تأثير الإجهاد على الصحة
حالة الإجهاد التي كثيرما تصيب الإنسان المعاصر ليست وليدة الحياة العصرية بل ظهرت منذ بداية وجود البشر على كوكب الأرض
Diana Baetelu, 23.12.2024, 15:30
حالة الإجهاد التي كثيرما تصيب الإنسان المعاصر ليست وليدة الحياة العصرية بل ظهرت منذ بداية وجود البشر على كوكب الأرض ونسب لها دور وقائي هام شريطة ألا تجاوز مستويات معينة مقبولة . ولكن في بعض الأحيان يتحول الإجهاد إلى حالة مزمنة. عندها تبدأ المشاكل الصحية في الظهور لأن استمرار هذه الحالة لفترة طويلة يتسبب في تعطيل وظائف الجسم . كما أن الإجهاد المزمن يضعف المناعة ويزيد من خطر الإصابة بأمراض ويمكن أن يفاقم من مرض بملأمراضأو ارتفاع ضغط الدم والسكري واضطرابات الجهاز الهضمي وأمراض القلب والأوعية الدموية.
الأستاذة الجامعية الدكتورة ديانا باون تحدثنا عن تأثير الإجهاد المزمن على الصحة :” الإجهاد المستمر لمدة طويلة يؤدي إلى ارتفاع كميات هرمون الكورتيزول الذي تفرزه الغدة الكظرية وهو هرمون تكون آثاره على الجسم إيجابية بصورة عامة ولكن إفراز هذا الهرمون لمدة طويلة وبشكل متواصل لا يخلو من الآثار الجانبية الضارة ومن بينها أنه يتسبب في أنواع كثيرة من الأمراض كارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والسمنة وخاصة تكدس الدهون في منطقة البطن وهي السمنة المرتبطة بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون في الدم أي ما يسمى بمتلازمة التمثيل الغذائي. كل هذه التغيرات تقصر العمر لذا فمن المستحسن عند ظهورها منح الجسم الذي تعرض للتوتر أو الإجهاد لمدة طولية فترة من الراحة .”
إذا كان نظام الغدد الصماء يتعرض للتوتر بشكل متكرر أو لمدة طويلة فإنه يفقد التوازن في نهاية المطاف بحسب الطبيبة ديانا باون التي تقول إن الكورتيزول المعروف أيضا بهرمون التوتر يفرز في حالات معينة وتحديدا كلما تعرض الجسم لخطرما بهدف مساعدة الجسم على التكيف والاستجتبة لذلك الخطر : ” متلازمة خلل الحماية المعورفة أيضا بالإرهاق تظهر عندما ترفض الغدة الكظرية الاستجابة للتوتر والإجهاد المزمن والضغط النفسي والقلائق وتخلد إلى النوم . فمتلازمة الإرهاق تقوض رغبة الإنسان في القيام بأي شيء وتحدث لديه الشعور بالتعب الشديد والرغبة في النوم وهي أعراض شبيهة لأعراض الاكتئاب.”
يمكن الحفاظ على المستوى المثالي للكورتيزول في الجسم باعتماد نمط حية صحي بما في ذلك اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام وتخصيص أوقات كافية للراحة والاسترخاء. كذلك نتقنيات التأمل واليوجا والتنفس العميق تساهم في خفض مستويات التوتر ومنع إنتاج الكورتيزول بشكل مفرط .كل هذه العوامل يمكن أن تساهم في تحقيق التوازن الهرموني الضروري للحفاظ على الصحة .
لكن مستويات الإفرازات الهرمونية تختلف من فترة إلى أخرى على مدار اليوم وفق إيقاع حيوي معين بحسب الأستاذة الجامعية الدكتورة ديانا باون. وهذا ينطبق أيضا على هرمون الكورتيزول
وفقا للإيقاع الحيوي الخاص بإفراز الكورتيزول أو و الساعة البيولوجية التي يعمل بها فإن أعلى مستوات الكورتيزول تفرز في الساعة الثامنة صباحا عندما يبدأ يوم العمل ويفترض أن نكون نشيطين جدا ونحتاج إلى موارد وبالتالي يفرز الكورتيزول في الجسم بكمية هي الأعلى على مدى أربع وعشرين ساعة . ثم على مدار اليوم يبدأ مستوى الكورتيزول في الانخفاض تدريجيا وفي الساعة التاسعة مساءء يهبط إلى أدنى مستوياته .
الجدير بالذكر أن الإيقاع الحيوي للكورتيزول يظهر في السنة الثانية من عمر الطفل وليس وقت الولادة ويستمر طوال الحياة ليكون مؤشرا على حسن عمل نظام الغدد الصماء. هناك أيضا إيقاع حيوي لفترات اليقظة والنوم فضلا عن الإيقاع الحيوي للتتابع اليومي للضوء والظلام والذي يعد هرمون الميلاتونين العامل الرئيس فيه ويفرز فقط في الظلام.
فإذا كنا نرغب في الحصول على النوم بسرعة وتحسين جودة النوم يمكننا تناول حبة ميلاتونين وهو هرمون طبيعي يساعد على تحسين جودة النوم شريطة أن نبقى في الظلام بعد تناوله. فإفراز الكميات الطبيعية من هذا الهرمون يؤدي إلى نوم هادئ ومريح .
الإجهاد اليومي وظروف العمل والعيش تعطل النوم وتربك الإيقاعات الحيوية الطبيعية بحسب الطبيبة ديانا باون وتسبب الأمراض. ولكن الدراسات تشير إلى أن طب نمط الحياة وهو فرع جديد نسبيا للطب قادر على الوقاية من ثمانين بالمائة من الأمراض المزمنة وغير المعدية. أما ركائز طب نمط الحياة فهي التغذية والنشاط البدني المنتظم والنوم المريح وإدارة التوتر والامتناع عن تناول المواد الخطيرة والتواصل الاجتماعي الإيجابي.