نتيجة يتلفت إليها الجميع
نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية وآثارها على التطورات العالمية أصبحت محط اهتمام وأنظار العالم
Diana Baetelu, 18.11.2024, 15:30
نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية وآثارها على التطورات العالمية أصبحت محط اهتمام وأنظار العالم . فعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد فوزه بالرئاسة إثر سباق ظل محتدم للغاية حتى اللحظة الأخيرة ولدت شتى التنبؤات بشأن ما ستكون عليه ملامح السياسة الأمريكية في مختلف المجالات ابتداء من الاقتصاد الأمريكي ووصولا إلى القضايا العالمية الحساسة كالحرب في أوكرانيا أو تغير المناخ مرورا بالاستراتيجيات المتعلقة بالهجرة والعلاقات الخارجية. من جانب آخر خلقت عودة ترامب إلى البيت الأبيض حالة من عدم اليقين على المستوى العالمي . ومهما يكن من أمر فإن فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة لا يمكن أن يمر مرور الكرام على أحد أيا كان – بحسب المحللين .
أستاذ العلاقات الدولية شتيفان تشوكينارو عالج إعادة انتخاب ترامب من وجهة نظر مختلف اللاعبين الدوليين :” انتخاب دونالد ترامب يمثل بشرى سارة للعاصمة المجرية بودابست وأيضا لموسكو لكنه كان نبأ سيئا للغاية لبكين وبروكسل ولندن. ففي اليوم التالي لليلة الانتخابات الأمريكية عقدت الحكومة البريطانية اجتماعا طارئا بحثت فيه ضرورة التخلي عن بركسيت والعودة إلى عضوية الاتجاد الأوروبي . أتوقع أن يقوم ترامب في الأشهر الستة الأولى من ولايته بتشكيل فريقه وسيبدأ بحل المشاكل التي تحدث عنها في حملته الانتخابية واعدا بحلها .
فقد وعد بحل مشكلة الهجرة غير الشرعية حتى لو كان ثمن ذلك ترحيل أكثر من أحد عشر مليون شخص. كما وعد بحل ما سماها بالكارثة الاقتصادية التي تعصف بأمريكا فكيف سيفعل هذا؟ لقد أجاب عن هذا السؤال بنفسه قائلا إنه سيخفض الضرائب والرسوم لتشجيع الإنتاج وسيشجع بعض الصناعات على العودة إلى الولايات المتحدة عبر إعفائها من الضرائب والرسوم فضلا عن تحديد مقادير الرسوم الجمركية بما يتماشى مع تطورات الحرب الاقتصادية.”
هذا يعني أن الرسوم الجمركية ستتراوح ما بين عشرة بالمائة وعشرين بالمائة للمنتجات الأوروبية وستصل إلى ستين بالمائة للمنتجات الصينية . الأستاذ شتيفان تشوكينارو مفسرا :
“إنها حرب اقتصادية بمعنى الكلمة فدعونا لا نخاف من الكلمات لأنها تعكس الواقع بدقة ولا أشك في أن ترامب سيفعل ذلك ولكن هذه السياسات ستولد مشاكل أخرى. صحيح أن هذه السياسات ستخلق فرص عمل جديدة وستساهم في تسريع النمو الاقتصادي وكلنا شاهد الإشارات الإيجابية التي أعطتها أسواق الأسهم العالمية بعد انتخاب ترامب .ولكن هذه السياسيت ستولد مشاكل اجتماعية هائلة لأن الأموال المخصصة للنظام الصحي ستكون أقل وهو نظام يعاني أصلا من انمعدام العدالة والتوازن كما أن الأموال المخصصة للتعليم والبرامج الاجتماعية وبرامج الإدماج وما إلى ذلك ستكون أيضا أقل .”
إحدى القضايا التي سيواجهها دونالد ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض هي تغير المناخ . لقد أبدى ترامب يبدي شكوكه من ظاهرة تغير المناخ والاحتباس الحراري التي وصفها بالخدعة .ففي فترته الرئاسية الأولى سحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس حول المناخ وقد يفعل ذلك مرة أخرى بمجرد توليه مهام منصبه رسميا بعد أن أعاد بايدن واشنطن طرفا في الاتفاقية . وعليه يخشى المحللون أن ترامب سيشجع إنشاء خطوط أنابيب الغاز الجديدة وأعمال التنقيب والاستخراج في ألاسكا . وما يغذي هذه المخاوف أن أسعار أسهم الشركات المنتجة لطاقة الرياح انخفضت بشكل كبير بعد الإعلان عن فوز ترامب .
أما عن آثار نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الحرب في أوكرانيا فقال البروفيسور شتيفان تشوكينارو:” من الواضح أنه سيتفاوض مع موسكو وكييف وسيحاول فرض السلام عبر إصدار إنذار سياسي واستراتيجي إلى الدولتين. فترامب تاجر ورجل أعمال يحب التفاوض. لكن ماذا سيتفاوض عليه وإلى أين ستصل المفاوضات فلا أحد يعرف ولذلك طرحت عدة سيناريوهات بهذا الصدد ولكني شخصيا لست مقتنعا بأي منها لأن هناك حدودا لهذه المفاوضات لا يعرفها أحد في هذه اللحظة ولاحتى ترامب نفسه “.
أما في الشرق الأوسط فكان بنيامين نيتنياهو من بين الشخصيات الأكثر سعادة بانتخاب ترامب بحسب البروفيسور شتيفان تشوكينارو : “إنه صديق لترامب.لذلك قد نشهد تضييق الخناق على إيران وعودة اتفاقيات أبراهام إلى واجهة النقاش وتعزيز موقف المملكة العربية السعودية. كما أنه من المحتمل أن نشهد في العام المقبل توقيع اتفاق سلام بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل وربما أيضا إنشاء سوق مشتركة صغيرة في الشرق الأوسط. ولكن هذا يتطلب تضييق الخناق على إيران وإخراج حماس وحزب الله والحوثيين من اللعبة بشكل كامل . “
أما سياسة الولايات المتحدة تجاه الجناح الشرقي لحلف الأطلسي أو ما يوصف بخط الدفاع الأول عن الحلف والعالم الحر فأن ملامحها تحدد في الكونغرس الأمريكي والبيت الأبيض خاصة البنتاغون بحسب البروفيسور تشوكينارو. فوزارة الدفاع الأمريكية هى المؤسسة التي توضع فيها القطع على لوحة الشطرنج على حد قوله وتتخذ فيها القرارات بشأن التحركات المقبلة . أما دونالد ترامب فيعتقد أن المساعدات المالية الأمريكية لأوكرانيا ضخمة للغاية وطالب الحلفاء الأوروبيين في حلف الأطلسي بتخصيص المزيد من الأموال للدفاع عن أمنهم .