“موينشتي” Moinești
تقَعُ مدينةُ "موينشتي" Moinești على بعد 45 كم من مدينة "باكاو" Bacău التي تمثّل عاصمة محافظة "باكاو".
laurenta.pirlog و Radio România Internațional, 01.12.2024, 17:48
تقَعُ مدينةُ “موينشتي” Moinești على بعد 45 كم من مدينة “باكاو” Bacău التي تمثّل عاصمة محافظة “باكاو”. وتتميّزُ هذه المدينةُ بالحدائقِ والمحمياتِ الطبيعيّة الموجودة حولها وبالموارِد مثل: نفط وفَحم وخشب ومياه معدنيّة وساعدت كلُّ هذه المواردِ على تطوُّرِ المدينة التي يقطن فيها 20 ألفَ ساكِنٍ.
وأعطانا بويو نسطوريانو Puiu Nistoreanu المزيد من المعلومات عن مصير هذه المدينة
وهو أستاذٌ في كلّيّةِ الأعمال والسياحة التابِعة لجامعة الدراسات الاقتصاديّة في بوخارست:
“لا شَكَّ في أن تطوير المدينة مرتبط بالنفط ، وفي عصر الزعيم اشتفان الأكبر Ștefan cel Mare كان يُسْتَخْدَم كَوَقود للتدفئة. وجاء هذا في الوثائق التاريخيّة من عام 1467. وفي عام 1716 كتب الكاتب المولدافي ديمتري كنطمير Dimitrie Cantemir في مؤَلَّفِهِ Descriptio Moldaviae (وَصْف بلاد موالداوية) عن آثارِ النفطِ الموجودةِ في مياه نهر Tazlăul Sărat. وبَدءًا من القرن الثامِنَ عشر تَشَكّلَ هنا مُجْتَمَعٌ حضاريٌّ بسبب استغلالِ موارِدِ النفط واكتشافِ المياه المعدنيّة المُستخدمةِ في العلاج الطبيعيّ، وهكذا أصبحت Moinești منتجعًا للاستشفاء. وبالإضافة إلى ذلك، تُمَثِّلُ مدينة Moinești مسقط رأس ” تريستان تزارا ” Tristan Tzara وهو شاعرٌ رومانيٌّ طليعيٌّ، وأحدُ مؤَسِّسي حركةِ “دادا” الأدبيّة، والتي ينبثق منها المذهبُ السريالي في الفن. ولِذلك أطلق الفنانون والأدباء على مدينة Moinești اسم بلد “دادا” أو “Moinești مدينة دادا”. ويوجد عند الدخول في المدينة تمثال “دادا” المصنوع من قبل الفنّان إغنو غلاس Ingo Glass.”
وتابع الأستاذ نسطوريانو Puiu Nistoreanu تقديمه للمدينة بوصف الحدائق التي تستحقُّ الزيارة: “من ناحية الفنّ المعماريّ تمَثِّلُ Moinești مدينةً على طرازِ حركة “دادا” لأنّها تربِط بين الأسلوبين القديم والحديث وتحوي مناظرَ خلّابة. هذه الوجهة السياحيّة تستحقُّ الزيارة في كل موسمٍ، ومناسِبة لمن يحبُّ ركوب الدرجات بسبب مسارات ركوب الدراجات على مسافة 6 كم. والمدينة مُجَهَّزة بلوحاتِ رمْوزِ الاستجابة السريعة، وتتميّز بأربع حدائق: حديقة الحمامات، وحديقة أخرى في مركز المدينة، والثالثة على تلٍّ فوق المدينة حيث توجد محميّةٌ، والحديقة الرابعة هي غابةِ أشجارِ الصنوبر الكندية، وهناك أيضا ملاعِب للأطفال.”
حكى لنا الأستاذ نسطوريانو Puiu Nistoreanu أكثر عن الأساطير والمعالم الثقافيّة الموجودة في هذه المدينة:
“أنا من سكّان المدينة، وأذكر أسطورةً تقول إنّ البحيرة الموجودة هنا ليست لها نهاية، وعبر طفولتي كنتُ أزورُها في صحبة شخص من العائلة لأنَّ الأمهات والجدّات لا يترُكْنَ الأطفال وحدَهُم حول البحيرة خوفًا من اختِفائِهِم. وبالرغم من وجودِ كلِّ الآلات والأجهزةِ الحديثةِ، يرفُض الناسُ قياسَ عمقِ البحيرة ولا يزالون يؤمِنون بأسطورة تقول إن البحيرة قاع، وأنّ عمقَها لا نِهائِيّ. وهناك مَعْلَمٌ ثقافيٌّ مُهمٌّ قريب من المدينة في بلدة تسكاني Tescani حَيثُ عاش هناك لفترة من الزمن الموسيقار الوطنيّ الكبير جورج إنِسكو George Enescu والذي أبدع هنا مجموعة من الأعمال العظيمة.ويُعتبَرُ القصر الذي سكن فيه الموسيقار ثاني أفضلِ رمزٍ يذكِّرنا بمن كان الموسيقار إنسكو George Enescu بعد فيلا “سينايا”.
تتميّز المدينة بالتقاليد والطهي المحلّيّ وحسن ضيافة السكان، وكلّ هذه الأسباب تجعل من مدينة “موينشتي” وجهة سياحيّة تستحق الزيارة.