الدعم لأطفال اللاجئين الأوكرانيين
بعد أكثر من عامين من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا والموجات الأولى من اللاجئين الأوكرانيين الذين وجدوا رومانيا غير جاهزة لاستقبالهم ساهمت المنظمات المعنية الحكومية وغير الحكومية في إدماج اللاجئين الأوكرانيين فيما أصبحت رومانيا مستعدة تماما لاستقبالهم
Diana Baetelu, 05.06.2024, 15:30
بعد أكثر من عامين من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا والموجات الأولى من اللاجئين الأوكرانيين الذين وجدوا رومانيا غير جاهزة لاستقبالهم ساهمت المنظمات المعنية الحكومية وغير الحكومية في إدماج اللاجئين الأوكرانيين فيما أصبحت رومانيا مستعدة تماما لاستقبالهم . وكانت منظمة ” أنقذوا الأطفال ” غير الحكومية واحدة من المنظمات التي ساهمت في هذا الجهد منذ وصول الموجات الأولى من اللاجئين وتمكنت بذلك من التعرف على المشاكل الرئيسية التي تواجه هؤلاء .
وإحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لللاجئين تشير إلى أن حوالي خمسة ملايين ومائتين وخمسة وأربعين من الأوكرانيين دخلوا رومانيا منذ بداية الأزمة وقدمت منظمة “أنقذوا الأطفال ” الدعم لأكثر من ثلاثمائة وخمسين ألف شخص منهم مائة وثمانون ألف طفل. كما أن نحو نصف اللاجئين هم من الأطفال الذين قدموا إلى رومانيا مع أمهاتهم وجداتهم ما أثار لديهم مخاوف من افتقار الأسرة إلى دخل ثابت من وظيفة مستقرة.
يقول ليونارد أندرييسكو مدير المشروع في منظمة “أنقذوا الأطفا ” إن إدماج هذه العائلات في المجتمع على المدى الطويل بات أولوية مطلقة في الوقت الحالي: في شهر فبراير شباط الماضي أطلقنا استبيانا للقادمين من أوكرانيا سلطت نتائجه الضوء على احتياجاتهم . فقد تبين أن الحاجة إلى المساعدة المالية وردت بشكل متكرر في أجوبتهم حيث أشار إليها ما لا يقل عن ثلاثة وعشرين بالمائة منهم وجاء في المرتبة الثانية الوصول إلى الخدمات الطبية ودورات اللغة الرومانية.”
“وقد تم إنشاء عدد لا بأس به من المراكز المتخصصة في القطاع غير الحكومي. ولكن للأسف لم تتمكن السلطات من توفير دورات اللغة الرومانية وبرامج ما بعد المدرسة للأطفال بما فيه كفاية . وهذه الأخيرة تعد من بين التسهيلات التي غالبا ما تطالب بها الأمهات العازبات العاملات . فإذا نظرنا إلى الإحصائيات ونتائج الاستبيان نلاحظ أن الأجوبة مترابطة فيما بينها إلى حد ما: على سبيل المثال قال ثلاثة عشر بالمائة من المشاركين في الاستطلاع أنهم يحتاجون إلى برامج ما بعد المدرسة للأطفال وقال اثنا عشر بالمائة أنهم يحتاجون إلى المساعدة من إجل إيجاد عمل إذا فإن الأشخاص الذين يبحثون عن عمل يحتاجون أيضا إلى برامج ما بعد المدرسة لأطفالهم وهذا يعني أنه ليس لديهم أقارب يمكنهم ترك أطفالهم عندهم أثناء تواجدهم في العمل وللسبب ذاته لا يمكنهم إيجاد عمل مستقر ”.
افتتحت منظمة “أنقذوا الأطفال” بالتعاون مع بلدية القطاع السادس في بوخارست مؤخرا مركزا لأطفال اللاجئين الأوكرانيين ليقضوا فيه بعض الوقت بعد انتهاء دوام المدرسة إلى حين وصول أمهاتهم لاصطحابهم إلى المنزل. ليونارد أندرييسكو لديه المزيد من التفاصيل:”الدعم الذي نقدمه لهم يتضمن أيضا دفع رسوم رياض الأطفال . كما نوفر لهم وسائل النقل حتى يتمكن أولياء أمورهم مو مورأمن اصطحابهم إلى المدرسة أو إلى مركزنا في الصباح وثم إلى البيت في المساء.”
تدير منظمة “أنقذوا الأطفال” مراكز رعاية أخرى مماثلة في قطاعات أخرى من بوخارست وكذلك في غيرها من المدن في أنحاء البلاد قامت بتنظيمها بالتعاون مع السلطات المحلية. ويقول ليونارد أندرييسكو إن الخدمات التي توفرها تلك المراكز مجانية: “يحصل الأطفال في تلك المراكز على وجبات ساخنة فضلا عن المساعدة على إنجاز الواجبات المنزلية كما تقدم تلك المراكز دروس اللغة الرومانية وتنظم أنشطة اجتماعية وتقدم أيضا الدعم النفسي لمساعدة الأطفال على التغلب على بعض الاضطرابات النفسية.
“فكثيرون منهم يعانون من اضطرالات حادة للغاية بسبب انقطاع حياتهم العادية السابقة ومغادرة الأماكن التي يعرفونها والانفصال عن آبائهم وسائر أفراد الأسرة . الأنشطة التي يشاركون فيها تساعدهم على التغلب على الشعور بأنهم غرباء في بلد لا يتحدثون لغته ويشعرون بأنهم مهملون ما يدفعهم إلى عزل أنفسهم عن الآخرين .”
“وهنا أود الإشارة إلى أن المركز مفتوح أيضا للأطفال الرومانيين من أبناء العائلات الضعيفة أو أحادية الوالدين وهي عائلات تواجه نفس الصعوبات التي تواجهها الأمهات الأوكرانيات في إيجاد عمل بسبب عدم وجود أقارب يتركون الأطفال معهم أثناء دوام العمل . فالاطفال الأوكرانيون يذهبون إلى المركز مع الأطفال الرومانيين ويقومون بمختلف الأشنطة معا . بالطبع نحن نساعدهم على التواصل فيما بينهم حيث يوجد في تلك المراكز وسطاء ثقافيون يتحدثون الرومانية والروسية والأوكرانية وكذلك معلمون على دراسية بالمناهج الدراسية في أوكرانيا وهذه التدابير تسهل على الأطفال الأوكرانيين الاندماج في البيئة الجديدة وإقامة علاقات صداقة أطفال رومانيين واستعادة الشعور بالأمان والحياة الطبيعية والتغلب على الاضطرابات النفسية قدر المستطاع .”
في الوقت الحالي لا يمكن للمركز أن يستقبل أكثر من أربعين شخصا للأسف الشديد غير أن الأطفال الأوكرانيين لا يزالون يواجهون صعوبات في الاندماج في المدارس الرومانية :”الأمر صعب للغاية بالنسبة لهم. لهذا السبب فإن تسعين بالمائة منهم يستمعون إلى الدورس فقط دون إلزامية الحضور اليومي ودون أن يحصلوا على درجات وهم غير مسجلين في السجل الرسمي للمدرسة . إنها فترة انتقالية تستغرق عاما واحدا على الأكثر تساعدهم على التعود على المنهاج الدراسي الروماني والجدول الزمني واللغة والتعرف على زملائهم .”
“وبعد انتهاء المرحلة الانتقالية يتوجب عليهم التسجيل في المدرسة وحضور الدروس والمشاركة في سائر الأنشطة التعليمية. عدد قليل من الأطفال يلتحقون بالمدارس في أوكرانيا و يحصلون على التعليم عبر الإنترنت أي أنهم لا يدرسون في المدارس الرومانية إطلاقا .”
يوجد في رومانيا حاليا نحو تسعة وسبعين ألفا من المواطنين الأوكرانيين المسجلين بشكل رسمي .