145 عاما من العلاقات الدبلوماسية بين رومانيا وإيطاليا
استضاف البنك المركزي الروماني معرض "مائة وخمسة أربعون عاما من العلاقات الدبلوماسية بين رومانيا وإيطاليا"
Diana Baetelu, 28.12.2024, 15:43
استضاف البنك المركزي الروماني معرض “مائة وخمسة أربعون عاما من العلاقات الدبلوماسية بين رومانيا وإيطاليا” الذي جمع بين الصور الفوتوغرافية والوثائق والعملات القديمة التي تشكل مجتمعة مرآة للعلاقات بين البلدين على مر العصور. وقد أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين رومانيا وإيطاليا في عام 1879.
في السادس من ديسمبر كانون الأول عام 1879 قدم المبعوث السامي والوزير المفوض الإيطالي جوزيبي تورنييلي أوراق اعتماده إلى العاهل الروماني الملك كارول الأول. وفي الخامس عشر من فبراير عام 1880 قدم المبعوث السامي والوزير المفوض الروماني نيكولاي كريتزوليسكو خطاب الاعتماد للملك أومبرتو الأول في روما . في عام 1964 تمت ترقية العلاقات الدبلوماسية بين رومانيا وإيطاليا إلى مستوى البعثات الدبلوماسية للبلدين .
دورو ليتشو مدير الأرشيف الدبلوماسي حدثنا عن العلاقات الرومانية الإيطالية عبر التاريخ:”نحتفل بمرور مائة وخمسة وأربعين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين رومانيا وإيطاليا. لكن في الواقع يزيد تاريخ العلاقات بين شعبينا عن ألفي سنة نظرا لأصولهما اللاتينية المشتركة .
في العصور الوسطى أقام تجار وبحارة مدنية جينوا الإيطالية أولى المستوطنات على الأراضي الرومانية وتحديدا عند مصب نهر الدانوب في البحر الأسود .ففي أواخر العصور الوسطى وعصر النهضة لاحظ المسافرون الإيطاليون إلى الغمارتين الرومانيتين التشابه اللغوي الكبير بين الرومانية والإيطالية والذي يعود إلى انتمائهما إلى أسرة اللغات المنحدرة من اللاتينية. وفي القرن الثامن عشر بدأ كبار الإقطاعيين والموظفين الرومانيين يرسلون أبناءهم إلى إيطاليا للدراسة.
في بداية القرن التاسع عشر افتتحت أولى القنصليات الإيطالية في مدينة ياش عاصمة إمارة مولدوفا وأيضا في بوخارست عاصمة إمارة فالاهيا وفي المدن الموانئ على الدانوب كبرايلا وغالاتي وسولينا. واستلهم الثوار الرومانيون في منتصف القرن التاسع عشر من أفكارفكارأفك ثورة عام 1848 ونجاح حركة التوحيد في إيطاليا. كما لعب مسؤولون سياسيون إيطاليون دورا هاما في عملية اتحاد إمارتي مولدوفا وفالاهيا الرومانيتين في يناير كانون الأول عام 1859 بانتخابهما حاكما واحدا لكل الإمارتين هو ألكسندرو إيوان كوزا .فقد اعتبر مجلس القضاء الدبلوماسي بإقليم بيمونتي الإيطالي أن انتخاب ألكسندرو إيوان كوزا كان شرعيا ومتطابقا مع أحكام اتفاقية باريس البمرمة في عام 1858 والتي نصت على اتحاد الإمارتين وانتخاب حاكم في كل منهما دون أن تحظر انتخاب حاكم واحد لهما. وبذلك كان رأي مجلس القضاء الدبلوماسي الإيطالي مبررا قانونيا للاعتراف باتحاد الإمارتين ومشروعية ألكسندرو إيوان كوزا كأمير للدولة الجديدة .وفي العقود التالية استمرت العلاقات الثنائية في التطور .ففي عام 1873 افتتح مكتب دبلوماسي لرومانيا في روما.”
عن المعرض الذي استضافه البنك المركزي الروماني وأهم المعروضات قال دورو ليتشيو: “حاولنا تسليط الضوء على أهم الأحداث في تاريخ العلاقات بين رومانيا وإيطاليا ومن بيبنها اتحاد الإمارتين الرومانيتين والاعتراف باستقلال رومانيا من الإمبراطورية العثمانية وإقامة العلاقات الدبلوماسية فضلا عن التعاون بين البلدين إبان الحرب العالمية الأولى عندما سعت إلى تحقيق أمنياتهما الوطنية وقررتا الانضمام إلى قوى الوفاق. فقد تم آنذاك تشكيل الفيلق الروماني في إيطاليا من أسرى حرب سابقين كانوا قاتلوا في الجيش النمساوي المجري ومن رومانيين من المناطق التي كانت خاضعة للإمبراطورية النمساوية الذين انضموا إلى المساعي الرامية إلى إقامة الدولة الرومانية الموحدة .
كما تطورت أيضا العلاقات الثقافية بين رومانيا وإيطاليا ولاسيما في الفترة ما بين الحربين العالميتين مع افتتاح الأكاديمية الرومانية في روما في عشرينيات القرن الماضي وافتتاح معهد البحوث الإنسانية في البندقية في الثلاثينيات.باختصار شديد فإن مؤسسة الأرشيف الدبلوماسي التابعة لوزارة الخارجية تعمل على الترويج للتاريخ كوسيلة لمعرفة الماضي من أجل فهمه وفهم الحاضر وبناء مستقبل أفضل. “