المرشدون القدوة في المدارس الرومانية
يوجد التعليم الروماني في حالة تناقض واضحة للعيان، عند المقارنة بين العدد الكبير للتلاميذ الفائزين في المسابقات العالمية سنويا وبين النسب المنذرة بالخطر للأمية الوظيفية بين الأطفال تحت سن الخامسة عشر.
Christine Leșcu, 20.07.2017, 20:02
إذا كانت أسباب عدم الرضا تُناقَش كثيرا في الحيز العام بحق، فإن أسباب الرضا تدخل في بعض الأحيان حيز الغموض. لذلك، حتى تُخرج التلاميذ المتفوقين من هذا الحيز الغامض، على الأخص أولئك الذين تقوم بإعدادهم جمعية من أجل المجتمع المحلي، بالتعاون مع شركة مول رومانيا، تقدم لهمجائزة المرشد القدوة. في العام 2017، للعام السابع على التوالي. مُنِحت الجائزة لعشرة أساتذة ومدربين من جميع أنحاء رومانيا، تم اختيارهم من بين مائتين وخمسين تلميذا تم اقتراحهم لهذه المنافسة العام الماضي. بعض الفائزين كانوا من بين المعتادين على الفوز وعلى الجوائز، نذكر منهم بيترو أرناؤتو، مدرب تنس طاولة في إطار النادي الرياضي المدرسي سلاتينا ومنسق المنتخبات الوطنية لصغار المتدربين والناشئين، في الأعوام العشرين الأخيرة. من بين النجاحات التي حققها بيترو، نذكر حصول اللاعبة أدينا دياكونو في مسابقة الفردي للسيدات على المركز الثالث، وحصول اللاعبتين أدينا دياكو وأندريا دراغومان في مسابقة الزوجي للسيدات على المركز الأول في بطولة العالم للناشئين التي نُظمت في كاب تاون عام 2016. أما هذا العام فحصلت الفتاتان على ميدالية البرونز في المسابقة النسائية في نطاق البطولة الأوربية لتنس الطاولة التي أقيمت في سوتش في فبراير/ شباط. إلى جانب التفاني والإخلاص للمهنة يحتاج أحد المدربين كي يحقق النجاحات إلى القدرة على اكتشاف مواهب طفل ما. حسب اعتقاد بتروأرناؤوتو، الذي قال:
كي تستطيع تحقيق النجاح والتميز، يجب عليك بالدرجة الأولى أن تختار الرياضيين الذين يملكون قدرات حقيقية، وإمكانيات خاصة وعامة ضروريةٍ من أجل ممارسة الرياضة على المستوى الرفيع. من المهم جدا أن تكون المادة الخام مناسبة لتحقيق النجاح والأداء المتميز، وأن تكون لدى الرياضي منذ الصغر الرغبة والإرادة القوية لممارسة هذه الرياضة على مستوى عالٍ. فالأداء المتميز يعادل خمسة وتسعين بالمائة من العمل لتأتي بعده باقي الإمكانيات.
توجد مواد أخرى في المدارس، مهمة كأهمية الرياضة، في اختيار المهنة وفي تكوين شخصية التلميذ. من هذه المواد نذكر مادة الفلسفة، التي انجذبت إليها إلفيرا غروزا، وهي تحمل الآن جائزة مرشد، والتي تقول:
إن الفلسفة أداة يستطيع كل شاب اكتشاف نفسه من خلالها، ويكتشف عالما محيطا مختلفا. أعتقد أن علينا اليوم أن نمارس الفلسفة بالعبور أبعد من حدود الكتب المدرسية التي تتوقف عند منتصف القرن العشرين بالرغم من أن هذه المادة أصبحت في السياق الحالي للأمور تتطرق للأخلاقية والسياسة والتواصل على حدود علوم أخرى.
بالرغم من أن إلفيرا غروزا، تعمل كمعلمة منذ ثلاثة وعشرين عاما وبالرغم من التعب والمعاناة وخيبة الأمل في بعض الأحيان، لكنها لا تتصور مطلقا أن تقوم بعمل آخر. وتقول من جديد:
أصبح التلاميذ أقل تقبلا وفهما، فهم يدرسون من أجل الامتحانات فقط ويتعلمون نماذج من الأسئلة والأجوبة المعدة للتلاميذ ذوي المستوى المتوسط، ولا يدخلون في التفاصيل. ومن الصعب أن تُخرج هذا التفكير من عقولهم. هناك أيام لا أستطيع حثهم فيها على أي شيء جديد، حتى المناقشات التي إذا بدأنا بها، لا ننتهي منها مع انتهاء الدوام المدرسي. وفي اليوم التالي أعاود الكرة من جديد وهكذا.
جائزة أخرى حصلت عليها إلينا تيوتوي، معلمة مادة الكيمياء في مدرسة تودور فلاديميريسكو في تيرغو جيو، التي بدورها أعدت تلاميذ حصلوا على ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية عديدة في الأعوام الماضية في المسابقات العالمية للكيمياء. كيف نجحت في إدخال حب مادة الكيمياء على قلوب تلاميذها، ها هي تجيب:
من خلال القسم النظري، أقوم بإعداد التلاميذ كي يفهموا جميع نواحي ظواهر أومواد معينة، أعلمهم تاريخ اكتشافها أيضا وأهميتها. ولكن الدروس العملية تعتبر الأكثر أهمية بالنسبة للتلاميذ، فهم يحبون رؤية الحدث والشعور به فعليا، لذلك فالتجربة مهمة جدا في الكيمياء وأنا أعتمد عليها كثيرا في برنامج التعليم الذي أنفذه في المدرسة. بعض المواد تعتمد على الناحية النظرية أكثر من تلك العملية، وبعضها بحاجة إلى تبادل المعلومات والخبرات بين مختلف المواد المدرسية، كالعلوم الطبيعية والفيزياء والجغرافيا والتاريخ.