المجتمعات الضعيفة والاقتصاد الاجتماعي
أصبحت منظمات المجتمع المدني أدوات فعالة لإدماج أفراد الفئات الاجتماعية الضعيفة في المجتمع
Diana Baetelu, 17.11.2023, 13:52
أصبحت منظمات المجتمع المدني أدوات فعالة لإدماج أفراد الفئات الاجتماعية الضعيفة في المجتمع . وتنشط في رومانيا منذ سنوات منظمات اجتماعية عديدة ومن بينها منظمة “ورش بلاد حدود ” التي توفر وظائف لمدة محدودة مقابل راتب يساوي الحد الأدنى للأجور في رومانيا لأشخاص يواجهون صعوبات في إيجاد عمل وبينهم أشخاص بلا مأوى وأمهات عازبات وضحايا العنف الأسري وسجناء سابقون فضلا عن أشخاص يحاولون التخلص من الإدمان أيا كان نوعه .. بالإضافة إلى ذالك توفر المنظمة لهؤلاء خدمات استشارة فضلا عن دورات إعادة التكوين المهني لمساعدتهم على الحصول على مصدر رزق من أجل العيش بشكل مستقل . من هم المستفيدون من خدمات منظمة “ورش بلا حدود “؟ . خبيرة علم الاجتماع في معهد الأبحاث حول جودة الحياة كلاوديا بيتريسكو تقدم لنا استنتاجات استطلاع للآراء أجرته منظمة “ورش بلا حدود” نفسها فرا
“قبل كل شيء حاولنا تحديد المستوى التعليمي لهؤلاء الأشخاص باعتباره مؤشرا مفيدا وضروريا في مثل هذه الأبحاث . فقد تبين أن ثمانية وعشرين بالمائة من أفراد العينة أكملوا المرحلة الإعدادية فقط على أفضل تقدير وقلة قليلة منهم لم يذهبوا إلى المدرسة إطلاقا . أما فيما يتعلق بمستويات دخلهم فيحقق تسعة وثلاثون بالمائة من أفراد العينة دخلا من الأجور وهذا أمر مشجع ولكن في المقابل تبين أن خمسة وعشرين بالمائة من المداخيل التي يحققها هؤلاء الأشخاص تمثلها الأجور التي يتقابضونها من المؤسسات الاجتماعية التي يعملون فيها بيما فيها وليس من وظائف في سوق العمل وهذه نسبة مرتفعة نسبيا في حين أن أربعة عشر بالمائة منهم فقط يحصلون على أجور من وظائف في سوق العمل أي من أصحاب عمل غير المؤسسات الاجتماعية . أما خمسة وخمسون بالمائة منهم فليس لديهم دخل ثابت أو لا يحققون دخلا على الإطلاق. أبرز الصعوبات التي يواجهها هؤلاء حسب إجاباتهم على أسئلة الاستطلاع هي قلة فرص العمل لأربعين بالمائة من أفراد العينة تليها المشاكل الصحية لأربعة وثلاثون بالمائة منهم في حين أن عدم توفر مسكن يمثل المشكلة الرئيسية لثلاثة عشر بالمائة من أفراد العينة .. وتأتي الصعوبات المتعلقة برعاية الأطفال في المركز الرابع إذ إن العديد من الأمهات ليس لديهن من يعتني بأطفالهن أثناء تواجدهن في العمل .كما تبين أن بين أفراد العينة هناك عددا لا بأس به من ضحايا العنف الأسري .أما الذين وضعوا عدم توفر فرص العمل على رأس قائمة الصعوبات التي يواجهونها فتبين أن اثنين وعشرين بالمائة منهم أكملوا المرحلة الإعدادية فقط على أفضل تقدير . كما تلاحظون فإن مستوى التعليم يمثل مؤشرا مهم للغاية في هذه الدراسة .”
مشكلة أخرى يعاني منها أفراد المجتمعات الضعيفة هي حالتهم الصحية السيئة وهنا لا نتحدث عن الإعاقات لأن ذوي الإعاقة يصنفون ضمن فئة مختلفة بل عن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة لأن فرص التوظيف تقل بالنسبة لهم وكذلك إمكانية الاحتفاظ بالوظيفة في حال تم تشغيلهم في سوق العمل والسبب هو حالتهم الصحية السيئة التي لا تسمح لهم ببذل جهد متواصل أثناء دوام العمل . المؤسسات الاجتماعية تساعد هؤلاء الأشخاص على الاحتفاظ بوظائفهم. كلوديا بيتريسكو من جديدة : ” توفير فرص عمل لهؤلاء لا يكفي لذا فنقدم لهم خدمات دعم واستشارة باعتبارها جزءا مهما من عمل المؤسسات الاجتماعية لأنها تساعدهم على البقاء في سوق العمل وهذا ليس بالأمر السهل على كثيرين منهم .على سبيل المثال يوجد بينهم أشخاص غير متعلمين اقتنعوا أثناء دورات الاستشارة بضرورة الاتحاق بمدراس مهنية ..وإذا سألتم العاملين في هذه المؤسسات سيقولون لكم كم من الوقت يخصصونه فقط لهذه الخدمات . هناك أشخاص قد يأتون إلى العمل اليوم لكنهم لا يأتون غدا ولا تدري لماذا فعليك أن تحاول معرفة السبب لكي تساعدهم على الحفاظ على وظائفهم .. قد يستغرق الأمر ما بين شهر واحد إلى عام كامل أو عامين قبل أن يتمكن هؤلاء من إيجاد عمل في السوق الحرة ..”
كلنا يعلم أن سوق العمل بحاجة إلى قوة عاملة . المدير التنفيذي لاتحاد لكونكورديا لأرباب العمل رادو بورنيتي لديه التفاصيل : “من الملاحظ أن رومانيا بالرغم من أنها لم تعد تصنف كدولة فقيرة إلا أنها تبدو كذلك في بعض الأحيا . لماذا نقول أن رومانيا بلد فقير وهي عاشر أكبر اقتصاد في أوروبا ويتقدم اقتصادها على اقتصادات دول أخرى مثل جمهورية التشيك وفنلندا والبرتغال واليونان . مع التوضيح أنني لا أتحدث عن الدخل الفردي وإنما عن اقتصاد رومانيا ككل. فرومانيا تملك رأس المال بما في ذلك رأس المال المحلي وهذا يعني أن المال متوفر في رومانيا إلى جانب الاستثمارات الأجنبية والكنولوجيا . بالإضافة إلى ذلك تنتج رومانيا الكثير من السلع الجيدة أما مشكلتها فهي قلة القوة العاملة بمعنى أن عدد السكان النشيطين في رومانيا أقل من أن يدعم هذا النمو الاقتصادي . و إذا استمرت الأمور على هذا النحو فلن نصل إلى حيث نريد لأنه ليس لدينا ما يكفي من القوة العاملة .”
ماذا تقول الإحصاءات الرسمية عن القوة العاملة في رومانيا ؟ رادو بورنيتي مرة أخرى :”وفقا للمعهد الوطني للإحصا بلغ عدد السكان القادرين على العمل في عامي 2020 و2021 نحو اثني عشر مليون شخص تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والستين ولكن فقط ثمانية ملايين منهم يعملون فعليا ويحصلون على دخل ما . في المقابل هناك أربعة ملايين شخص غير موجودين في سوق العمل وأعمارهم تتراوح أيضا ما بين الخامسة عشرة والرابعة والستين . إنهم قادرون على العمل ولكنهم لا يعملون . وهذا يعني أن عدد الأشخاص المشغولين في رومانيا أقل بكثير مما هو عليه في دول أخرى في المنطقة. وأعتقد أن علينا أن نولي المزيد من الاهتمام لهذه النواحي لأن كثيرين ممن لا يعملون ينتمون بكل تأكيد إلى الفئات الضعيفة المعرضة للخطر .”