العلاقة بين فقدان التنوع البيولوجي وخطر تفشي الأمراض
أصبحت العلاقة بين التغيرات البيئية التي يتسبب فيها الإنسان وخطر تفشي الأمراض واضحة بشكل متزايد، وفقا لتحليل شامل لما يقرب من 1000 دراسة علمية نشرت في مجلة Nature
Daniel Onea و Radio România Internațional, 04.06.2024, 15:00
ويسلط التحليل الضوء على كيف أن عوامل مثل فقدان التنوع البيولوجي، وتغير المناخ، وتعديل الموائل، والتلوث الكيميائي وإدخال الأنواع غير المحلية تؤدي إلى تفاقم انتشار وشدة الأمراض المعدية.
إحدى النتائج الرئيسية هي التأثير الكبير لفقدان التنوع البيولوجي على انتقال الأمراض. يمكن أن يؤدي فقدان الأنواع النادرة إلى زيادة في انتشار المرض، حيث تميل مسببات الأمراض والطفيليات إلى الازدهار في الأنواع الأكثر شيوعًا. وتشير هذه الظاهرة، المعروفة باسم “تأثير التخفيف”، إلى أن الأنواع المتبقية تصبح ناقلات أكثر كفاءة لنقل الأمراض. وعلى العكس من ذلك، فقد وجد أن فقدان الموائل وتغييرها يقلل من احتمالية تفشي الأمراض في البيئات الحضرية التي تتمتع بأنظمة صرف صحي قوية.
ومع ذلك، فإن إزالة الغابات وغيرها من أشكال فقدان الموائل يمكن أن تؤدي إلى تفاقم انتقال الأمراض، كما حدث مع الملاريا والإيبولا. تسلط الدراسة الضوء على أهمية النظر في السياق البيئي الأوسع عند تقييم مخاطر الأمراض. إن الظواهر الناجمة عن تغير المناخ، مثل ذوبان التربة الصقيعية الذي يطلق مسببات الأمراض وتغيرات الموائل التي تجبر الحيوانات على الاقتراب من التجمعات البشرية، تزيد من التحديات التي يواجهها مسؤولو الصحة العامة. يعد هذا البحث بمثابة دعوة للاستيقاظ لاتخاذ تدابير استباقية لمعالجة التقاطع بين التغير البيئي والصحة العامة.
تقول كارمن بادوريان، مديرة المشروع في صندوق الطبيعة العالمي World Wild Fund فرع رومانيا، تقول إن أحد الآثار الأخرى لفقد التنوع البيولوجي هو انخفاض الملقحات في كل من أوروبا والعالم.
“تظهر الدراسات في أوروبا أن أكثر من 37% من أعداد النحل و31% من أعداد الفراشات آخذة في الانخفاض. علاوة على ذلك، إذا نظرنا إلى رومانيا، لاحظنا أن موضوع ملقحاتها، رغم وجوده على الأجندة الأوروبية والعالمية، لا يشكل موضوعا محل اهتمام صناع القرار. ليست لدينا تقارير دقيقة للغاية حول ما يعنيه انخفاض الملقحات في رومانيا. نرى ونشعر بتأثير الزجاج الأمامي النظيف عندما نذهب في الرحلات، ولم نعد نستخدم الماسحة والمحلول لتنظيف الزجاج الأمامي. أنواع الحشرات بشكل عام في تراجع فيما يخص حالة الحفظ. وفي رومانيا، فإن حالة 58% من هذه الأنواع إما غير معروفة أو غير مواتية، سيئة أو غير كافية. مواتية وسيئة وغير كافية تعني أنها ليست جيدة. لكن لماذا تختفي هذه الحشرات ولماذا تتواجد بكثرة؟ أعتقد أننا جميعًا نعلم أن استخدام الأراضي قد تغير كثيرًا، وأن المبيدات الحشرية تُستخدم بكثافة شديدة، والبيئة ملوثة، وظهور العديد من الأنواع الغازية، ولكن أيضًا أمراض النحل وبالطبع تغير المناخ.”
وبالتالي، تظهر الدراسات الحديثة أنه في حين يناضل العالم مع العواقب المترتبة على تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، يجب على النظم الصحية أن تتكيف للحد من المخاطر المرتبطة بالأمراض المعدية الناشئة.