هل باتت رومانيا ضعيفة أمام تداعيات التغير المناخي؟
رومانيا مهتمة بكل ما يتعلق بتداعيات التغير المناخي
Diana Baetelu, 17.11.2023, 14:01
تزاد آثار التغير المناخي حدة سواء تمثلت في الموجات الحارة شديدة التأثير على صحة البشر أو في ظاهرة الجفاف وتداعاياتها الخطيرة على الاقتصاد فضلا عن العواصف العنيفة التي تدمر الممتلكات العامة و الخاصة وتعرض حياة البشر للخطرا. الاستجابة لهذه التحديات تتجسد في الإجراءات التي تتخذها الحكومات من أجل التكيف مع الواقع المناخي الجديد والتخفيف من حدة آثارخه ومن بينها الإجراءات الراميةإلى الحد من انبعاثات غازات الدفيئة. أما رومانيا فهي أيضا مهتمة بكل ما يتعلق بتداعيات التغير المناخي وتبحث مع شركائها عن حلول لاحتوائها لا سيما وأن إحصائيات وتقارير الجهات المختصة ليست مشجعة.
مع اقتراب نهاية العام الجاري الذي شهد مستويات قياسية جديدة لدرجات الحرارة أصدر البنك الدولي في شهر أكتوبر تشرين الأول الماضي التقريرالسنوي حول المناخ والتنمية لتظهر استنتاجاته حول رومانيا ضعف هذه الأخيرة أمام التغير المناخي والمخاطر المرتبطة به وخاصة الفيضانات والجفاف. الصحفي وخبير الزراعة تشيزار غورغي تطرق في حديث لراديو رومانيا إلى الحلول التي يمكن تطبيقها في المناطق التي تعاني من الجفاف . وبهذا الصدد اقترح الخبير إنشاء شبكات الري أو إصلاح الشبكات القائمة فقط في المانطق التي تعاني من نقص المياه :
“علينا أن نستفيد من عطاء الطبيعة وأقصد على وجه الخصوص جبال الكاربات التي تتجمع عند سفوحها في الشتاء المياه التي تتدفق على المنحدرات مشكلة أحواضا مائية يمكن استخدامها في المناطق السهلية التي تعاني من نقص المياه .وهناك أيضا مياه الصرف الصحي والمياه المستعملة التي تجمع في المدن والتي يمكن أيضا إعادة توزيعها على المناطق السهلية . وأخيرا وليس آخرا بإمكاننا تحلية المياه وهو أسلوب أعلم أنه مكلف ويحتاج إلى تكنولجيات متطورة ولكن يمكننا الاستفادة منه لتحيلة مياه البحر الأسود وإمداد منطقة دوبروجيا بالمياه “.
ازداد في السنوات الماضية الاهتمام بخلق نباتات مقاومة للجفاف. كوستيل فاناتورو مدير بنك الموارد الوراثية والنباتية بـ “بنك البذور” في مدينة بوزاو قال بهذا الشأن : ” ظاهرة التغير المناخي البعض يفهمها والبعض الآخر لا يفهمها بل يعتقد أنها غير موجودة . ولكنها ظاهرة حقيقية لا تخطئها عين لذا فعلينا أن نتخذ التدابير الكفيلة بمواجهتها . لسنا نحن أول من طالبوا بتدابير وإجرائات لمكافحة آثار التغير المناخي وإنما خبراء شؤون المناخ منذ أكثر من مائة عام ومن بينهم كونستلنتين غاروفيدي الذي تحدث قبل قرن من الزمان عن أهمية الأحزمة الزراعية الخضراء لحماية المرزوعات. لقد أقر قبل عدة سنوات قانون ينص على زراعة مثل هذه الأحزمة الخضراء لكنه لا يطبق. من جانب آخر لم نتخذ التدابير اللازمة لمواجهة تدني مخزون المياه أو لتكوين مثل هذا مخزونات مائية لاستخدامها عند الحاجة في المانطق التي تعاني جراء الجفاف والتي تكون بأمس الحاجة إلى موارد مياه بطبيعة الحال .من جانب آخر لا بد من مراجعة تقنيات زراعة النباتات وتقييم المزيد من أنواع النبتات لتحديد ما إذا كانت مناسبة للزراعة في رومانيا. أعتقد أننا ركزنا بشكل خاطئ على المحاصيل الأساسية كالقمح والذرة وعباد الشمس وحتى الكانولا غير أن هذه الأخيرة هي من النباتات التي لا نقوم بتصنيعها هنا في رومانيا. كما يجب علينا أن نقوم بتطوير قطاع البستنة وزراعة النباتات الطبية والعطرية لوفائدها الغذائية والعلاجية الكثيرة لا سيما وأن هذه النباتات تنمو عفويا في مناطق عديدة . إذا الإماكانات متوفرة ولكن الزراعة دخلت مرحلة تخبط في تسعينيات القرن الماضي ولم تجد طريقها للتوازن بسبب عجزنا عن وضع استراتيجيات على المدى البعيد وإيجاد سياسات مناسبة لطبيعة الزراعة في رومانيا وتنوعها بين المزارع كبيرة المساحة والجمعيات الزراعية والمزارع العائلية .. خلاصة القول أننا لم نضع دليلا للمراسات الحسنة لمساعدة وحدات الإنتاج الزراعي على العمل بشكل جيد.”
أكثر من تسعين خبيرا في شؤنن التغير المناخي من رومانيا ودول أخرى شاركوا في قمة حول المناخ انعقدت في بوخارست يومي التاسيع عشر والعشرين من أكتوبر تشرين الأول الماضي وطرحوا اقتراحاتهم من أجل مستقبل مستدام أمام ألف سبعمائة مشارك. كما شاهد قمة بوخارست أكثر من ثمانمائة ألف شخص ألف في أنحاء العالم عبر البث المباشر على موقع تويتر الخاص بمنصة “ليس لدينا وقت” . وزير النقل الروماني سورين غرينديانو تحدث في المؤتمر عن ضرورة أن تعمل جميع البلدان على الانتقال إلى وسائل النقل الكهربائية والوقود المتجدد.سورين غرينديانو: “رومانيا منخرطة في عمليات إزالة الكربون عن قطاع النقل عبر تدابير وحوافز لمختلف فروع هذا القطاع ومن بينها الوقود وسوق السيارات المستعملة فضلا عن تدابير تهدل إلى جعل قطاع النقل أكثر اعتمادا على النظم الخضراء الصديقة للبيئة وأخص بالذكر النقل عبر السكك الحديدية والنقل البحري.”
يقدر تقرير البنك الدولي أنه بإمكان رومانيا زيادة ناتجها القومي الوطني بما يقارب ثلاثة أضعاف في غضون السنوات الثلاثين المقبلة إذا ما طبقت التدابير الهادفة إلى تحسين قدرتها على التكيف مع التغير المناخي والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون . ويقدر التقرير حجم الاستثمارات اللازم لإزالة الكربون عن نظام الطاقة بنحو ثلاثمائة وستة وخمسين مليار دولار بحلول عام 2050 أي ما يعادل حوالي ثلاثة بالمائة من الناتج المقومي الإجمالي لرومانيا.
.