التوجهات الإيديولوجية لطلاب المرحلة الثانوية
ترسم دراسة حديثة الخطوط العريضة لذهنيات طلاب المدارس الثانوية وتوجهاتهم الأيديولوجية بعد عام انتخابي مضطرب
Diana Baetelu, 08.01.2025, 15:30
ترسم دراسة حديثة الخطوط العريضة لذهنيات طلاب المدارس الثانوية وتوجهاتهم الأيديولوجية بعد عام انتخابي مضطرب . فقد انقد الشباب المرشحين في النتخابات لعدم تكييفهم خطاباتهم السياسة على هموم الشباب فانتقد السياسيون الشباب لعزوفهم عن التصويت وانتقد الجميع المدارس لعدم فعالية تدريس مادة التربية المدنية.
يتضمن المنهاج الدراسي للمرحلة التعليمية الثانوية حصة واحدة أسبوعيا لمادة التربية الاجتماعية ومع ذلك لا يزجد مدرسون متخصصون لهذه المادة في نصف المدارس الثانوي . وفي معظم الأحيان يتولى مدرسو مواد أخرى تدريس مادة التربية المدنية . وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن أكثر من ثلث مدرسي التربية المدنية في رومانيا يفضلون “زعيما قويا وإن كان سيتجاهل الآليات الديمقراطية” وأن معظم المؤيدين لأشكال الحكم غير الديمقراطي هم من المدرسين الشباب . كما أن أقل من نصف مدرسي التربية المدنية شاركوا خلال السنوات الثلاث الماضية في برامج التدريب المخصصة لتدريس هذه المادة .
ميهايلا نبار المديرة التنفيذية لمنظمة وولرد فيجن رومانيا :” صحبت الديمقراطية وحقوقنا وحرياتنا هزيلة وهشة بسبب غياب الإصلاحات الحقيقية في نظام التعليم وبسبب عدم الاهتمام يالتربية المدنية للأطفال والمراهقين والمجتمع بشكل عام وهو ما أدى إلى سوء فهم المخاطر التي تنطوي عليها بعض القرارات التي نتخذها بما فيها نوايا التصويت. لقد شاهدنا في الفترة الأخيرة كيف أن الناس يخلطون المفاهيم والمصطلحات بحيث يعتبرون القيم الديمقراطية مخالفة للمسيحية و يعتقدون أن الإيديولوجية السيادية هي منبع للرفاهية . كما لاحظنا كم هو من السهل أن يجري التلاعب بحي نصدق كل ما يقال لنا من الأخبار الكاذبة من دون تفكير وتساؤل وتحليل .”
أظهرت دراسة أجرتها منظمة وورلد فيجن رومانيا أن أربعة وثمانين بالمائة من طلاب المدارس الثانوية الرومانيين راضين عن الأيديولوجيات اليسارية وأن سبعة بالمائة منهم فقط يقبلون التطرف اليساري المنابع فيما يقبل أقص اليمين واحد بالمائة منهم فقط . أما توقعات الشباب فأهمها أن توفر الدولة الخدمات الصحية والتعليمية عالية الجودة وأن تضمن حقوقا متساوية للجميع . ويعتقد اثنان وثمانون بالمائة من المستطلعة آراءهم أن أصواتهم هامة يد ويؤيد سبعة وسبعون بالمائة منهم تدابير حماية البيئة أيا كان ثمنها بينما يعتقد ثلاثة وعشرون بالمائة منهم أنه لا بد من استخدام الموارد الطبيعية لتحقيق التنمية والتقدم.
وقال ممثلو منظمة وورلد فيجن رومانيا إن ” التسلسل الهرمي لمؤشرات التوجهات الأيديولوجية والقيمية تظهر أن طلاب المدارس الثانوية يهتمون بالسياسية ويناقشون المواضيع السياسية فيما بينهم وفي مجتمعاتهم ويحاولون الاستعداد للسياق القيمي الاجتماعي التي سيعيشون فيه كبالغين. ” قد أثبت بعض المواضيع التي يناقشها الشباب أنه يعيرون أهمية كبيرة للحوار وتسويغ توجهاتهم ومعتقداتهم ويهتمون بالتحضير للمشاركة في الحياة العامة بحيث يكونون أقل عرضة للتلاعب وأقل استعدادا لقبول الخطابات الشعبوية ” بحسب ممثلي منظمة وورلد فيجن رومانيا.
أحد الاستنتاجات اللافتة التي توصل إليها خبراء المنظمة يتعلق بالاختلاف في الآراء بين المراهقين والمراهقات مع بروز توجهات يسارية أقوى لدى المراهقات.فقد أيدت خمسة وستون بالمائة من المراهقات حق المرأة غير مقيد في الإجهاض وهو ما يؤيده فقط ستة وخمسون بالمائة من المراهقين . وقال ثمانية عشر بالمائة من المراهقين أن العمل الرئيسي للمرأة هو الاعتناء بالمنزل وزوجها وأطفالها دون أن ينكروا حقها في العمل في حين أن ستة بالمائة فقط من الفتيات يشاركنهم هذا الرأي . كما تبين أن هذه الاختلاف في الآراء أعمق بين الجنسين منه بين المناطق الحضرية والريفية .
موقف الشباب إزاء مجتمع الميم كان الموضوع الأكثر إثارة للجدل والأـكثر تسببا لانقسام طلاب المدارس الثانوية بين رافض ومتسامح ولكن مع تقارب شديد بين نسب الرفض والقبول حيث وصف سبعة وأربعون بالمائة منهم المثلية بالمرض أو الظاهرة غير الطبيعية وأعربت نسبة مماثلة عن التسامح معها .كما أبرزت الأجوبة مرة أخرى ميل الفتيات إلى احتضان مبادئ الحرية الشخصية بشكل أكبر من الفتيان إذ قالت سبعة وستون بالمائة منهن أن المثلية الجنسية أمر طبيعي مقابل اثنين وأربعين بالمائة من الفتيان .
هناك إذا من جهة مراهقات يؤيدن القيم الحقوقية الفردية كما تنعكس في آرئهن في دور المرأة وحقوق مجتمع الميم وحرية التعبير وهناك من جهة أخرى فتيان يبتبنون مواقف محافظة حيال هذه القضايا.
وخلص خبراء منظم وورلد فيجن رومانيا إلى أن الاختلاف كبير بين آراء الفتيات والفتيان في ستة عشر مؤشرا من أصل عشرين مؤشرا استخدم لتحديد التوجهات السياسية للمراهقين وأن الاختلاف الأيديولوجي بين الجنسين داخل الجيل الواحد قد يخلق حالة تنافر بينهما كبالغين قد تنعكس في العلاقات بينهما لاحقا بما فيها العلاقات الزوجية .
.
.