أهمية نمط الحياة الصحي للوقاية من السرطان
تشير الإحصاءات إلى ارتفاع عدد الشباب الذين يقعون ضحية للسرطان بمختلف أنواعه في جميع أنحاء العالم

Diana Baetelu, 05.02.2025, 14:14
تشير الإحصاءات إلى ارتفاع عدد الشباب الذين يقعون ضحية للسرطان بمختلف أنواعه في جميع أنحاء العالم. فقد خلصت دراسة قامت بتحليل إحصائيات عالمية حول تسعة وعشرين نوعا مختلفا من السرطان لدى أشخاص تراوحت أعمارهم ما بين الرابعة عشرة والتاسعة والأربعين إلى أن معدل الإصابة بالسرطان زاد بين عامي 1990 و2019 نحو تسعة وسبعين بالمائة .
ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان لدى الشباب لوحظ أيضا في رومانيا حيث يعد السرطان ثاني سبب رئيس للوفاة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية .وقد كشفت الإحصائيات التي أجريت على الصعيد المحلي عن واقع قاس هو أن حالة وفاة واحدة من بين كل ست حالات يسببها السرطان وأن رومانيا تحتل المرتبة الأولى بين بلدان الاتحاد الأوروبي بمعدل للوفيات التي تسببها الأمراض السرطانية يزيد ثمانية وعشرين بالمائة عن المعدل الأوروبي وبأكثر من عشرين ألف حالة وفاة سنويا كان من الممكن تجنبها.
لماذا هذه الزيادة في الأمراض بصورة عامة وفي صفوف الشباب بصورة خاصة ؟ الأسباب كثيرة. ومن بينها نمط الحياة بما في ذلك التغذية بحسب البروفيسور ميرتشيا بوران أخصائي جراحة الأورام في مستشفى الطوارئ ببوخارست :”التغييرات في نمط الحياة هي السبب وما نشهده اليوم هو فقط قمة جبل الجليد إذ إن الدراسات حول الأمراض السرطانية أكدت أن تغيير نمط الحياة بدأ في خمسينيات القرن الماضي بالتزامن مع عمليات التصنيع في البلدان الرأسمالية التي أدت إلى تغيير النظام الغذائي والعادات الغذائية وتسببت في زيادة كميات النفايات والسموم . فكل ذلك بالإضافة إلى التحولات الجينية خلقت تربة خصبة لنمو الأمراض السرطانية .
فقد أشارت الدراسات الحديثة إلى أن حالات السرطان لدى الشباب في تزايد في أمريكا واليابان وأيضا في أوروبا..أما رومانيا فيمكنني القول اعتمادا فقط على إحصائيات مستشفى الطوارئ وعلى لقاءاتنا مع المرضى الشباب أن حالات الإصابة بسرطان المريء والمعدة والقولون والمستقيم الأمعاء الدقيقة والكبد والبنكرياس في تزايد. ففي عيادة المستشفى وحدها نكتشف كل يوم ما بين حالتين وأربع حالات إصابة بأنواع قاسية من سرطان القولون والمستقيم.
الأسباب عديدة – من تناول المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والكحول إلى التدخين إلى قلة الحركة إلى العمل تحت الضغط بالإضافة إلى الإدمان على الأجهزة التي تعرضنا للضوء الأزرق مثل شاشات الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف. من جانب آخر فإن قلة النوم هي مشكلة يعاني منها كثيرون سواء من البالغين أوالأطفال وهو ما لاحظناه أثناء لقاءاتنا مع المرضى “.
يقول البروفيسور بيوران إن سرطان القولون والمستقيم هو أكثر أنواع السرطان انتشارا ويعزو ذلك إلى النظام الغذائي غير الصحي : ” نتحدث هنا عن الأطعمة المصنعة التي تمثل أكبر جزء من الطعام الذي نتناوله بسكل يومي فالتصنيع يضيف إلى المنتجات الغذائية مختلف أنواع المواد الضارة التي تستخدم للتلوين والحفظ وما إلى ذلك. فكل هذه المواد الضارة التي تضاف إلى المنتجات الغذائية أثناء التصنيع والتي لا يمكن للجهاز الهضمي تحييدها تحدث تغييرات في الخلايا تتسبب بمرور الوقت في ظهور أورام سرطانية بمختلف أنواعها .ولكن يمكننا تحييد المواد الضارة تلك بتناول الخضار والفواكه بكثرة. كذلك ينبغي علينا الابتعاد عن الأطعمة التي لم نقم بطهيها في المنزل .”
ينصحنا البروفيسور بيوران بتناول العشاء في الساعة السابعة مساء كذلك ينبغي علينا أن نتوقف عن الأكل قبل أن نشعر بالشبع التام لنسمح لجهازنا الهضمي بمعالجة الطعام .وأما تناول الطعام في الليل فله آثار ضارة للغاية على الصحة .
هناك في الأوساط الطبية الدولية من يرون أنه ينبغي وضع تحذير من السرطان على قارورات المشروبات الكحولية على غرار تلك التي توضع على علب التبغ . والبروفيسور ميرتشيا بيوران يشاطرهم هذا الرأي : “تناول الكحول ولو بكميات قليلة يعتبر مسؤولا عن سبعة أنواع من السرطان لأنه يؤدي إلى السمنة . أما إذا كان استهلاك الكحول يترافق مع التدخين وقلة الحركة وقلة النشاط البدني فيؤدي إلى إصابات أخرى عديدة غير السمنة ومنها سرطان الفم والمريء والبلعوم والحنجرة بالإضافة إلى سرطان الكبد والقولون والمستقيم في حين أن النساء يصابن بسرطان الثدي. ذلك أن الكحول يؤدي إلى زيادة كميات الهرمونات في الجسم وخاصة الاستروجين والأنسولين. فارتفاع مستويات الاستروجين في الجسم يعتبر سببا لسرطان الثدي لأن الاستروجين والأنسولين يتسببان في انقسام وتكاثر الخلايا بوتيرة أعلى وعلى نحو لا يمكن للجسم السيطرة عليه مما يؤدي إلى تحويل الخلايا إلى أورام سرطانية.”
خلاصة القول إن اتباع نمط حياة غير صحي لفترة طويلة يعرض صحتنا وحتى حياتنا للخطر.
ا