حلول لمكافحة عدم المساواة بين الجنسين في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات
تشير إحصائيات منظمة اليونسكو إلى أن النساء يشكلن فقط ثلث الموظفين في مجال البحث العلمي في جميع أنحاء العالم وأن هذه النسبة لم تتغير على مدى السنوات العشر الماضية
Diana Baetelu, 19.02.2025, 15:21
تشير إحصائيات منظمة اليونسكو إلى أن النساء يشكلن فقط ثلث الموظفين في مجال البحث العلمي في جميع أنحاء العالم وأن هذه النسبة لم تتغير على مدى السنوات العشر الماضية. أما فيما يتعلق بالمناصب القيادية في مؤسسات البحث العلمي والأكاديميات الوطنية للعلوم فإن نسبة النساء فيها لا تزيد عن اثني عشر بالمائة .
الاحصائيات الرسمية لعام 2023 تظهر أن الفتيات والنساء الرومانيات يمثلن واحدا وأربعين بالمائة من خريجي كليات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وهذه النسبة أعلى من المعدل الأوروبي البالغ اثنين وثلاثين فاصلة ثمانية بالمائة. ومع ذلك فإن الرومانيات الحاصلات على درجة الدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا يمثلن فقط صفرا فاصلة أربعة وعشرين بالمائة من إجمالي سكان رومانيا مما يضع رومانيا في المركز الأخير بين بلدان الاتحاد الأوروبي من هذه الناحية .كما أن عشرين بالمائة فقط من الموظفين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات هم من النساء .
يقول الخبراء أنه ينبغي علينا أن نضع قلة تمثيل المرأة في المناصب القيادية في مجال البحث العلمي نصب أعيننا وأن نهتم بهذه المسالة أكثر من اهتمامنا بالإحصائيات التي تضع رومانيا في مرتبة متقدمة بين البلدان الأوروبية من حيث عدد النساء الحاصلات على درجة البكالوريوس عن جامعات علمية أو اللواتي يعملن في مجال العلوم . البعض يعزو إلى الماضي الشيوعي حضور النساء الرومانيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وخاصة المرتبة المتقدمة التي تحتلها رومانيا بنسبة مرتفعة من خريجات كليات العلوم . ولكن الجهود التي بذلت لتثقيف النساء وتدريبهن مهنيا بهدف تحديث المجتمع لم تكن مرتبطة بسياسات المساواة بين الجنسين أو الحركات النسوية.
ومع ذلك فإن البيئة المدرسية يمكن أن تأتي ببعض الحلول : منظمة Girl Up Neuroscience التي انضم إليها أكثر من مئتين من طالبات المدارس الثانوية. وأطلقت المنظمة في شهر مايو أيار من عام 2024 مشروع “الفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات” الذي قامت بتطبيقه بتمويل من الأمم المتحدة وتحت إشراف عشر طالبات في مدارس ثانوية .
مارينا سوفاك الطالبة في الصف الثاني عشر في مدرسة “فاسيلي ألكساندري” الثانوية بمدينة غالاتسي ترأس هذه المنظمة: ” لاحظت قلة تمثيل النساء في مجال العلوم بشكل عام وفكرت في إطلاق مشروع يشجع الفتيات على اكتشاف مجال علوم الأعصاب نظرا لشغفي لهذا الاختصاص. هناك مشاريع عديدة من هذا النوع ولكنها مخصصة حصريا للمدارس الثانوية التي تركز برامجها الدارسية على العلوم والتكنولوجيا والرياضيات ولكن هذه المجالات واسعة وتتضمن طيفا واسعا من الاختصاصات ولذلك أردت التركيز على علم الأعصاب . وهكذا ظهر مشروع Girl Up Neuroscience. وقد أوحتني المبادرة الدولية المعروفة ب Girl Up التي تعرفت عليها واتطلعت على تفاصيلها على موقعها الإلكتروني وقررت إطلاق مشروع مماثل في رومانيا .”
المشاريع الهادفة إلى تشجيع الفتيات على العمل في المجالات العلمية مخصصة لطلاب المدارس الثانوية فقط . ومع ذلك تقول مارينا أن هذه المشاريع والاختصاصات التي تتضمنها تطرح على الطالبات بتأخر أي بعد أن كن قد اخترن مجال اختصاصهن .
ما هي البرامج التي نظمت حتى الآن في إطار المشروع ؟ : “أقمنا تسع ندوات عبر الإنترنت بمشاركة متحدثين يمثلون مختلف المجالات وبينهم العديد من السيدات اللواتي تناولن مواضيع علمية مرتبطة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بما فيها علم الأعصاب إلى جانب متحدثات تناولن قضايا نسوية . وفي العام الجاري أدرجنا في جدول أعمال الندوات مواضيع الصحة العقلية. أما مشروع “الفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات” فقد أقيم في الصيف الماضي وتضمن مؤتمرا وثلاث ندوات عبر الإنترنت وورش عمل دعيت لحضورها الفتيات في سن العاشرة إلى الرابعة عشرة .”
عن آثار قلة تمثيل النساء في المجالات العلمية قالت مارينا أنها شعرت بها بشكل مباشر:”التحقت بمدرسة ثانوية معروفة بنتائجها الاستثنائية في مسابقات الأولمبياد المدرسية خاصة في العلوم ولكن في الصف الثاني الثانوي أي الصف العاشر كان هناك في فصلي خمس فتيات فقط من أصل واحد وعشرين طالبا .وكان البرانمج الدراسي يركز على تكونولجيا المعلومات والكيمياء.”
حضر الفعاليات التي نظمتها Girl Up Neuroscience رومانيات تخرجن من كليات العلوم أو يعملن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في رومانيا وفي الخارج.وبالإضافة إلى إقامة المؤتمرات والندوات عبر الإنترنت وورش العمل التي تتضمن عشرات الفعاليات والتجارب العملية قام فريق Girl Up Neuroscience الذي يتألف من أكثر من مئتي متطوعات من طالبات الثانوية بنشر العديد من المقالات التوضيحية على الموقع الإلكتروني حول الذكاء العاطفي وتأثير الصدمات ودورة الدوبامين والتنوع العصبي بالإضافة إلى المواضيع التي تتناول قضايا المساواة بين الجنسين.
وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2021 في سبع دول أن الصور النمطيةعن الفروق بين الجنسين لدى الآباء تساهم في استمرار تجليات عدم المساواة بين الرجال والنساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. فقد أظهرت أجوبة الآباء المشاركين في الدارسة أن غالبيتهم كلما فكروا في العلماء والمهندسين تخيلوا أنهم رجال أكثر منهم نساء .