النساء الرومانيات و عدمِ رغبتِهِنَّ في الذهاب بشكل دوري إلى طبيب الأمراض النسائية، والسببُ الرئيسي لعدم الاهتمام هذا، هو غياب التربية الجنسية فيما يتعلق بأهمية الفحص الطبي النسائي المختص. يعتقد ممثلو المجتمع المدني أن التربية المتعلقة بالصحة التناسلية لا تغيب عن النساء هي فقط، وإنما تتعداها إلى غياب المعارف المتعلقة بالخيارات التي تستطيع المرأة العصرية إتباعها فيما يتعلق بجسدها. دانييلا دراغيتش تعمل كأخصائية في الدعوة من أجل تعليمٍ وإعلامٍ جنسي في إطار مؤسسة الدراسات النسائية آنا ، وها هي تقول: توجد مشكلة كبيرة فيما يتعلق بطريقةِ وإمكانيةِ تعريف الشابات بحقهن في اختيار ما يتعلق بصحتهن التناسلية بكامل الحرية. في العام 2003، كانت الحكومة الرومانية في وضعية جيدةٍ من هذه الناحية بفضل قيامها بإنجاز اتفاقٍ للتعاون ما بين وزارات الصحة والتربية والشباب، والحكومة الرومانية، نصَّ على القيام بتقديم دروس تتعلق بالجنس بدءاً من الصف الثاني الأساسي، من قبل أساتذة تم إعدادهم خصيصا من أجل هذا المجال. هذه المبادرة لم يتم تحقيقها، لأن الجمعيات الأمريكية التي وضعت إمكانياتها تحت تصرف الحكومة من أجل هذا الأمر، سحبت تمويلها، عند انضمام رومانيا إلى الاتحاد الأوربي.
في إطار البرنامج، الذي تم إلغاؤه الآن، تم إصدار كتاب للتربية الجنسية, وافقت عليه جميع الوزارات المعنية بالاتفاق، وكان قد تم إعداده استنادا إلى برنامج وُضِع بالتعاون مع منظماتٍ غير حكومية مختصة. تم التفكير بكل شيء كي تأخذ هذه المادة التي تمت تسميتها رسميا التربية من أجل صحة العائلة، بالاعتبار حساسية الفئات الموجهة إليهم. دانييلا دراغيتش من جديد: لو أن الأمور استمرت على وتيرتها، رويدا رويدا، لَتَمَّ كل شيء بشكل تدريجي، كي لا يخاف، لا الآباء، ولا الأطفال. إلى جانب أنه كان يجب الاستفادة من خدمات أطباء التخطيط العائلي. الذين تم إعدادهم بتمويل خارجي.
نذكر من بين هؤلاء الأطباء، الطبيبة، يوليانا بالتيش، نائبةُ مديرِ مجمعٍ طبي توجد فيه عيادةُ تخطيطٍ عائلي، وهي من بين العيادات القليلة المتبقية، تُمَوِّلُها بلدية القطاع الأول للعاصمة بوخارست. تحدثنا معها حول عواقب غياب المعلومات المتعلقة بالصحة التناسلية، لنستمع إليها: كان لدينا منذ عدة أعوام برنامج متكامل للتخطيط العائلي و كانت الأمور تسير بشكل جيد جدا، إلى درجة أن نسبة الإجهاض قد انخفضت. من سوء الحظ، نعاني حاليا من ارتفاع في عدد عمليات الإجهاض و عدد حالات الحمل غير المرغوب بها عند المراهقات. إن تكاليف برنامج وطني منظم بشكل جيد للتخطيط العائلي أقلُ بكثير من تكاليفِ علاجِ عواقبِ حملٍ غير مرغوب فيه أو عمليةِ إجهاض. حسب الطبيبة يوليانا بالتيش، في بدايات التخطيط العائلي في رومانيا، كانت في رومانيا مئتان وأربعون عيادةً مختصة بهذا الأمر، تراجع عددها مع الوقت، ليصل اليوم إلى أربعِ أو خمسِ عيادات في بوخارست، لا يزورها في كل الأحوال إلا قليل. تخبرنا الطبيبة عن السبب، لنستمع إليها: أولا: لعدم معرفتهن من أين يحصلن على المعلومات الصحيحة. ففي العادة، هن يحصلن على المعلومات الواحدة من الأخرى، لذلك فهن لا يصلن إلى العيادات المختصة أبداً، ثانيا: كان بإمكاننا من خلال البرنامج الوطني الذي تم إلغاؤه منذ عدة أعوام، توزيعَ مانعاتِ الحمل على التلاميذ في المدارس و على الطلاب في الجامعات وهم يشكلون المجموعة الأكثر عرضة لمثل هذه الأمور لضعف الإمكانيات المادية وعدم قدرتهم على شراء هذه المواد، للأسف، لقد نسيت الحكومة ذلك البرنامج، لذلك، لا نستطيع نحن اليوم مساعدة أحد من خلال توزيع مانعات الحمل. من المدهش أن ثلثي النساء اللواتي كن يزرن عيادات التخطيط العائلي، كن من الأرياف، للحصول مجانا على شيء ما يستفدن منه، و كن من المستفيدات الجادات من هذه الطريقة لمنع الحمل.
وعليه، يوصي المختصون بعودة التعاون بين سلطات الدولة المختصة، والوزارات والمنظمات غير الحكومية من أجل تحديد برامج إعلامية فيما يتعلق بالصحة التناسلية.