طاقة من أجل المستقبل
نجح الاتحاد الأوروبي على مدى السنوات الماضية في التصدي للمخاطر التي كانت تهدد أمن إمدادات الطاقة وتمكن من استعادة السيطرة على سوق الطاقة وأسعارها
Diana Baetelu, 30.09.2024, 15:30
نجح الاتحاد الأوروبي على مدى السنوات الماضية في التصدي للمخاطر التي كانت تهدد أمن إمدادات الطاقة وتمكن من استعادة السيطرة على سوق الطاقة وأسعارها كما أسرع في وتيرة الانتقال إلى الحياد المناخي. إنها الاستنتاجات التي خلص إليها تقرير المفوضية الأوروبية حول حالة اتحاد الطاقة .
المفوضة الأوروبية للطاقة كادري سيمسون أوضحت أن الاتحاد الأوروبي يملك حاليا الإطار القانوني الكامل اللازم للمضي قدما نحو مستقبل خال من الكربون مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يملك أبضا كافة الأدوات اللازمة لتحقيق الحياد المناخي بالتوازي مع الحفاظ على القدرة التنافسية للقطاعات الصناعية.كما قال إنه تم الاتفاق على رفع سقف الأهداف المتعلقة بالطاقة المتجددة والكفاءة . وذكرت المسؤولة الأوروبية أيضا بأن أسواق الاتحاد الأوروبي قد تم إصلاحها وأن التكتل الأوروبي يلتزم بأعلى المعايير فيما يتعلق باقتصاد الهيدروجين والحد من انبعاثات غاز الميثان.
وأوضحت كادري سيسمون أنه بعد عامين متتاليين حققت فيهما منشآت الطاقة المتجددة أداء قياسيا شهد قطاع طاقة الرياح والطاقة الشمسية في النصف الأول من عام 2024 تحقيق مستويات قياسية جديدة متجاوزا للمرة الأولى الطاقة المنتجة بالوقود الأحفوري:” بلغ حجم الاستثمار في الطاقة الخضراء مستويات قياسية بفضل الخطط الوطنية للإنعاش. فبحلول منتصف شهر يونيو حزيران من العام الجاري خصصت مائة وأربعة وثمانون مليار يورو للإصلاحات والاستثمار في مجال الطاقة من أصل مئاتين وأربعين مليارا وهو المبلغ الإجمالي الذي تم دفعه في إطار خطط الإنعاش الوطنية . كما اعتبرنا تكامل السوق وتطوير الشبكات والبنى التحتية أمرا في غاية الأهمية لتطوير مصادر الطاقة المتجددة.”
قالت سيمسون أيضا إنه يتعين على أوروبا أن تعتمد بشكل أكبر على الطاقة النظيفة المنتجة محليا وأن تقلل وارداتها من الوقود الأحفوري وذلك ضمان القدرة التنافسية وأمن الإمدادات والاستقلال الطاقي للاتحاد الأوروبي . وأشارت المسؤولة الأوروبية إلى التقدم الكبير المحرز في المشاريع ذات الاهتمام المشترك وفي تعديل البنية التحتية للغاز مواكبة لطرق الاستيراد الجديدة التي تم اعتمادها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا :”لقد نجحنا في تحويل الأزمة إلى فرصة وذلك بفضل وحدة الصف والتضامن الأوروبي وتمكنا من إنهاء عقود طويلة من الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي.في الماضي كنا نستورد مائة وخمسين مليار متر مكعب من الغاز من روسيا سنويا أما الآن فتقل هذه الكمية عن خمسين مليار متر مكعب لينخفض اعتمادنا على روسيا من خمسة وأربعين بالمائة في عام 2021 إلى خمسة عشر بالمائة في العام الماضي.
أما في الشتاء القادم فقد بلغت نسبة امتلاء مستودعات الغاز في الاتحاد الأوروبي تعسين بالمائة بحلول نهاية شهر آب أغسطس الماضي بينما كان الموعد المقرر لذلك الأول من نوفمبر تشرين الثاني . كما خفض الأوروبيون استهلاكهم من الغاز بنسبة ثمانية عشر بالمائة بين عامي 2022 و2024 وهي أيضا أدنى مما كان مقررا.”
قامت رومانيا وهي عضو في الاتحاد الأوروبي وطرف في الجهود الرامية إلى إزالة الكربون – قامت بتخفيض استهلاكها من الغاز الطبيعي. فكان الاستهلاك يبلغ قبل سنوات قليلة سبعين مليون متر مكعب من الغاز يوميا في فصل الشتاء إلأ أنه لم يتجاوز خمسة وخمسين مليون مترا مكعبا العام الماضي . أما مخزونات الغاز فتبلغ حاليا مستوى قياسيا يقارب أربعة وتسعين بالمائة من طاقة المستودعات فيما يزيد مخزون الفحم عن خمسمائة وخمسين ألف طن. وتقول السلطات أن رومانيا لن تواجه صعوبات في الشتاء القادم بل ستتمكن من تجاوزه بالاعتماد فقط على الغاز المحلي.
ولكن بعيدا عن أهداف عملية التحول الطاقي إلا أن الكهرباء ليست متوفرة لجميع سكان رومانيا إذ تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من أحد عشر حدأخد أ ألف شخص من سكان القرى الصغيرة النائية لا يحصلون على الكهرباء إطلاقا . ولتدارك الوضع ينفذ حاليا مشروع “الطاقة من أجل الحياة” الهادف إلى تركيب الألواح الشمسية في المناطق المعزولة.
دوميترو كيساليتسا – رئيس جمعية الطاقة الذكية :”وتيرة تنفيذ المشروع المتوقعة سمسمح لنا بالقضاء على ظاهرة الفقر الطاقي المدقع في غضون عامين اثنين . وقد خصصت للمشروع مينزانية ضخمة وينفذ بالتعاون مع مؤسسات الدولة . ولدى انتهاء أعمال التنفيذ ستتخلص خمسة آلاف وأربعمائة مسكن من الفقر الطاقي الذي تعاني منه حاليا ولكن هذا العدد قليل قياسا إلى الاحتاياجات الحقيقية . فالمبالغ اللازمة للقضاء على الفقر الطاقي في رومانيا نهائيا تتراوح ما بين خمسة عشر مليونا ووسبعة وعشرين مليون يورو وهي أموال يمكن الحصول عليها إما من صناديق معينة أو من مخصصات برنامج “البيت الأخضر”. كذلك يمكن تمويل المشروع عبر تطوير شبكات توزيع الكهرباء وأيضا عبر الرعاية المالية .”
تجدر الإشارة إلى أن جمعية الطاقة الذكية نجحت في إيصال الكهرباء إلى وإحدى وخمسين عمارة وتسعة وثلاثين بيتا فرديا وعشر حظائر أغنام ومأويين جبليين.