تحرير و تأهيل النساء في الوسط الريفي
القرية الرومانية، حيث لا يزال يعيش ما يقرب من 45٪ من سكان رومانيا، لا تزال تحظى، بعد، بقوى عاملة غير مستغلة بما بما فيه الكفاية، سواءً لمصلحتها الخاصة أو لصالح الاقتصاد.
România Internațional, 13.03.2013, 17:53
أما النساء في القرى، فيشكلن، لربما الفئة الأقل من ناحية تسليط الضوء عليها، على الرغم من أن القرية هي موطن لأكثر من نصف نساء رومانيا، حيث تمثل النساء القرويات 56.6٪ من مجموع السكان الإناث. عملهن و معيشتهن، غالبا ما لا يكونان معروفان بشكل تام، حيث أنهما لا يخرجان عن نطاق خصوصية بيوت الأسر الريفية، حيث يعمل، بشكل آخر، أكثر من ثلاثة أرباع الناس في القرى. 67٪ من نساء الريف لا يحظين بوظيفة، و يعملن داخل البيت، و هو عمل غير مدوفوع، و دون أي مقابل مادي ملموس، سوى من خلال الشعور بالرضا، لتقديم الغذاء و توفير الراحة للأسرة. إلا أن مهنتهن — المعرفة بشكل مختلف عن مهنة نساء المدن — لا تمنحهن استقلالاً إجتماعياً أو مالياً. و لكن، لو حولت النساء عملهن المعتاد إلى ل مهنهم العادية إلى نشاط يجلب لهن ربحاً مادياً و معونياً على حد سواء؟
هذا هو ما اقترحه اتحاد النقابات في الزراعة – AGROSTAR — عبر مشروع E-Word، لتحريرالنساء في الوسط الريفي، و الممول من قبل البرنامج الأوروبي التشغيلي القطاعي لتنمية الموارد البشرية. الفئة المستهدفة للمشروع كانت ممثلة بألفين و خمسين إمرأة من الوسط الريفي، من 6 مناطق للتنمية الإقليمية في رومانيا. المشروع إقترح تقديم دورات تدريبة و إستشارات للنساء القرويات اللواتي يرغبن في الحصول على وظيفة، أو أن يصبحن ربات أو متعهدات أعمال، بتحويل أنشطهن الحالية إلى أعمال مدرة للربح.
ما الذي تحقق فعلياً، نتيجة لهذا المشروع؟ تخبرنا وانا كالينشوك — المنسقة الفنية لمشروع ” E-Word – تحرير النساء من أجل التنمية الريفية”:
“لدينا أربع مراكز للإستعلام و الإستشارة للنساء في محافظات: آرجيش، تيميش، دولج و غالاتس. أما نساء المناطق الريفية، فهن المنتفعات. حيث توجد أكثر من 800 إمرأة من اللواتي توجهن إلى موظفي المراكز. أكثر من 48٪ منهن، شاركن في دورة تدريبية للتأهيل المهني. و في جميع المراكز و البلدات التي طبق فيها المشروع، تم الإنتفاع بالخدمات التالية: توفير المعلومات و تقديم المشورة لتنظيم المشاريع، و خدمات استشارية لريادة الأعمال، خدمات التدريب و التأهيل المهني، و توفير دعم لخلق توافق بين الحياة الأسرية و الحياة المهنية”.
اعتمادا على خيارات النساء في المنطقة، نُظمت خمس دورات تدريبية للتأهيل المهني، كان عدد المشاركات فيها ألف و مائتي إمرأة. تدربت المنتفعات في دورات تأهيلية في مهن، مثل: حرفيات لتقليم أظافر اليدين و القدمين، و مربيات لرعاية الأطفال، و بائعات أو عاملات لترتيب السلع على أرفف المتاجر، أو عاملات في مجال تعليب و تغليف الخضروات و الفواكه أو في معامل تحضير الحلويات و المعجنات. أما عما إذا كانت هذه الدورات قد حققت أم لا النتائج المرجوة؟ فتخبرنا، مجدداً وانا كالينتشوك:
“الدورات الأكثر رواجاً كانت للتأهل كعاملات تجاريات، و مقلمات أظافر، و حلوانيات. أما أقل الطلبات فكانت لمربيات رعاية الأطفال. جميع النساء المشاركات، تلقين مساعدة للعثور على مكان عمل. و قبل نهاية المشروع وجدت 130 مشاركة مكان عمل أو بدأت مشروعاً شرعت في أعمال تجارية على حسابها الخاص و من تلقاء نفسها. كما نظمنا دورة لمهارات للمبتدئات لتعريفهن بمبدئ إستخدام الحاسوب، لخمس مجموعات من النساء من محافظتي دولج و ديمبوفيتسا، بلغ عددهن الكلي 100 امرأة. و في نهاية الدورة، قدمت جميع النساء المشاركات امتحاناً للحصول على شهادة إثبات المهارات”.
و بعد الدورات و تقديم الإستشارات المهنية، تحمست بعض النساء، و تحلين بشجاعة كافية لإفتتاح مشروع مشروعات تجارية خاصة، أو للحصول على أموال من صناديق أوروبية لتمويل مشاريعيهن التي إفتتحنها مسبقاً. ايلينا أوداجيو، من محافظة أولت، أم لطفلين، حولت حبها للزهور إلى أعمال تجاري:
“الزهور كانت تمثل هواية قديمة لي، و بعد ذلك، دخلت في أحد المشاريع الممولة بمخصصات من صناديق الاتحاد الأوروبي. و هو مشروع يركز على الخضار و الزهور في المناطق المحمية. إنه مشروعي الخاص، و أنا سيدة حياتي و وقتي. أقرر ما أفعل، و متى آخذ إجازة، و متى أريد أن أعمل. هذه هي إحدى المزايا. و لكن الميزة الأكثر أهمية، هي قضاء مزيد من الوقت مع الأسرة، و البقاء مع بجانب طفلي، و بجانب زوجي. و إذا كنا نتحدث من ناحية نفسية، فحقيقة أن هذا هو مشروعي، و أنا صاحبته، تمحني شعوراً أفضل”.
بالنسبة لإيكاترينا أولتيانو، من محافظة براهوفا، فإن أموال الصناديق الأوروبية، عنت لها أيضاً، إمكانية تحويل نشاطها المنزلي إلى عمل مربح:
“زوجي حصل على تمويل أوروبي للزراعة، و قمنا بدورنا بتطوير مزرعة. وبعد ذلك، التحقت بدورة لتجهيز الفواكه و الخضروات، و بدأت بحفظ الخضروات، و بتحضير “الزاكوسكا” — يخنة مزيج الخضروات، وفقاً للوصفات التقليدية، التي تقدم كنوع من المقبلات الباردة — بالإضافة إلى المُخللات”.
و قد ساعد إفتتاح هذا المشروع التجاري، إيكاتيرينا على التعرف على نفسها، بشكل أفضل، و معرفة كيفية تقييم الوقت و الإستفادة منه بشكل أفضل:
“أستطيع القول أنني حظيت بشجاعة أكبر، عندما تعلمت أكثر مما كنت أعرف، لقد إمتلكت شجاعة كافية، لشق الطريق و المضي قدماً. ميزة أنني أقيم بجانب الأسرة، و أنني طوال الوقت متواجدة في منزلي، و أعلم ما يتوجب علي فعله … كلها جيدة جداً. و ما أفعله جيد بالنسبة لي و لأسرتي كذلك”.
ماريانا فيرارو، من محافظة فيلتشا، لديها تسعة أبناء، أكبرهم يبلغ الثالثة و العشرين من عمره، و أصغرهم في الخامسة والنصف. بل حتى أنها، في شهر مارس/آذار، ستلد طفلاً آخر. بالنسبة لها، فقد حفزها أطفالها لممارسة أحد الأنشطة. ماريانا فيرارو:
“أخذت دورات في AGROSTAR. أريد أن أفتتح شركة لممارسة أعمال تجارية، لقد قدمت جميع الوثائق، و نحن في إنتظار الموافقة عليها. إنها شركة لتجارة التجزئة و النقل. يجب علينا أن نوجه أبناءنا نحو طريق أفضل. الزراعة كانت تحتل المرتبة الأولى في حياتي دائماً، و أود أن يوجه جميع الآباء و الأمهات أبناءهم نحو الزراعة، لأننا نعيش عليها و نقتات منها”.
بالنسبة لجميع هؤلاء النسوة، رأس المال كان، أن يجدن نشاطاً يتيح لهن البقاء، بإستمرار، مع أطفالهم و أسرهن.