متحف محطة توليد الطاقة الكهربائية “البوابات الحديديّة رقم واحد”
laurenta.pirlog, 11.08.2024, 13:00
تمَثِّلُ منطقةُ غلاياتِ نهرِ الدانوب (جنوب غربي رومانيا) الجُزءَ الأكثرَ جاذِبِيَّة على مجرى نهر الدانوب، من مَنْبَعِهَ في ألمانيا وحَتّى يصُبُّ ماءه في البحر الأسود. وفي ستينيّات القرن الماضي عَرَفَ هذا القطاعُ تغييرًا جِذريًّا أثناء بناءِ سدِّ محطّة توليدِ الطاقةِ الكهربائية “البوابات الحديديّة رقم واحد”. وبعد تشييد السدِّ، ارتفع ماءُ النهرِ الدانوب بمَنسوب عشرة أمتار، ومن قَبل كانت المِلاحةُ هنا صعبةً وكان ماءُ النهر يجري عبر الصخور التي ارتفعت، ويعطي الانطباعَ بأنه ماءٌ يغلي، ولذلك سُمّيَ باسم غلايات نهر الدانوب.
ويُقَدِّمُ متحف محطة توليد الطاقة الكهربائية “البوابات الحديديّة” كلَّ التغييرات التي مرَّ بها هذا القطاع من النهر. ويُدير هذا المتحفَ ومتاحِفَ صغيرةً أخرى من محافظة “ميهيدينتس” متحفُ منطقةِ “البوابات الحديديّة”، ويوجد مقرُّه في مدينةِ “دروبيتا تورنو سيفيرين”. وبالأضافة إلى ذلك، يضُمُّ المتحفُ معارِضَ علمِ الآثار والأثنولوجية والفنّ الشعبيِّ. وتوفّرُ لنا أمينةُ المتحفِ، “ميخائيلة بويقوش”، المزيدَ من المعلومات عن التغييرات التي عرفتها المنطقةُ بسببِ تشييد السدّ:
“في 16 من شهر مايو عام 1972 تمَّ تدشينُ هذه المحطة لتوليد الطاقة الكهربائيّة بعدما دام مشروعُ بنائه 8 سنوات من 7 سبتمبر عام 1964 حَتّى 16 مايو عامَ 1972. وتمَّتِ احْتفالاتُ الافتتاح في حضور الرَئيسَيْنِ، الروماني “نيكولاي تشاوشيسكو” واليوغوسلافي و”يوسف بروز تيتو”. ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه المحطةَ لتوليد الطاقة الكهربائية تنقسم إلى نصفين، أحدُهما في رومانيا والأخر في صِربيا. وبعد بناء السدِّ، تمّ ارتفاعُ مياهِ النهر بحولَي 35 ، 40 م، وبالتالي تشكّلَت بحيراتٌ اصطناعيّة، ومن الممكن ملاحظةُ اختلافِ المستويَيْن. وبسبب ارتفاعِ الماءِ غَرِقت عشَرُ بلداتٍ من الضفّة اليمنى الرومانية وسبعُ منَ الضفة الصِربيّة. وتمّ نَقْل كلِّ هذه البلدات العشر ما عدا جزيرةَ آطَه قَلْعَة، ومعناها “قلعة الجزيرة” والتي كان يسكن فيها أتراك. وفي متحفِنا يمكنكم أن ترَوا نموذَجًا تصغيريًّا للجزيرة ولمدينة “أورشوفا” القديمة، التي تمَّ إعادةُ بنائهِا من الصفر”.
وغَرِقت جزيرة ” آطَه قَلْعَة” في عام 1968 بعد أربع سنين من بداية الأعمال على السدّ، وكان طولها 1750 م وعرضُها بين 400 و500 م. كانتِ القلعةُ والجزيرة نقطةَ صراعٍ بين الإمبراطورَتَيْنِ النمساويّة والعثمانيّة بسبب موقعها الاستراتيجيّ، وكان يسكن فيها نحو 700 شَخصٍ قبل أن تغرَقَ. وبعد الغرَق تمَّ نقلُ القلعة وسُكّانِها إلى الجزيرة “شيميان” بقرب السد. ويمكن للزُوّار أن يروا صورًا منذ بناء السد على جدران المَمَرِّ الذي يقود إلى غرفة التوربينات.