خطة إعادة تنصيع رومانيا
للمرة الأولى منذ خمسة وثلاثين عاما أعلن في رومانيا عن خطة ضخمة لإعادة تصنيع البلاد بقيمة ثلاثة مليارات يورو.
Diana Baetelu, 07.10.2024, 15:37
للمرة الأولى منذ خمسة وثلاثين عاما أعلن في رومانيا عن خطة ضخمة لإعادة تصنيع البلاد بقيمة ثلاثة مليارات يورو. فالخطة تأتي بعد عقود متتالية من خسران لقطاعات صناعية بأكملها وتهدف إلى تطوير الصناعة الثقيلة بتوفير التكنولوجيا الحديثة لها فضلا عن تطوير الصناعة الخفيفة وقطاع التصنيع
نائب رئيس الوزراء ماريان نياكشو المكلف بتنسيق هذه الخطة الطموحة تحدث عن أهداف الخطة وحجمها :” خطة أعادة التصنيع تمثل الخطوة الأولى نحو إنعاش الصناعة الرومانية. كما تعلمون فإن الصناعة الرومانية وشأنها شأن الصناعة في أورويبا والعالم تراجعت بشكل كبير أثناء جائحة كورونا . وبعد أزمة كورونا جاءت أزمة الطاقة فالحرب في أوكرانيا وأخيرا أزمة المواد الخام الأساسية . فمنذ جائحة كورونا وحتى الآن انخفضت حصة الصناعة الرومانية إلى الناتج المحلي الإجمالي بشكل مستمر ما كانت له تداعيات سلبية على النمو الاقتصادي بدلا من أن تكون للصناعة أكبر حصة إليه كما ينبغي . فكان ذلك بماثة إشارة إنذار.
من جانب آخر كان أحد الأسباب وراء إقرار هذه الخطة عجز الميزان التجاري الذي يبرز إلى جانب تراجع الفروع الصناعية اختلال التوازن بين الواردات والصادرات الصناعية . فبحسب تقرير المعهد الوطني للإحصاء في الربع الأول من العام الجاري بلغ حجم صادرات المنتجات الكيماوية ومشتقاتها ثلاثة مليارات يورو فيما بلغ حجم الواردات منها عشرة مليارات وستمائة ملوين يورو محدثا عجزا قدره سبعة مليارات وستمائة ملوين يورو. أما صناعة الآلات والمعدات فقد بلغت صادراتها خمسة وعشرين مليارا ومئتين وستين مليون يورو في حين بلغت وارداتها سبعة وعشرين مليار يورو.
كما أن صادرات رومانيا من المنتجات المصنعة والسلع بلغت ثمانية مليارات وستمائة مليون يورو بينما بلغت الواردات منها اثني عشر مليارا وستمائة مليون يورو . فمن الواضح أن الأهداف الرئيسية التي نسعى إلى تحقيقها هي إنعاش الصناعات المحلية ووضعها على أسس سليمة تعتمد على الكفاءة والنمو الاقتصادي مما سيؤيد أيضا إلى تقليل العجز في الميزان التجاري.”
تعتمد خطة إعادة التصنيع على ثلاث ركائز هي دعم الاستثمارات الاستراتيجية في الصناعة التحويلية والمساعدات الحكومية للشركات الكبرى التي تستسثمر في مشاريع هادفة إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والحد من استهلاك الطاقة بالإضافة إلى دعم الشركات التي تنتج المواد الأولية : “إنها بالتأكيد خطة طموحة تندرج في إطار استراتيجية تقوم الحكومة بصياغتها من أجل إعادة تصنيع البلاد. الأهداف التي نتطلع إلى تحقيقها هي أهداف على المدى البعيد ستتحقق من خلال مشاريع استثمارية ضخمة . أولى آثار هذه الخطة نتوقع ظهورها اعتبارا من عام 2025 أو 2026 ولكن الخطة تمتد لعام 2031 .”
الأستاذ الجامعي وخبير الاقتصاد ميرتشا كوشيا قال في مقابلة مع راديو رومانيا إن خطة إعادة التصنيع تمثل خطوة جيدة ولكن يجب أن تكون مصحوبة ببرنامج لتطوير البحث العلمي: “التركيز على صناعة الصلب والمعادن والكيمياء أمر جيد لأنها صناعات هامة ولكن إذا ما تحدثنا عن مرحلة التحديث والثورة الصناعية كما يرد في الخطة فلا بد من التذكير بأن أوروبا تجاوزت هذه المرحلة لأن الصناعات آنفة الذكر ملوثة للبيئة وكثيفة الاستهلاك للطاقة رغم التقدم الكبير الذي حققته في الفترة الأخيرة . فهذه الصناعات موجودة الآن في بلدان أخرى وخاصة في دول البريكس ويمكن لرومانيا استيراد منتجاتها بأسعار جيدة في حال كانت بحاجة إليها شريطة أن يكون لديها المال لشرائها. فمن أين سيكون لها هذا المال ؟ من القيمة المضافة الأعلى التي قد تحققها في المرحلة الثالثة أو الرابعة من الثورة الصناعية.
فانظروا إلى المجر التي أقرت هي الأخرى خطة لإعادة التصنيع لكنها تركز على التكنولوجيا الحديثة .فأكبر مركز للبحث العلمي في مجال تكنولوجيا المعلومات وهو مركز هواوي موجود في بودابست كما تصنع المجر البطاريات الكهربائية من الجيل الجديد والسيارات الكهربائية . أعتقد أنه ينبغي علينا أن نركز أكثر على المرحلة الرابعة من الثورة الصناعية. وهذا يعني أن علينا أن نقوم بتطوير برنامج للبحث العلمي إلى جانب خطة إعادة التصنيع بالإضافة إلى تطوير معاهد البحث العلمي لربط عملية إعادة التصنيع بالبحث العلمي والتطوير لكي لا نعتمد فقط على شراء التراخيص. “
وجهة نظر الأستاذ كوشيا لا تختلف مع أهداف الحكومة من تطبيق الاستراتيجية الصناعية لرومانيا وهي تحديث الصناعة المحلية وزيادة قدرتها التنافسية بما يتماشى مع متطلبات المرحلة القادمة في ضوء الانتقال الأخضر والرقمنة.