خطر لا يمكن تجاهله : ظاهرة تعاطي المخدرات بين المراهقين
أعلن الحادي والثلاثون من مايو أيار يوما وطنا للتوعية بمخاطر تعاطي المخدرات والإدمان وذلك بمقضى قانون أقره مجلس النواب في بوخارست مؤخرا
Diana Baetelu, 15.01.2025, 15:30
أعلن الحادي والثلاثون من مايو أيار يوما وطنا للتوعية بمخاطر تعاطي المخدرات والإدمان وذلك بمقضى قانون أقره مجلس النواب في بوخارست مؤخرا . وقال النائب بريان كريستيان عن اتحاد “أنقذوا رومانيا ” المعارض إن اليوم الوطني للتوعية بمخاطر تعطي المخدرات هو مناسبة رمزية لا تحل مشكلة حادة يعاني منها ويواجهها المجتمع الروماني وذكر النائب بأن واحدا من بين كل عشرة مراهقين في رومانيا بالإضافة إلى ربع طلاب المدارس الثانوية قد تعاطوا المخدرات مرة واحدة على الأقل وفق إحصائيات نشرتها السلطات ووسائل الإعلام . وأضاف النائب كريستيان إن هذه الأرقام هي نتيجة عشرات السنين من السياسات العامة السيئة في مجال مكافحة المخدرات وتعكس عجز الدولة عن تفكيك عصابات الاتجار بالمخدرات.
وأوضح النائب بريان كريستيان أن “المتعاطين الشباب يعاملون كمجرمين في حين أن تجار المخدرات يفلتون من العقاب”. وقال : “نحتاج إلى برامج فعالة لمكافحة تعاطي المخدرات وليس إلى مناسبات رمزية “. ويعتقد كريستيان أنه “بدون برامج فعالة للوقاية وبدون موارد كافية لتطبيق برامج المكافحة والاستشارة وبدون موارد كافية لتشجيع الشباب على ممراسة الرياضة باعتبارها وسيلة صحية لقضاء أوقات الفراغ لقضاء و وقا وقات وقات فإن رومانيا ستخسر المعركة ضد المخدرات”.
والحقيقة أن الواقع على الأرض مذهل : أطفال لا تتجاوز أعمارهم اثني عشر عاما جربوا المخدرات بالفعل وحصلوا عليها من تجار مراهقين في سن الرابعة عشرة فقط ولا يدركون مدى خطورة آثار هذه المواد على أدمغتهم.
أخصائي طب التخدير والعناية المركزة وعلم السموم رادو تسينكو قال في مؤتمر طبي أنه لا بد من زيادة عدد برامج الوقاية والتوعية لأن معظم المراهقين لا يدركون الآثار المدمرة لاستهلاك هذه المواد: “إن تعاطي المواد ذات التأثير النفساني في مثل هذه السن المبكرة التي لم يكتمل فيها تطور الجهاز العصبي المركزي يؤدي إلى ظهور اضطرابات سلوكية واضطرابات انتباه قد تكون أحيانا عصيا على العلاج لتصبح اضطرابات دائمة . كما أن تعاطي المخدرات خلال مرحلة المراهقة يزيد من خطر الإصابة بمرض عقلي في مرحلة البلوغ وهو مثار قلق ..
فكيف سيكون عليه المجتمع الذي يعاني فيه الشباب من اضطرابات نفسية أوسلوكية؟ أما من الناحية المادية فإذا تحدثنا عن علاج الجرعات الزائدة والعلاج المكثف فإن التكاليف قد تصل إلى ثلاثين ألف يورو للمدمن الواحد وقد تصل تكاليف إعادة التأهيل في مركز للأمراض النفسية إلى عشرة آلاف يورو”.
أحد برامج مكافحة تعاطي المخدرات التي تم تنفيذها في عام 2024 في رومانيا هو “القافلة الفنية للوقاية من تعاطي المخدرات” الذي نفذته منظمة غير الحكومية بتمويل من وزارة الداخلية عن طريق الوكالة الوطنية لمكافحة المخدرات. وقد نفذ البرنامج في تسع مدن في شمال شرق رومانيا في كل من محافظة بوتوشاني ونيامتس وفاسلوي بهدف رفع مستوى الوعي وتعريف الشباب والآباء بمخاطر تعاطي المخدرات. كما هدف البرنامج إلى بناء الثقة والقدرة على الصمود لدى الأطفال والشباب المعرضين لخطر تعاطي المخدرات. وقد استفاد من هذا البرنامج ثمانية آلاف من المراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة عشرة والخامسة والعشرين .
ماذا على المراهق أو الشاب المتعاطي أن يفعل للتخلص من الإدمان ؟ رئيس المنظمة غير الحكومية التي نفذت البرنامج يولياى فاكاريان : “أعتقد أن أهم شيء هو إخبار الآباء وسائر الأشخاص المهتمين به في محيطه لأنهم سيساعدونه وسيقدمون له أفضل النصائح والحلول .”
وصل المختصون إلى محافظة سوشيافا شمال رومانيا حيث تحدثوا مع الطلاب وأولياء الأمور والمدرسين في مدينة فالتيشيني بحسب خبير مكافحة المخدرات كاتالين تسوني الذي يتعاون مع راديو رومانيا في هذا المجال:”تواصل إذاعة رومانيا الإخبارية بالتعاون مع شركاء آخرين حملة مكافحة المخدرات التي أطلقتها منذ عامين . نتجه إلى المناطق الريفية حيث نقيم فعاليات توعوية وقائية مع الطلاب وأولياء الأمور والمدرسين . وكل هذه الفعاليات تفاعلية لتشجيع المشاركين على التحدث إلينا . ولدى انتهاء الفعالية نقدم جوائز لأنشط المشاركين .
أعتقد أنه لا يمكن تعلم السلوكيات الحسنة إلا بهذه الطريقة التي نحاول بها كسر الحواجز التي تعاني منها الأنشطة الوقائية الكلاسيكية والتي تحول دون تحقيق النتائج المنشودة. من الواضح أنه كان لا بد من تغيير المفاهيم التي تقوم عليها هذه الفعاليات والبرامج . هناك من جانب آخر أخبار سارة فيما يتعلق بحزمة القوانين المتعلقة بمكافحة تعاطي المخدرات وتشديد العقوبات وإنشاء سجل لتجار المخدرات وحظر وقف تنفيذ عقوبة السجن.كما أقر مؤخرا قانون إنشاء ثمانية مراكز لعلاج الإدمان على المخدرات .
وفي الوقت الحالي تتحدث الجهات المعنية عن إعادة تنظيم الوكالة الوطنية لمكافحة المخدرات باعتبارها صاحبة الاستراتيجية الوطنية في هذا المجال وهذا أمر مرحب به في رأيي بالنظر إلى ضرورية تكيف عمل هذه الوكالة مع المتطلبات الجديدة.”