السياحة التقليدية و البديلة في ترانسيلفانيا
ترانسيلفانيا معروفة من خلال مناظرها الطبيعية الخلابة، وقلاعها المحصنة، وتقاليدها الأصيلة
Daniel Onea, 26.07.2017, 15:05
ما رأيكم في التعرف عليها اليوم بشكل آخر؟ من خلال برامج صُممت خصيصا لمحبي فن الطهي. مثلا، بإمكانكم المشاركةُ في ورشة عمل لصنع وتذوق ما لذ وطاب من مأكولات تقليدية ريفية. كريستيان تشيزمارومدير مشروع في إطار جمعية ماي ترانسيلفانيا ، يشرح لنا الطريقة التي يتم فيها إعداد برامجِ زيارةِ القرى البعيدة القابعة على تلال ترانسلفانيا. يقول:
يبدأ التنزه في المنطقة مع مطلع شهر أبريل نيسان ويستمر حتى نهاية شهر أكتوبر تشرين الأول، في الفترة التي توجد فيها منتجات محلية عديدة، ثم ننتقل في عطل نهاية الأسبوع من قرية إلى أخرى. وعند وصولنا نبحث في كل منها عن مُضيفين للأحداث التي نرغب في تنظيمها. سيكون المضيفون متجاورين، أي أننا سنصل شارعين صغيرين مثلا ببعضهما لنشكل ما نسميه جوارا أوحيا. ففي حالة بناءِ بيتٍ أوتنظيم عرس، أوحفلة تعميدْ، ستقوم هذه المناطق التي سميناها أحياءً، بإعداد الطعام سوية، في كل عطلة أسبوع، وفقا لوصفات قديمة اكتُشفت مؤخرا، أووصفات حافظ عليها السكان المحليون حتى الآن، سنقوم بالطهي مستخدمين مواد أولية محلية بالكامل. ندعوالجميع إلى مائدة مفتوحة كبيرة كل يوم سبت لتذوق هذه المأكولات التقليدية المحلية.
يقول كريستيان تشيزمارو أيضا:
من السهل الحصول على هذه الوصفات من كتب الطهي القديمة التي تعود إلى القرن التاسع عشر، وهي تعود إلى فترة ما قبل بداية فترة التصنيع الكبرى، ومن الممكن أن تكون من فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى. فريق المتطوعين العامل في إطار جمعية ماي ترانسيلفانيا، بدأ بجمع الوصفات أثناء النشاطات والأحداث المتعلقة بهذا، أوعن طريق كتابتها مباشرة من خلال الحديث مع الطباخات من نساء القرى التي يزورها. يتم لاحقا تنسيقها في مجموعات متعددة. أهم الفروع التي تعمل في هذا المجال هوفرع ترانسلفانيا، هناك نقوم بالطهي مع السكان المحليين أوفي الأحياء التي تم تشكيلها، أوفي إطار عائلة من العائلات، أومع مجموعة من المنتجين. نحن نعرض من جهة، منتجات فن الطهي المحلي، ومن جهة أخرى الثقافة المرتبطة بالمكان وهي غنية جدا. نتجول مع الضيوف من ورشة إلى أخرى ومن كنيسة إلى أخرى في كل قرية نزورها. ثم نزور معهم أهم الأماكن في هذه القرى. في محيط مدينة سيبيو، في منطقة جبال تشيندريل، يسمى الحدث: نزهة في تشيندريل، نصل إلى المكان سيرا على الأقدام بحثا عن أجمل المناظر الطبيعية هناك، لنتوقف عندها ونتناول الطعام الذي أحضرناه في حقائبنا. ننظم حدثا آخر، نجمع فيه الطهي مع الموسيقى المحلية، تحت اسم نكهات وأصوات من ترانسلفانيا، نختار فيه أهم المنتجات التي تمثل المكان: الكرز من تشيزناديواره، التوت من ساراتا، وغيرها، كل منتج من منطقته. ثم نجمع كلا منها مع موسيقى محلية من المنطقة نفسها: كونشرتوللأورغ مثلا، أوأن يعزف أحد الرعاة على الناي، ليعبر كل منها عن المنطقة التي يمثلها. بالرغم من أن تسميات البرامج باللغة الانكليزية فإنها ليست مخصصةً للسياح الأجانب فقط، وإنما لجميع المتواجدين في ترانسلفانيا في ذلك الوقت.
كريستيان تشيزمارو يقول من جديد:
تصوروا أن أعداد كبيرة من العاملين في المدن الكبرى ستحضر لزيارة هذه القرى، من بوخارست، كلوج، سيبيو، براشوف. سيتكلمون بالتأكيد لغاتٍ عديدةً، فهم ربما نمساويون، هولنديون، ألمان، هنغاريون، أوغير ذلك، لذلك فاللغة المشتركة بينهم على الأغلب هي الانكليزية. أعداد الزوار الأجانب في ازدياد. وأنا سعيد أكثر، لأن الزوار الرئيسيين هم من العائلات الشابة من جميع أنحاء رومانيا، يحضرون مع أطفالهم ليعرفوهم منذ صغرهم بهذه الأماكن الرائعة. رَدة الفعل الأولى التي نتلقاها من السياح الأجانب والتي نراها على مُحيّاهم، هي السعادة الكبيرة لحضورهم إلى هذه القرى الصغيرة، التي لم يكن بإمكانهم زيارتها قبل إطلاق البرامج التي تحدثنا عنها. نحن نبحث عن قرىً صغيرة جدا، يصعب الوصول إليها. ردة الفعل الثانية، تُعَبِّر عن شكرهم وتقديرهم. في عطلة نهاية الأسبوع مثلا، زرنا قرية في أنغيتا، قرب أبوش، لدينا هناك ثلاث ورشات مختلفة. زرنا في القرية، ورشة لصناعة القرميد يدويا من أجل سقف أسطح المنازل، وورشة لصناعة الصوف يدويا، أيضا. ندعم مبادرة أخرى، هي عبارة عن مركز صغير لتعليم الفروسية. لن تجد فرصة لرؤية قرويين مهتمين بمثل هذه الأحداث التي تقام في قراهم، أكثر من سكان القرى الصغيرة التي زرناها معا ونعمل على دعم مبادراتهم.
يبدأ موسم زيارة القلاع المحصنة مع مطلع شهر أبريل نيسان، ويستمر حتى نهاية أكتوبر تشرين الأول من كل عام. في هذه الفترة، من المقرر أن يقام أكثر ُ من مائتي حدث، أما الزوار، فباستطاعتهم الدخول إلى أكثر َ من خمس وستين كنيسة محصنة تعود إلى القرون الوسطى. إحدى وأربعون كنيسة منها, شملتها البطاقة السياحية من أجل الإجازات ترانسيلفانيا كارد وهي أداة سياحية جديدة والأولى من نوعها في رومانيا، يخبرنا عنها الأب شتيفان كوشوروابة:
ترانسيلفانيا كارد محاولة للترويج للكنائس المحصنة، ليس فقط بين الأشخاص وإنها في المجموعات الصغيرة والكبيرة، هذه البطاقة تُؤَمِّن الدخول الحر إلى أهم الكنائس المحصنة، إلى جانب الدخول المجاني تقدم هذه البطاقة تخفيضات من أجل الخدمات السياحية التي يقدمها شركاؤنا في منطقة المعالم التاريخية. نحن لا نريد الترويج للكنائس المحصنة فقط وإنما للمنطقة كلها، مع السكان الذين يعيشون هناك. لدينا أكثرُ من خمسة وستين عرضا لتخفيضات في المطاعم والفنادق والأحداث الهامة. أما المهتمون في الحصول على معلومات وبيانات عن الكنائس المحصنة، وعن الخدمات الموجودة في المنطقة، فيقدمها لهم المشروع اكتشف باللغات الألمانية والانكليزية والرومانية. كما أن بإمكانهم شراء هذه البطاقة من ثماني مدن في جنوب ترانسيلفانيا، وسعرها خمسون لي ( حوالي أحد عشر يورو) ، تُسْتَخدم هذه الأموال من أجل ترميم هذه المعالم.