اللاجئات الأوكرانيات في رومانيا بعد عام على بداية الحرب
منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا دخل رومانيا نحو 3 ملايين و500 ألف لاجئ واستقر نحو 100 ألف منهم في رومانيا بشكل مؤقت
Diana Baetelu, 16.03.2023, 10:21
منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا دخل رومانيا نحو 3 ملايين و500 ألف لاجئ واستقر نحو 100 ألف منهم في رومانيا بشكل مؤقت ووقع أكثر من 5700 عقود عمل مع أرباب عمل محليين وفق إحصاءات وزارة العمل .معظم اللاجئين الأوكرانيين في رومانيا هم من النساء والأطفال الصغار وقد استطاعت كثيرات منهن إيجاد عمل في رومانيا بعضهن بمساعدة جمعية سينيكا الخيرية غير الحكومية. أناستاسيا ستايكو مؤسسة الجمعية اتجهت منذ أيام الحرب الأولى إلى المنطقة الحدودية لمساعدة اللاجئين وتقديم خدمات الترجمة من الروسية وهي لغتها الأم إلى الرومانية . بمرور الوقت انخرطت الجمعية في مساعدة أولئك السيدات والأطفال على الاندماج في المجتمع الروماني :
“أكثر من 200 من اللاجئين واللاجئات تعلموا اللغة الرومانية في جمعية سينيكا علي يد السيدة روديكا فاغوتس التي ساهمت بشكل كبير في إنجاح الدروس .. لكن أنشطة الجمعية لا تتقصر على تدريس الرومانية بل تركز في الحقيقة على إدماج اللاجئين ثقافيا واجتماعيا في المجتمع الروماني . الجدير بالذكر أن رواد الجمعية أقاموا بمرور الوقت خصعلاقات صداقة فيما بينهم أوفيما بينهن والآن يذهبون إلى المسرح ويشاهدون أفلاما رومانية معا . كما نشأت صداقات بين موظفي الجميعة واللاجئين.”
قامت الجميعة بتوظيف ثلاث لاجئات أوكرانيات في محل الكتب التابع لها بعد تعلمهن اللغة الرومانية بما فيه كفاية للتواصل مع السكان المحليين. ومما لا شك فيه أن الهذه الوظائف تساعدهن على تحسين أوضاعهم المعيشية والتكيف مع بييئة جديدة لا يعرفن عنها الكبير خاصة وأن الحرب في بلادهن قد تطول :”قبل تسجيل اللاجئين الأوكرانيين في دروس اللغة نسألهم لماذا يريدون تعلم الرومانية. في البداية كان معظمهم يقولون إنهم يريدون التواصل مع الناس أما الآن فأكثر من 50% يقولون أنهم يريدون العمل أو البقاء في رومانيا على المدى البعيد.”
فتحت الدولة الرومانية لأطفال اللاجئين مدارس تجريبية لتمكينهم من مواصلة الدراسة. لكن عدد تلك المدارس غير كاف لاستيعاب جميع الأطفال الأوكرانيين لذ فقد قررت الحكومة إدماج أطفال اللاجئين الأوكرانيين في المدارس الرومانية اعتبارا من العام الدراسي القادم . لكن أنستاسيا ستايكو تقول إن الأمر لا يخلو من الصعوبات :”توجد في بوخارست ست مدارس تجريبية ولكن مثل هذه المدارس موجودة أيضا في مدن أخرى. وفق القوانين الرومانية يفترض أن يكون هولاء الأطفال قد التحقوا بدروس تحضيرية للغة الرومانية لمدة عام قبل التحاقهم بمدرسة رومانية وإلا فإن إدماجهم في مدارس رومانية لن يخلو من المشاكل والصعوبات . ربما الأصغر سنا سيتكيفون مع المدارس الرومانية بشكل أسرع أما المراهقون فيتعين عليهم دراسة المواد المدرجة في المنهاج الدراسي الروماني وهي ليست بالسهلة أبدا فهل سيكون بإمكانهم استيعابها بدون سنة تحضيرية ؟ .. أعتقد أن النساء الأوكرانيات يستحقن مزيدا من الدعم شريطة أن يكون هذا الدعم منظما ومنسقا بشكل أفضل خاصة فيما يتعلق بوصول أطفالهن إلى التعليم.”
كاترينا هي أوكرانية عبرت الحدود الأوكرانية سيرا على الاقدام مع ابنها الصغي. وتقول إنها غادرت أوكرانيا من أجل ابنها :”بعد وصولي أصبت بكآبة كغيري من اللاجئين الأوكرانيين .. لقد تركت بيتي وأسرتي وكل شيء واتجهت إلى مكان غير معروف صحبة طفل صغير. إنه ليس بالأمر السهل . لكنني أدركت أنني لا أملك بديلا ما دمت المسؤولة الوحيدة عن ابني .. وجدت وظيفة في مركز اجتماعي حيث كنت أساعد الأمهات الأوكرانيات على الحصول على سكن وثائق ونقل ولكن بعد ذلك حصلت على وظيفة في جمعية سينيكا حيث أعمل حاليا في محل الكتب التابع لها. هنا وجدت فريقا وديا ونساعد بعضنا البعض ونساعد الأوكرانيين الآخرين .. عائلتي كلها بقيت في أوكرانيا .. وأمي وأبي زوجي وأجدادي وأتواصل معهم قدر المستطاع عبر الإنترنت وكلنا أمل في أن ننتصر في الحرب.”
جمعية سينيكا ساعدت كاترينا على إيجاد عمل وإنشاء شبكة دعم من لاجئات أوكرانيات ومتطوعين رومانيين وهكذا تستطيع كاتريان أن تتجاوز هذه الفترة الصعبة وتحافظ على تفاؤلها . تاتيانا هي أوكرانية أخرى قدمت إلى رومانيا مع ابنتها ذات الاثني عشر عاما وثلاث قطط وكلب فساعدهما صديق استقر في رومانيا منذ فترة .. تقول تاتيانا إنها تكيفت مع الحياة في رومانيا شيئا فيشئا بعد تخلصها من القلق الذي كان يراودها منذ مغادرة منزلها في أوكرانيا وسلوك طريق مجهول محفوف بالمخاطر وعبور الحدود إلى بلد لم تعرف عنه شيئا . تعلمت الرومانية والآن تعمل مع كاترينا في محل الكتب التابع لجمعية سينيكا:
اكتشفت رومانيا خلال الأشهر الأربعة الأولى من وصولي. فالصديق الذي استقبلنا يحب التجذيف وأخذنا معه إلى رحلات على متن قاربه .. كما وجد لي منزلا ما سهل الأمور علي كثيرا .. بدأت بتعلم الرومانية لأني أريد أن انمدج في المجتمع الروماني ولا أريد أن أشعر وكأنني عنصر دخيل .. ابنتي تتكيف مع الحياة الجديدة ببعض الصعوبة ولم تتعلم اللغة بعد لكن البيئة المحيطة بها ودية وزملاؤها والمدرسون منفتحون .. ابنتي تجيد الأنكليزية واعتقد أن هذا يساعدها كثيرا ..وفي غضون ذلك تتكيف مع البيئة الجديدة لكن العملية تحتاج إلى وقت.”