ظاهرة الأخبار الزائفة
الأخبار الزائفة شهدت انتشارا واسعا عبر شبكة الانترنت على مدى السنوات الماضية خاصة على المواقع الإلكتورنية التابعة لوسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي
Corina Cristea, 12.02.2018, 19:32
قد تكون الأخبار الكاذبة ملفقة مائة بالمائة أو حقيقية جزئيا وهي في هذه الحالة تندرج في محاولات التضليل عبر معلومات قد تبدو حقيقية للوهلة الأولى. ولمحاربة ظاهرة الأخبار الزائفة شكلت المفوضية الاوروبية مجموعة عمل تضمن خبراء تكنولوجيا المعولمات والإعلام وممثلين عن الأوساط الأكاديمية إضافة إلى ممثلين عن شبكتي فيسبوك وتويتر للتواصل الاجتماعي و محرك البحث العملاق غوغل. ما هو المقصود من عبارة أخبار كاذبة. الأستاذة الجامعية الدكتورة ألينا باغرغاوانو رئيسة كلية التواصل والعلاقات العامة في المدرسة الوطنية للعلوم السياسية والإدارية في بوخارست تفسر تعريف الأخبار الزائفة:
الأخبار الكاذبة هي مزيج بين معلومات ملفقة ومعلومات فيها شيء من الحقيقة يمكننا تسميتها بأخبار حقيقية جزئيا أو أخبار كاذبة جزئيا. ولكن ما أريد الإشارة إليه أن الظاهرة التي تقوم مجموعة الخبراء بدراستها هي أوسع بكثير مما نتصوره لأنها تتسبب في تشويه النظام الإعلامي وتحدث فوضى إعلامية بكل المقايسس تتجاوز نشر الخبر الزائف إلى ممارسة الدعاية والتضليل. إنها في الحقيقة ظاهرة واسعة متعددة الجوانب و التجليات.
أطلقت المفوضة الاوروبية نقاشا عاما واسعا عبر شبكة الانترنت تدعو فيه المواطنين والصحفيين للإجابة عن أسئلة استبيان ترغب من خلاله جمع معلومات عن ظاهرة الأخبار الكاذبة. البروفيسور/ دانييل ميهاي شاندور من جامعة بوخارست:
المناقشات حول ظاهرة الأخبار الكاذبة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار عددا من المسائل ومن بين أهمها حيادية الانترنت ومقترح المفوضية الأوروبية حول حقوق الملكية الفكرية على الانترنت وحماية الروابط على الانترنت بالإضافة إلى التدابير التي تتخذها المفوضية الأوروبية بشكل عام من أجل تنظيم شبكة الانترنت مثل الأصول العامة المتعلقة بحماية البيانات الشخصية والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الخامس والعشرين من مايو أيار القادم
من المتوقع أن تطرح المفوضية الأوروبية بحلول نهاية هذا العام أو في مطلع العام القادم تشريعات جديدة لهذا المجال بحسب البروفسور دانيال ميهاي شاندرو. ويرى الفروفيسرو شاندرو أن الهدف من نشر الأخبار الزائفة يكمن في التلاعب بالرأي العام في محاولة لتغيير انطباعات المتابعين عن مسؤول سياسي معين أو للتأثير في نتيجة الانتخابات أو خلق آراء سلبية عن إجراءات معينة أو للانحياز لجهة معينة أو كسب التأييد لعمل معين والإشادة به بشكل غير موضوعي. وقال البروفيسور شاندرو أيضا إن التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في صيف عام 2015 والانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة أديا إلى رفع درجة الحذر والحيطة من ظاهرة الأخبار الكاذبة. . حيث قالت وكالات الانباء العالمية إن التحقيقات التي أجرتها مؤسسات إعلامية ذات مصداقية أثبتت تورط مواطنين روس ومنظمات ممولة من قبل الحكومة الروسية في نشر معلومات كاذبة عبر شبكات التواصل الاجتماعي بهدف التلاعب بالرأي العام. فيما اتهم المفوض الأوربي للأمن جوليان كينغ خلال جلسة استماع في البرلمان الأوربي اتهم روسيا بنشر معلومات كاذبة بشكل متعمد لزعزعة استقرار الكتلة الأوروبية وهو ما لا تنفيه موسكو ذاتها على حد تعبيره. وقال المسؤول الأوروبي أيضا إن العقيدة العسكرية الرسمية لروسيا فضلا عن تصرحيات بعض المسؤولين العسكريين الروس من ذوي الرتب الرفيعة تعتبر استخدام المعلومات الزائفة البروباغندا بهدف زعزعة الاستقرار وسائل مشروعة أو نوعا آخر من القوة العسكرية . ومضى المسؤول الأوروبي قائلا:
التضليل المتعمد يرفع مستوى التحدي سواء فيما يتعلق بحرية التعبير أو الديمقراطيات العاملة. فالتحدي الذي يواجه السلطات العامة على كافة المستويات يكمن في إيجاد السبل الكفيلة بمحاربة التضليل دون المساس بحرية التعبير. لذا فأن المفوضية الأوروبية تقوم ببحث طرق التعامل مع التحديات المتمثلة في الدعاية العدائية المتمثلة في نشر الأخبار الكاذبة والتضليل عبر شبكة الإنترنت مع الأخذ في الاعتبار للحاجة إلى ضمان التوازن بين مكافحة التضليل والالتزام بالقيم الديقمراطية وخاصة حرية التعبير.
الاستعداد الشخصي للقيام بأنشطة فكرية والمطالعة يمثل مفتاح الإجابة عما إذا كان هذا الخبر أو ذاك حقيقيا أو كاذبا بحسب خبيرة العلوم الإدارية الأستاذة الجامعية ماريا فاكاريلو التي قالت إن حسن الاطلاع على مجال ما يقف سدا منيعا أمام محاولات التضليل والتلاعب بالرأي العام. أو بعبارة أخرى فإن الأمر رهن بالمستوى التربوي والفكري لكل واحد منا.