Steadfast Defender 24
أكبر التدريبات العسكرية منذ نهاية الحرب الباردة
Diana Baetelu, 06.02.2024, 12:42
تدريبات Steadfast Defender 24 أي “المدافع الصامد” التي تتكون من تمارين عسركية فردية تشارك فيها خمسون سفينة حربية وثمانون طائرة وأكثر من ألف ومائة مركبة قتالية تعد أكبر التدريبات العسكرية منذ نهاية الحرب الباردة.وقال حلف الأطلسي في بيان نشر بمناسبة إطلاق التدريبات في شهر يناير كانون الثاني الماضي ” إن التدريبات ستظهر قدرة الحلف على تنفيذ عمليات معقدة تمتد لعدة أشهر أيا كانت الظروف وعلى مسافة آلاف الكيلومترات من شمال الأطلسي إلى أوروبا الوسطى والشرقية”. التدريبات التي ستستمر حتى نهاية شهر مايو أيار المقبل تتمثل في محاكاة سيناريوهات قتالية بهدف إظهار قدرة الحلف على تعزيز منطقة مسؤولية قواته المتحالفة في أوروبا. وقال القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا الجنرال الأمريكي كريستوفر كافولي إن تسعين ألف عسكري من جميع الدول الأعضاء بالإضافة إلى السويد سيشاركون في التدريبات. وأضاف الجنرال يقول : ” إن حلف الأطلسي سيظهر قدرته على تعزيز المنطقة الأوروبية الأطلسية عبر إعادة تموضع قواته في أمريكا الشمالية وفق سيناريو يحاكي خلافا ناشئا مع عدو مجاور”
المحلل السياسي العسكري الروماني كلاوديو ديجيراتو قال لراديو رومانيا إن التدريبات تمثل أول تطبيق على الأرض للمفهوم الجديد لخطة الدفاع الإقليمي والمفهوم الجديد لقوات الحلف اللذين تمت الموافقة عليهما العام الماضي:
” هذه التصريحات تؤكد أن الحلف سيركز في المقام الأول على الجناح الشمالي . وما يميز هذه التدريبات عن سابقاتها التي أجريت على مدى العشرين عاما الماضية هو أن الحلف حتى لو افتضرنا أنه سيضطر إلى تنفيذ عملية عسكرية في قطاعه الشرقي سيتوجب عليه في الوقت نفسه أن يعمل على تأمين القطاعات الأخرى أيضا. لذا فإن الجميع يشارك في هذه التدريبات وإن بدرجات متفاوتة لأن المبدأ الذي ينتهجه حلف الأطلسي منذ عامين يتمحور حول القدرة على الاستجابة لأي تحديات قد تظهر على طول حدوده وفي جميع مناطق التماس مع ساحات تمثل مصدر أخطار وتهديدات. فمفهوم الدفاع هذا يقول بتعبئة شاملة برا وبحرا وجوا ضمن تعامل متعدد المجالات ومن بينها الدفاع السيبراني الذي يسجري اختباره أثناء التدريبات. فقد انصب الاهتمام على مدى العام الماضي على تطوير ليس الجانب العسكري التقليدي فسحب بل أيضا على تطوير الجانب الفضائي والسيبراني وأعتقد أن الأولوية ستعطى للجانب السيبراني .
هل كان حلف شمال الأطلسي بحاجة إلى مثل هذا التدريبات وخطط العمل الجديدة في السياق الجيوستراتيجي الحالي؟ الخبير في السياسات الأمنية هاري بوكور ماركو يجيب بالإيجاب : ” القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي الجنرال كافولي قدم في قمة الحلف الأخيرة وثيقة من آلاف الصفحات تعرض لطريقة تحويل القرارات التي اتخذت في القمة إلى قوة عسكرية فاعلة وقدرات عمل عسكرية في حال استمرت مواقف روسيا العدائية تجاه أوروبا . لذا فإن هذه التدريبات الشاملة ما هي سوى امتداد طبيعي للإجراءات الهادفة إلى الانتقال من القرار إلى التخطيط وثم إلى التنفيذ بما يضمن تنفيذ القرار السياسي من قبل القوة العسكرية. ”
ورغم أن وثائق التدريبات لا تسمي روسيا بالاسم إلا أن توقيت تدريبات Steadfast Defender مهم بحسب المحللين في سياق الغزو الروسي لأوكرانيا. هاري بوكور ماركو:”لم تسم روسيا بالاسم في وثائق التدريبات لأن السيناريو يشير إلى عدو وهمي فقط. ولكن لا يخفى على أحد أنه للمرة الأولى تشارك في التدريبات قيادتان عسكريتان تم تأسيسهما بين عامي 2018و2010 خصيصا لمواجهة مواقف روسيا العدوانية المتصاعدة . بعبارة أخرى لم ينتظر أحد حلول شهر فبراير شباط عام 2022 لاتخاذ تدابير ضد موقف روسيا العدواني . فمنذ ولاية الرئيس الأمريكي السابق اتخذت تدابير جدية لإفهام روسيا أن ما فعلته في عام 2014 في شبه جزيرة القرم غير مقبول ولا يمكنها أن تستمر على على النحو . فالجدير ذكره أن الأسطول الثاني الأميركي الذي أعيد تنظيمه على خلفية مواقف روسيا العدوانية قبل نحو خمس سنوات يشارك هو الآخر في هذه التدريبات لاختبار قدرته على عبورالمحيط الأطلسي والوصول إلى أوروبا ليرسل منها القوات إلى حيث تقتضي الضرورة . إنها محاكاة حرب حقيقية أكثر منها محاكاة لأزمة ما وهنا تجدر الإشارة إلى أن القياديين الذين يشاركون في التدريبات تدربوا لسنوات حتى أصبحوا قادرين على قيادتها لاسيما وأن هذه التدريبات تحاكي نزاعا عسكريا يجري فيه التعامل بشكل متكامل مع خمس بئات قتال مختلفة لا تقتصر على البيئات البرية والبحرية والجوية التقليدية بل تشمل أيضا المجال السيبراني والفضاء وهو ما لم يسبق له مثيل في التاريخ .”