الصحة بواسطة الماء
إن الموارد الطبيعية للسياحة العلاجية متوفرة بكثرة في رومانيا إلى جانب الأطباء وباقي المختصين باستخدامها في العلاج والخدمات العلاجية التي تتوفر في مراكز السبا
Corina Cristea, 09.01.2023, 16:38
واجه قطاع السياحة تحديات كثيرة في عام 2022 أبرزها وباء كورونا والحرب على الحدود إضافة إلى أزمة الطاقة وأزمة القوة العاملة وتصاعد التضخم . رئيس الجمعية الوطنية لمكاتب السياحة دوميترو لوكا رسم صورة قامتة لقطاع السياحة في العام الماضي لكنه ذكر في المقابل أن الطلب فاق التعوقعات بكثير ربما بسبب القويد التي فرضت على تنقلات الأشخاص لسنتين متتاليتين على خلفية تفشي فيروس كورونا من جهة وتوفير الأموال التي كانت قد خصصت للسياحة أصلا إبان الوباء من جهة أخرى. وقال أيضا أنه يتوقع زيادة الاهتمام بالسياحة الإيكولوجية لفوائدها الكثيرة على الصحة من جهة فضلا عن زيادة اهتمام السياح بقضاء الإجازة وسط الطبيعة للاستمتاع بها و الاستفادة من مواردها الهائلة موضحا أن لدى رومانيا عرضا وفيرا من الأماكن السياحية التي تستثمر الموارد الطبيعية الموجودة فيها.
رئيس منظمة أرباب العمل في السياحة العلاجية نيقو رادوليسكو تحدث لراديو رومانيا عن عرض الشركات السياحية لسياحة الاستحمام والعلاج حيث قال :
“تملك رومانيا موروثا طبيعيا متميزا يصنف من بين الأفضل من نوعه في أوروبا شكل نقطة انطلاق لتنظيم سياحة علاجية عالية الجودة مع الاستفادة من خبرة الطب في استخدام المياه المعدنية في العلاج .. النتائج ممتازة وتنعكس في التطور الذي عرفته السياحة العلاجية على مدى الخمس سنوات الماضية .. ففي عام 2017 كان متوسط أعمار ستين بالمائة من مرتادي منتجعات الاستجمام والاستشفاء يزيد عن خمسين عاما لكن في الوقت الحالي تستضيف مراكز السياحة العلاجية وخاصة مراكز الصحة المعورفة بالسبا الكثير من الشباب ممن تتراوح أعمارهم ما بين خسمة وثلاثين وأربعين عاما ويمثلون نحو ستين بالمائة من إجمالي عدد مرتادي هذه المراكز .. إنها طفرة حقيقية شتهدها السياحة العلاجية مع تزايد الاهتمام بالمنتجعات التي تستثمر ينابيع المياه المعدنية المفيدة للصحة ليس للعلاج بالضرورة وإنما للوقاية من مختلف الامراض في المقام الأول “.
انتشرت مراكز الصحة المعورفة بالسبا في أنحاء رومانيا بكشل كبير على مدى السنوات الماضية لتصبح صناعة بحد ذاتها فأكثر المنتجعات السياحية طلبا هي تلك التي تتوفر فيها مراكز السبا وتقدم لزوارها خدمات علاجية متنوعة بالإضافة إلى خدمات التجميل. وقال نيقو رادوليسكو أيضا:
“مراكز الصحة المعروفة بالسبا التي نعتبرها فرعا جديدا للسياحة ظهرت للمرة الأولى في عصر الرومان القدامى فكلمة ( سبا ) هي صيغة مختصرة لعبارة سانيتاس بير أكفام اللاتينية التي تعني الصحة بواسطة الماء. فكان الرومان القدامى أول من استثمروا يانبيع المياه المعدنية الساخنة التي تنبع من باطن أرض منطقة هركولايني غربي رومانيا. في الوقت الحالي تملك غالبية الفنادق في المنطقة مراكز سبا يرتادها الكثير من الشباب للاستفادة من المياه المعدنية ما يثبت تنامي الاهتمام بصحة الروح والعقل إلى جانب صحة الجسم. بالإضافة إلى المياه المعدنية الساخنة هناك المياه الكبريتية التي يوصى بشربها لعلاج بعض الأمراض وأيضا هناك الغاز البركاني الكربوني الجاف الذي ينبعث من الأرض والذي لا يوجد إلا في رومانيا وتحديدا في بعض الاماكن في منطقة ترانسيلفانيا وهو مفيد لعلاج بعض الأمراض وخاصة أمراض القلب . كما لا نسنى الطين الطبي المستخدم لعلاج الروماتيزم وأمراض المفاصل. خلاصة القول إن الموارد الطبيعية للسياحة العلاجية متوفرة بكثرة في رومانيا إلى جانب الأطباء وباقي المختصين باستخدامها في العلاج والخدمات العلاجية التي تتوفر في مراكز السبا. الجدير بالذكر أن معدل انتشار فيروس كورونا في مراكز السياحة العلاجية قل عن واحد بالمائة وهذا يعني أن تلك المناطق نظيفة بكل ما للكلمة من معنى رومانيا السياحة يمكن أن تكون أيضا رومانيا علاجية وأنا متفائل من آفاق السياحة العلاجية وفرص جذب المزيد من السياح الأجانب في السنوات القادمة “.
رئيس منظمة أرباب العمل في السياحة العلاجية نيقو رادوليسكو قال أيضا إن العلاج بالمياه المعدنية مجال علمي متطور في رومانيا مذكرا بأن المعهد الوطني للعلاج بالمياه المعدنية الذي تأسس في عشرينيات القرن الماضي يعمل حاليا برعاية وزارة الصحة. وأكد أن أعدادا متزادة من الأطباء الشباب يختارون هذا الاختصاص:
” كفاءة الاطباء الرومانيين معترف بها في أوربا أما الطب الذي يعتمد على المياه المعدنية وغيرها من العوامل الطبيعية فله كما أسفلت تقليد طويل ..مما لا شك فيه أن على رومانيا أن تستثمر هذه الثروة الطبيعية بواسطة كوادر طبية عالية التأهيل”.