مشاهير الحرب العظمى
في شهر آب من عام 1916وبعد عامين من الحيادية، دخلت رومانيا الحرب العالمية الأولى إلى جانب الحلفاء. وبعد فترة من المعارك القاسية، والتضحيات وحتى احتلال بخارست من قبل الجيش الألماني، خرجت رومانيا من الحريق العالمي الأول في عام 1918 موحدة وأكثر قوة
Christine Leșcu, 23.12.2018, 14:03
السياسيون والعسكريون في تلك الأوقات العصيبة هم الآن أبطال قوميون وآثار مرورهم عبر أماكن ومدن مختلفة موثقة بشكل جيد. حتى أنه قد تمت عنونة المشروع الحالي/ لجمعية آثار الفن بـ” مشاهير الحرب العالمية الأولى ومساكنهم في بوخارست “. بعض من هذه المنازل – الفيلات الفاخرة إلى حد ما – بقيت موجودة في المناطق التاريخية من العاصمة. توجد واحدة منها في الحي الذي بدأ إعماره في بداية القرن العشرين والذي سُمّي “أراضي ايوانيد”، على اسم الحديقة التي توسعت وتم تقسيمها إلى قطع كي تُعرض للبيع لاحقاً. تم بناء العديد من الفيلات الجميلة هنا، وكان يملك أحدها “فينتيلا براتيانو Vintilă Bratianu“، رئيس بلدية بوخارست والأخ الأصغر لليبرالي “إيونيل براتيانو Ionel Bratianu “، رئيس الوزراء وأحد الفنانين الرومانيين الكبار. توضح “وانا ماريناكي Oana Marinache “، من طرف جمعية تاريخ الفن، السيرة الذاتية لـ “فينتيلا براتيانو Vintilă Brătianu “، رئيس بلدية بوخارست في فترة تقسيم أراضي “ايوانيد”.
”وافق على تقسيم حدائق “ايوانيد” في عام ألف وتسعمئة وتسعة، وبعد انتهاء ولايته، أوقف أكبر قطعة أرض في المنطقة. لم تكن أي من المنطقة الخضراء، أو الحديقة أو متنزه الحي متاخماً لممتلكاته، لكن “فنتيلا” خصص لنفسه الأرض ذات الرقم خمس وعشرون. وبعد وفاة “إيونيل براتيانو” في عام ألف وتسعمئة وسبعة وعشرين، قام قادة الحزب الليبرالي بتنصيب الشقيق الأصغر، “فينتيلا Vintilă“، الذي توفي بدوره في عام ألف وتسعمئة وثلاثين”.
مازال المنزل الذي بُني هناك وفق الطراز الروماني الحديث، من قبل المعماري “بيتري أنتونيسكو Petre Antonescu “، موجوداً حتى اليوم في شارع “آوريل فلايكو Aurel Vlaicu”. “وانا ماريناكي”:
“لدينا هنا مزيج من التأثيرات والأساليب، من أبراج الأولت — الواضحة من خلال الحجم الهائل للمنزل — كما توجد أيضًا بوابة مبنية وفق طراز العمارة الدارجة في المنطقة الملاصقة لجبال الكاربات. وبالتالي، من الجلي أيضاً التأثير القادم من طرف العمارة الكنسية، وخاصة العمارة الداخلية للكنائس الجبلية. إنه نموذج بناء سرعان ما يصبح رمزا للهندسة المعمارية، في بداية القرن العشرين. وبشكل عام، ترسل الشخصيات السياسية العظيمة رسالة ليس فقط من خلال بياناتها وأنشطتها السياسية، ولكن أيضًا من خلال أسلوب حياتها. في وقت لاحق، وبعد الاتحاد العظيم، تظهر أيضًا مدفأة ترانسلفانية في جميع منازل هذه الشخصيات. بإمكانهم تحديد العديد من العناصر التي تنتمي إلى المقاطعة التي كافح العديد من الرومانيين وضحّوا من أجلها. إنه حديث حول موقد مفتوح من الجهتين مع رسومات باللون الأزرق أو الأخضر. وقد ظهرت هذه الزخرفة في هذه الفترة في منازل الملاك الريفيين وكذلك رجال السياسة كرمز سياسي”.
في مكتب من هذا المنزل، في الرابع من شهر آب (أغسطس) عام ألف وتسعمئة وستة عشر، تم التوصل إلى اتفاق سري مع الحلفاء، اتفاق سيتم تصديقه لاحقاً من قبل مجلس التاج، والذي أدى إلى دخول رومانيا في الحرب. لكن واحداً من الذين تميزوا في هذه الحرب كان الجنرال “هنري شيهوسكي Henri Cihoski” ” الذي شارك في معركة “ماراشيشت” ونائب في هيئة الأركان العامة. منذ شهر كانون الأول ( ديسمبر) عام ألف وتسعمئة وعشرين، تم تكليفه بإعادة تنظيم جيش ترانسلفانيا، الذي تم ضمها إلى رومانيا، وفي عام ألف وتسعمئة وواحد وعشرين، تم تكليفه بالإشراف على حفل تتويج الملك فرديناند، بالإضافة إلى الإشراف على موقع بناء الكاتدرائية في “ألبا يوليا”. تم بناء منزله في بخارست حسب النمط الحديث من قبل المعماري “ألكساندرو سافوليسكو Alexandru Săvulescu“، وقد أصبح جاهزاً في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وأربعين، حيث يوجد في منطقة متاخمة لحديقة “إيوانيد”، تسمى الغابة الحمراء. هنا، وفي بدايات العام ألف وتسعمئة وثلاثين، كافأ الملك “كارول الثاني” ضباطه الذين تميزوا في الحرب، من خلال تمليكهم الأراضي. وقد كان “هنري تشيهوسكي” واحداً منهم. ومن هذا المنزل، حيث يعيش وباقي أفراد العائلة، تم اعتقاله في أيار (مايو) عام ألف وتسعمئة وخمسين من قبل الشيوعيين، ليموت بعد أحد عشر يوماً في سجنه في “سيغيت”. لم يلقَ أي ضابط آخر في شارك في الحرب العالمية الأولى مصيراً أفضل. الجنرال “إيوان دراغالينا Ioan Dragalina “، بطل معروف وفي يومنا هذا، توفي في عام ألف وتسعمئة وستة عشر، بعد أن دافع عن الحدود الغربية لرومانيا كقائد لقوات المشاة الأولى الموجودة في “دروبيتا تورنو سيفيرين Drobeta Turnu Severin“. ولسوء الحظ ، توفي “إيوان دراغالينا” في الرابع والعشرين من تشرين الثاني عام ألف وتسعمئة وستة عشر، بسبب تسمم الدم الناجم عن إصابة في الكتف. تحدثنا “وانا ماريناكي”:
” في الثاني عشر من شهر تشرين الثاني عام ألف وتسعمئة وستة عشر، غادر في سيارة، ربما برفقة شخص آخر غير السائق، في مهمة استطلاعية. حيث وقعوا تحت وابل من الرصاص، وتمت مهاجمتهم من قبل الجيش النمساوي- المجري. لقد نجا بحياته، لكن ذراعه مصابة. تم جلبه إلى “كرايوفا”، ومن ثم إلى “بخارست” بناء على أمر الملك. ولكن بسبب التأخير الناجم عن صعوبة حركة المرور على السكك الحديدية، حدث تسمم الدم. ومن ثم فارق الحياة في الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول بعد ألم رهيب.
في فترة ما بين الحربين العالميتين، تم تخصيص أبناء الجنرال بقطعة أرض تسمى “بونابرتي” في بوخارست تكريما لوالدهم، والتي أعيدت تسميتها لاحقاً باسم حديقة “فيرديناند الأول”. واليوم، توجد هناك واحدة من أكثر المناطق السكنية أناقة في شمال العاصمة.