الصيام بعيدا عن الأطعمة الضارة
صيام القيامة الذي بدأ في نهاية شهر فبراير شباط الماضي لأتباع الكنيسة الأرثوذكسية هو الفترة التي يستعد فيها المؤمنون جسديا وروحيا لاستقبل عيد القيامة المجيد
Diana Baetelu, 09.03.2023, 09:10
صيام القيامة الذي بدأ في نهاية شهر فبراير شباط الماضي لأتباع الكنيسة الأرثوذكسية هو الفترة التي يستعد فيها المؤمنون جسديا وروحيا لاستقبال عيد القيامة المجيد . فلمدة أربعين يوما يحظر تناول المنتجات الحيوانية بكافة أنواعها والاكتفاء بمأكولات نباتية أطلق عليها مأكولات الصيام وتحضر وفق وصفات قديمة متوارثة عن الأجداد ..لكن في السنوات الاخيرة امتلأت رفوف المحال التجارية بأطعمة ومأكولات نباتية رديئة الجودة التي رغم طعمها اللذيد إلا أنها تحتوي على مكونات ضارة للصحة لا تقل خطورة عن المأكولات غير النباتية التي تبيعها مطاعم الأكلات السريعة .. فهل صحيح أن البرغر النباتي مسبق الطهي الذي لا يحتاج سوى للشي لبضع دقائق ليكون جاهزا للأكل ضار للصحة؟ .. للتعرف على الإجابة تحدثنا مع مدربة الصحة كلاوديا بونيتش التي شرحت لنا لماذا ينبغي علينا تجنب تناول مثل هذه الأطعمة:
“الأكلات النباتية المعروفة بأكلات الصيام تمثل خطرا على الصحة فبتناولها نلغي جميع فوائد الصيام لأن هذه الأكلات تحتوي على مواد حافظة بمختلف أنواعها إضافة إلى مكونات أخرى مشبوهة كبعض أنواع المواد الملونة فضلا عن الدهون المحولة وهي في الحقيقة من المواد الأكثر ضررا للصحة . كذلك بعض تلك المأكولات تحتوي على السكر وكميات كبيرة من الملح لأن كلاهما من محسنات الطعم المعروفة التي تخفي الطعم الأصلي غير اللذيذ لتلك المنتجات.. وكل هذه المكونات ترفع مستوى الالتهابات في الجسم وتصعب الهضم ولا توفر لخلايا الجسم العناصر الغذائية التي يحتاجها”.
وجبات الصيام لا يجب أن تكون مملة وغير شهية رغم خلوها التام من منتجات الألبان والبيض ناهيك عن اللحوم. فخبراء التغذية يؤكدون أن الأكلات النباتية البسيطة مغذية ولذيذة في آن واحد ويقولون إنها في الحقيقة هدية نقدمها لجسمنا في فترات الصيام .. كيف يمكننا تفادي الشعور بالجوع وجعل الأكلات التي نتاولها في فترات الصيام لذيذة دون أن نحرم جسمنا من المواد المغذية الأساسية . لنستمع إلى مدربة الصحة كلاوديا بونيتش :
“أطعمة الصيام الصحية لذيذة ومشبعة بكل تأكيد وأود أن أشدد على أن الصيام لا يعني العذاب والحرمان إذا كانت كل وجبة نتناولها تحتوي على بروتينات نباتية صحية مثل الحمص والعدس والبزيلياء والفاصوليا وحتى الفطر والكينوا وبذور الشيا .. ففي فترات الصيام ينبغي علينا أن نجعل من مصادر البروتين النباتي العنصر الأساسي لوجباتها لأنها توفر للجسم الطاقة والمواد الغذائية الضرورية وتحول دون الشعور بالجوع مجددا بعد وقت قصير من تناول الطعام .. لا أقول إن الصويا ليست مصدرا هاما للبروتينات النباتيية الصحية ولكن أنصح بتناول الصويا المخمرة قدر المستطاع أو الصويا العضوية غير المخمرة وإن لم نجدهما يمكننا تناول الصويا التقليدية شريطة ألا تكون معدلة جينيا .كذلك أنصح بتناول الخضورات بكثرة . فليس من قبيل الصدفة أن فترات الصيام تتزامن مع مواسم حصاد أنواع عديدة من الخضروات ومن بينها الخضروات الورقية والأعشاب المعروفة بفعاليتها في تطهير الجسم من السموم .. كما أنصح بتناول الفواكه بكثرة . فالمهم أن نجعل من فترات الصيام فترات مفيدة لنا جسديا و روحيا . وكما أسلفت فإن هناك أنواعا كثيرة من الحبوب المفيدة للصحة كالكينوا والشوفان التي توفر للجسم بروتينات وكربوهيدرات صحية .فالشوفان على سبيل المثال هو مادة عذائية قيمة للغاية شريطة أن نتناوله على شكل دقيق كامل أو حبوب كاملة وليس على شكل رقائق مليئة بالسكر.”
المكسرات توفر للجسم الدهون الصحية التي يحتاجها وتسرع الشعور بالشبع شريطة أن نتناولها بكميات محدودة :
“المكسرات والبذور هي الأخرى مفيدة ولكن شريطة أن نتناول كميات قليلة منها وأن تكون عالية الجودة .. كما أنه من المستحسن أن نكسرها قبل تناولها .أما البذور فمن بين أهمها اليقطين والكتان والشيا والسمسم والتي يستحسن تناولها بعد نقعها في الماء أو طحنها .. خلاصة القول أن صحن الصيام يجب أن يكون ملونا ومتنوعا وأن يحتوي على أنواع البروتينات النباتية والكربوهيدرات الصحية الموجودة في أنواع الحبوب والخضروات التي ذكرتها وأيضا في البطاطا والبطاطا الحلوة إضافة إلى الدهون الصحية التي نجدها في المكسرات والبذور وكذلك في زيت الزيتون وزيت الأفوكادو . فلا يجب أن ننسى أننا دائما بحاجة إلى وجبات طعام كاملة تحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية للجسم.”