أفضل الطلاب الرومانيين الخمسين في الخارج
يَختار عددٌ مُتَزَايِدُ مِنَ الرومانيين مُغادرةَ البلاد للدراسة في الخارج، مُنْجَذِبِينَ إلى فرص العمل المُختلفة وكذلك إلى الرواتب المُرْضِيَة. ليس لدى وزارةِ التعليم رقمٌ رسميٌ لِعَدَدِ الطُلاب الرومانيين الَذِينَ يذهبون إلى الخارج لِغَرض الدراسة، ولكن الإحصاءاتِ غيرَ الرسميةِ للمؤسساتِ التي تُنَظِمُ مَعارِضَ للجامعات تُشِير إلى وُجود ما يَزيد على خمسينَ ألفَ شابٍ غادر البلادَ للدراسة عَبْرَ الحدود. وأهمُ مَقاصدِ الشباب الرومانيين هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والدنمارك وهولندا. العَرْضُ التربوي لهذه الجامعاتِ، والموازنةُ بين الدراسة النَظَرِيَةِ والتطبيق العَمَلِي، وتَطويرُ مَهارات التواصل – تُعَد مِنَ الأسباب التي تدفع الرومانيين لاختيارِ هذا الطريق.
România Internațional, 21.02.2014, 10:16
يَختار عددٌ مُتَزَايِدُ مِنَ الرومانيين مُغادرةَ البلاد للدراسة في الخارج، مُنْجَذِبِينَ إلى فرص العمل المُختلفة وكذلك إلى الرواتب المُرْضِيَة. ليس لدى وزارةِ التعليم رقمٌ رسميٌ لِعَدَدِ الطُلاب الرومانيين الَذِينَ يذهبون إلى الخارج لِغَرض الدراسة، ولكن الإحصاءاتِ غيرَ الرسميةِ للمؤسساتِ التي تُنَظِمُ مَعارِضَ للجامعات تُشِير إلى وُجود ما يَزيد على خمسينَ ألفَ شابٍ غادر البلادَ للدراسة عَبْرَ الحدود. وأهمُ مَقاصدِ الشباب الرومانيين هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والدنمارك وهولندا. العَرْضُ التربوي لهذه الجامعاتِ، والموازنةُ بين الدراسة النَظَرِيَةِ والتطبيق العَمَلِي، وتَطويرُ مَهارات التواصل – تُعَد مِنَ الأسباب التي تدفع الرومانيين لاختيارِ هذا الطريق.
تَأسست، قبلَ خمسةِ أعوامٍ، رابطةُ الطُلاب الرومانيين في الخارج. تَنْشِطُ هذه الرابطةُ مُمَثِلَةً عالَميةً لجميع الرومايين الذين يَدْرُسون في الخارج، وتوفر المعلوماتِ للراغبين في الدراسة عبر الحدود. وفي نفس الوقت، تُساعد هؤلاء الذين يُرِيدون العودةَ إلى البلاد، وَفقا لما أخبرتنا به نائبةُ الرئيسِ للعلاقات الخارجية في الرابطةِ المذكورة آنفا، وانا فرانتس:
“حَقَقْنَا دِراستَيْن لِحَدِ الآن، واحدةٌ في عامِ 2010 والأُخرى في عامِ 2011 وسَنَضَعُ دِراسةً ثالثةً في هذا العام. نقوم بهذه الدراساتِ خُصوصا للتَحَقُقِ مِنْ رغبةِ الطُلاب والمُتَخَرِجين الرومانيين المتواجدين عبر الحدود في العَودةِ إلى البلاد ولِكَشْفِ السَبَبِ وراءَ ذلك. واستنتجتْ دراسةُ عامِ 2011 أن ثلاثين في المائة مِنْهُمْ راغبون في العودة إلى البلاد، وثلاثون في المائة لا يُريدون ذلك، أما بقيةُ الأربعين في المائة، فلم يُقَرِرُوا بَعْد. يُريدون العودةَ إلى البلاد مِنْ أجل عوائلِهِمْ وأصدقاءِهِمْ ولكنَ معظمَهُمْ يَبحثون عَنْ فُرصةٍ للحصول على وظيفةٍ تَسمح لهم بالتنمية المِهنية والشخصية، وتُتِيحُ لَهُمْ فُرَصا حَقيقيةً للتقدم مِهنيًا. يُريدون أنْ يكونوا راضين بالعمل الذي يَقُومُونَ به وأنْ يُطبِقوا دِراساتِِهم”.
الكثيرُ مِنَ الطلاب الرومانيين يَبحثون عَنْ مَكانِ عملٍ في البلد الذي يَدرُسون فيه، والبعضُ يُفَضِلُ العودةَ إلى البيت. ولكنَ الأمرَ الذي يرغب فيه الأكثرَ ، أكثرَ مِنَ الأموال، هو الحريةُ في تطبيق ما تَعَلَمُوهُ وفرصةُ التقدم في مِهْنَتِهِمْ. وفي هذا الصدد، أطلقتْ رابطةُ الطلاب الرومانيين في الخارج، في العام الماضي، استراتيجيةً جديدةً بعنوان “الجاليةُ الذَكية”، مِنْ شأنِها تسهيلُ عودةِ الخِرِيجِينَ الرومانيين المتواجدين في الخارج إلى البلاد. لنستمعْ من جديد إلى وانا فرانتس:
” “الجالية الذكية” استراتيجيةٌ مُتعددةُ الأبعاد لِجَذْبِ الشَباب الرومانيين المتواجدين في الخارج. تقترح سياساتٍ عامةً وهدفُها الاستفادةُ مِنَ الإمكانات الاستراتيجية للشباب الرومانيين الذين يَدْرُسون في جامعاتٍ مَرموقةٍ عبر الحدود للمُساهمة في التنمية الاقتصادية لرومانيا. لَدَيْنَا الآنَ نتائجُ مِنْ خلال هذا المشروع تَتَمَثَلُ في مَشروعَيْن. لدينا مشروعُ: “عُدْ إلى الوطن”، نُسَهِلُ مِنْ خلاله الاتصالَ بين الطلاب والمُتَخَرِجِينَ الرومانيين المتواجدين في الخارج والشركات في رومانيا. المشروعُ الثاني يُدْعَى “الدورةُ التدريبيةُ الذَكِيَة”، هذا مَشروعٌ للتدريب في وزاراتٍ مُوجَهٌ إلى أفضلِ الطُلاب الرومانيين في كل أنحاء العالم. مثلا، في الصيفِ الماضي، قُمْنَا بسبعةَ عشرَ دورةً تدريبية في المؤسسات العامة برومانيا. كان مَشروعا تجريبيا والكلُ سار بِشَكْلٍ جَيِدٍ جدا، فسوف نُوَاصِلُه في هذا العام كذلك”.
تَسابَقَ مِئَتَانِ من الطلاب الرومانيين تقريبا القادمِينَ مِنْ كُلِ أنحاء العالم، في بداية هذا العام، للحصول على لَقَبِ “أفضل طالب روماني للعام في الخارج” في المسابقة التي تُنَظِمُهَا رابطةُ الطلاب الرومانيين في الخارج والتي دَخلتْ دَوْرَتَها الخامسة. تم اختيارُ خَمسين مِنَ المُرَشَحِينَ النِهائيين في الفئاتِ الثَماني للمسابقة الطُلابية للسنة الجامعية 2012 و 2013.
لدى سونيا كومان، البالغةِ الخامسةَ والعشرين مِنَ العمر، عِدةُ شَهاداتٍ في الفن في جامعاتٍ عَظيمةٍ في العالَم، وكذلك مئاتُ الرسوم والقصائدِ والمعارضِ الشخصية، كما لديها حُبٌ كبير لليَابان. اُختِيرَتْ أفضلَ طالبٍ رومانيٍ في الخارج لعامِ 2013:
” قُمْتُ بِدراسات في التعليم الأمريكي، حيث الْتَحَقْتُ بالدراساتِ الجامعية في جامعة هارفارد، ودراساتِ الدُكتوراه في جامعة كولومبيا، وكذلك في التعليم الروماني، حيث اكْتَسَبْتُ قاعدةً مَتينةً مِنَ المَعارِف التي بِدُونِهَا لَم أَسْتَطِعْ التَقَدُم. يُشْرِفُنِي أَنْ أكونَ هنا بِحُضورِ هذا العدد الكبير مِنَ الشباب الرومانيين المَوهوبين الذين مُنِحُوا جوائزَ أَوْ عُيِنُوا لاستلامِها. أريدُ أَنْ أُشِيرَ إلى الدَوْرِ الي لَعِبَتْه رابطةُ الطُلاب الرومانيين في الخارج في إنشاءِ وتطويرِ هذا البرنامج للتواصل “.
لوكا فيكتور إلياشو يَدْرُسُ الفيزياءَ في جامعة بْرِينْسْتُونْ، يُركِزُ على عِلْمِ الكَوْنِ ويَعْمَلُ في مَجالِ البُحوث النَظَرِيَة. عُيِنَ طالبَ العامِ في أمريكا الشمالية، في مُستوى ما بَعْدَ الجامعي:
” أَعْتَقِدُ أنَ رابطةَ الطُلابِ الرومانيين في الخارج إحدى المُنظماتِ القليلةِ التي تجاوزت سُؤال: “بماذا تُساعِدُنَا رومانيا؟” ونجحت، رُبما للمرة الأولى، في الإجابةِ على سؤال: “بماذا نساعد نحن رومانيا”. تَسَاءَلْتُ أنا أيضا ما هُوَ دَوْرِي، فالتزمتُ بتحقيق هَدَفٍ مُعَيَن. سأساعد في تأسيسِ أولِ مَعْهَدٍ للدراسات العُليا في رومانيا، مُشابِهٍ لذلك الشهير في جامعة بْرِينْسْتُونْ نْيُو جِيرْزِي، يُمْكِنُ أَنْ تَتَعَاوَنَ في إطارِهِ جَمِيعُ العُلومِ النَظَرِيَة”.
كريستينا غافريلا شابةٌ أُخرى لديها قِصَةُ حياةٍ مُثيرةٌ للاهتمام:
“فَوْرَ تَخَرُجِي مِنَ الثانوية، أَرَدْتُ كثيرا جِدا الدراسَة في الخارج للاستفادةِ مِنَ البِيئَةِ الدُولية. كان يبدو لي أَنَ في الخارج تَحدياتٍ أكثرَ مما هي في رومانيا، فَاخْتَرْتُ دراسةَ التَسويق وإدارةِ الاتصالِ في جامعة أرهوس، في ثانِي أكبرِ مدينةٍ بالدنمارك، آسهوس. ولكنني عُدْتُ إلى رومانيا، بعد ثلاثةِ أعوامٍ مِنَ الدراسات الجامعية في الدنمارك وفَصْلٍ دراسي لتبادلِ الخِبْرَاتِ في سِنْغافُورَة. عُدْتُ لأنني شَعَرْتُ بالحاجة إلى تغيير، وأشعُرُ أنَ البيئةَ المنزلية مناسبةٌ لي أكثرَ مِنَ البيئة في الدنمارك ، مِنَ الناحية المهنية. أَعتقد أنَ هذا كانَ أفضلَ قرارٍ اِتَخَذْتُهُ لأن الحياةَ في بوخارست تُعْجِبُنِي كثيرا جِدا. أَعْمَلُ في مُنَظَمَةٍ دُولية وأَتَعَرَفُ على عددٍ مُتَزَايِدٍ مِنَ الرومانيين، في البيئة التي أعمل فيها وكذلك في المُنظمات التي أنشِط فيها والتي قَررتِ العودةَ إلى البلاد بعدما أَجْرَتْ نشاطَها في بُلدانٍ أُخرى”.
تَبْقَى أعلى الرُسُومِ التي يَتَوَجَبُ على الطُلابِ دفعُها في جامعاتِ بريطانيا وهولندا، ولكنْ بِوَسْعِ الطُلابِ الاقتراضُ مِنْ حُكومتَيْ هَذَيْنِ البلدَيْنِ وتسديدُ الأموال بعد العُثور على وظيفة. نجد في المُقابِل الدنماركَ والسويدَ حيث يَكُونُ التعليمُ مَجانِيًا.