تزلُّج وتسلّق في غيميش بالانكا
ندعوكم اليوم إلى اكتشاف منطقة من سلسلة جبال الكربات الشرقية: ممرّ غيميش بالانكا (Ghimeș-Palanca) الجبليّ والمنطقة المُحيطة به
Ana-Maria Cononovici, 11.01.2023, 18:12
ندعوكم اليوم إلى اكتشاف منطقة من سلسلة جبال الكربات الشرقية: ممرّ غيميش بالانكا (Ghimeș-Palanca) الجبليّ والمنطقة المُحيطة به.
غيميش بالانكا (Ghimeș-Palanca) هو ممرّ جبليّ، ارتفاعه 700م فوق سطح البحر، يربط جبلي تشوك وتاركاو (Ciucului și Tarcăului) وهو نقطة المرور بين منخفَضَيْ كومانيشت وغيميش (Comănești și Ghimeș)، وعندما تصلون إلى هناك تستطيعون استكشاف ثلاثة مزارات سياحيّة مثيرة للاهتمام.
أولًا، تستطيعون زيارة بقايا قلعة راكوكزي (Cetatea Rakoczi)، ومتحف “كانتون 30” للسكة الحديديّة، الذين يقعان على الحدود القديمة بين مولدوفا وترانسيلفانيا. شُيِّدَت قلعة راكوكزي (Cetatea Rakoczi) في القرن السابِعَ عَشَرَ ولَعِبَت دور المَعْبَر الحُدوديّ بين وِلايتَيْ مولدوفا وترانسيلفانيا. وتتكوّن هذه البقايا من بعض السلالم والجدران التي تقع على تلٍّ، و تَمُرُّ عَبْرَ السكة الحديديّة.
“كانتون 30” (Canton 30) يقع بجانِبِ السكة الحديدية وله دور في الإشراف على، والدفاع عن، الحدود بين الأمبراطورية النمساوية المجرية والمملكة الرومانيّة. كان الكانتون مسكنا لـِلحارس، أو ما يُسَمَّى بالكانتونيير (cantonier)، وعائلته. تمّ تَرميم الكانتون، و هو الآن يحتوي على كنز عظيم من معدّات السكة الحديديّة، مثل: أجهزة خاصة بتشغيل أو صيانة السكة الحديديّة، وأزياء، ووثائق، وصور قديمة، وشارات وأوسمة ونقود تعود إلى عام ألفٍ وثمانمئةٍ وخمسةٍ وثمانين وحتى الآنَ. للأسف برنامج زيارة الكانتون محدود لأنّه مفتوح فقط بين شهري مايو وسبتمبر.
في قرية بالانكا من الممكن زيارة مقبرة الملازم البطل إيميل ريبريانو (Emil Rebreanu) الذي تمّ إعدامه هناك في الرابعَ عشر من مايو عامَ ألفٍ وتسعمئةٍ وسَبْعةَ عشر بأمر من سلطات الأمبراطورية النمساوية المجرية.
ليفيو ريبريانو (Liviu Rebreanu) روائي رومانيّ، وهو أخو إيميل ريبريانو (Emil Rebreanu)، يتكلم في روايته “غابة المشنوقين” عن موت أخيه في الحرب العالمية الأولى، ويُبْرِزُ هذا الحدثُ مأساةَ إجبار الرومان من ولاية ترانسيلفانيا على دخول الحرب ضد إخوتهم من الرومان في المملكة الرومانية. ومن الجدير بالذكر أن فيلم “غابة المشنوقين” فاز في عام 1966 في مهرجان كان للأفلام بجائزة أفضل فيلم ملحميّ Première Oeuvre”.
في نفس المنطقة يوجد منتجع للتزلج، تكلم عنه فلورين بورغوي، وهو دليل سياحيّ في الجبال، وقد اختار قضاء ليلة رأس السنة في هذا المنتجع: “سكيغيميش (Skigyimes) منتجع جديد يحتوي على مُنْحَدَرين: واحد للمستوى المتوسط في التزلج وواحد للمستوى المبتدئ. المنحدَر للمتوسطين مفتوح الآن وطوله سبعُمئةِ مترٍ، وهو يوفّر خدمات التلفريك للسياح. الثلج على المنحدَر كان صناعيّا لكنّ مُعظم الناس يأتون هناك من أجل الزلاجة الجماعية التي من ممكن أن تُستخدمَ على التلّ. والزلاجة الجماعية تجذب السياح أكثر، وقد استخدمتها في السابق، لكنني أردت أن أتزلج هذه المرة وقضيت رأس السنة على الزجالات.”
ويقع مُنحَدَرا التزلج على ارتفاع 1060 مترا فوق سطح البحر، وبِانْحِدارِ 160 مترا حتى السفح. وعندما سألنا فلورين بورغوي إذا ما كانت العربات الزلاجة مُتاحةً للجميع أو أنها تحتاج لتدريبٍ خاص، فأجاب: “لا توجد حاجةٌ لتدريب خاص، وعلى أي حال يوجد بعض العاملين المتختصين بإعطاء تعليمات الاستخدام. هناك زلاجات على قضبان تسعُ شخصينِ ومن الممكن أن يركبها شخص واحد بدون مشاكل، وفيها مقبضان يدويان يمكن استخدامهما في التحكم في السرعة، أي أنهما يعملات كمكابح يدوية للزلاجة. يبدأ الصعود من القاعدة في الأسفل وحتى القمة، ومن هناك يبدأ النزول تزلُّجًا عبر عدة منعطفات، ومن ثَمَّ يُثير هذا شعورا قويًّا بالإثارة والتشويق. هذا يشبه ركوب قطار الملاهي، لكن هنا الاتجاهُ فقط ناحية الهبوط، والزلاجة تنزلق على الأرض ولا تَتَشَقْلَبُ في الهَواء، وإنما تنعطف تنزلق نزولا عبر المنعطفات من قمة التلّ إلى سفحِهِ.”
وفي أسفل المنحدرات يوجد ما يشبه الكوخ أو البيت الريفيّ، والذي يتمتع بمنظرٍ بانوراميٍّ ساحِر، يمكن للزائر الاستمتاع به مع كوب من الشاي أو النبيذ الساخن أو الكاكاو.