مكافحة هدر الطعام
يُقدّر حاليًا أن ثلث إجمالي الأغذية المنتجة عالميًا يُهدر.
Daniel Onea, 28.01.2025, 09:58
بنك الطعام هو منظمة غير حكومية، وهي خدمة اجتماعية تكافح هدر الطعام، الفقر، والإقصاء الاجتماعي، من خلال دعم المنظمات الخيرية التي ترعى الأشخاص من الفئات الضعيفة. تستعيد المنظمة المنتجات الفائضة من المنتجين والتجار وتوزعها مجانًا على منظمات أخرى تقدم خدمات الرعاية الاجتماعية للأشخاص الذين يواجهون صعوبات. ما زلنا نشتري ونطهو بكميات زائدة، كما يقول غابرييل سيسكو، رئيس المنظمة غير الحكومية بنك الطعام.
„غالبًا ما أقترح على الناس وضع سلة صغيرة بجانب سلة المهملات، على باب خزانة المطبخ. في كل مرة ترمي شيئًا، ضع قطعة نقدية أيضًا. كم رمينا؟ بخمسة ليات؟ نضع خمسة لي في السلة. فقط بعد شهر، عندما تخرج المال من هناك، ستدرك مقدار ما أهدرت. خلاف ذلك، لن تدرك. الحقيقة تقول للأسف إن المواد الغذائية التي تم استخدام الموارد لإنتاجها – بدءًا من المزرعة، زراعة القمح والذرة، إلى الأعلاف، وتربية الحيوانات حتى وصولها إلى أطباقنا – يتم التخلص منها. هناك حالات خلال الأعياد يكون فيها فائض من المنتجات. الذين يعملون في قطاع البيع بالتجزئة يزودون مخازنهم لتلبية طلبات العملاء، حتى يجدوا كل ما يرغبون فيه دون اللجوء إلى المتاجر الأخرى. ولكن علينا أن نكون أكثر وعيًا وحذرًا. الفارق عن 30 عامًا مضت هو أننا نجد اليوم كل ما نحتاجه في المدينة، في السوبر ماركت أو الهايبر ماركت، إذا توفرت الأموال. لذا من الأفضل أن تذهب ثلاث مرات لشراء الخبز الطازج، الخضروات، والفواكه الطازجة، بدلًا من الذهاب مرة واحدة وملء عربة التسوق دون حساب. بعدها، تعود إلى المنزل، تملأ الثلاجة، وتدرك بعد أسبوع أنك بدأت ترمي ما اشتريته. يحدث أحيانًا أن الناس لا يعرفون كيفية تخزين المنتجات بشكل صحيح في الثلاجة، مما يؤدي إلى وضع أشياء لا يجب أن تبقى فيها. هناك منتجات يجب أن تُخزن في مخزن جيد التهوية. عندها، تتسارع عملية التلف، وبالطبع، تُرمى المنتجات.”
في رومانيا، توجد قوانين تهدف إلى منع هدر الطعام:
„إذا كان لديك منتج سريع التلف معروض للبيع، حاول تسريع عملية بيعه من خلال تخفيض السعر بنسبة 30% أو تقديم عرض منتجَين بسعر واحد. هذا هو الخطوة الأولى. إنه ملكك وأنت المالك، فحاول بيعه. ولكن إذا رأيت أن تاريخ انتهاء الصلاحية يقترب ولم تعد قادرًا على بيعه، فتبرع به للمنظمات غير الحكومية التي تدير برامج اجتماعية. ستقوم هذه المنظمات بأخذ المنتجات وتوصيلها إلى المناطق الاجتماعية حيث سيتم استهلاكها بسرعة خلال 24 أو 48 أو 72 ساعة. الأشخاص الذين تصلهم هذه الأغذية، نظرًا لافتقارهم للطعام، سيستهلكونها على الفور. قد يكون هؤلاء الأشخاص في مركز نهاري لذوي الإعاقة أو كبار السن، أو في مطبخ اجتماعي. ستُدرج المنتجات في قوائم الطعام وسيتم استخدامها فورًا. على سبيل المثال، الطماطم الناضجة جدًا يمكن أن تُستخدم في الحساء أو في صلصة دون القلق من تلفها. يمكن غسل وتنظيف أي خضروات أو فواكه فورًا واستخدامها في صنع مربى أو عصير. في بنك الطعام، المستفيد المثالي هو منظمة كهذه، لأنها قادرة على أخذ الخضروات والفواكه، وأيضًا الخبز والمنتجات المخبوزة الأخرى، لتوزيعها في نفس اليوم أو اليوم التالي لمن يحتاجها بشكل عاجل.”
لذلك، مع استمرار نمو سكان العالم، يجب ألا تكون التحدي الأساسي هو كيفية إنتاج المزيد من الطعام، بل كيفية إطعام عدد أكبر من الناس مع تقليل الهدر من الطعام الذي ننتجه بالف