مدينة سيبيش
مسؤول المتحف سيبيش رادو توتويانو قدم لنا نبذة عن ترايخ المدينة : “أول وثيقة رسمية تشير إلى مدينة سيبيش مؤرخة عام 1245 وصدرت بعد وقت قصير من غزوات المغول.في ذلك العام كان أحد القساوسة المحليين يكتب رسالة إلى البابا إنوسنت الرابع يطالبه فيها بمنحه حق جباية الضرائب من الأبرشيات المجاورة أيضا لتعويض الأضرار الوخيمة التي لحقت بأبريشته جراء الغزو المغولي. فوافق البابا على طلبه بمقتضى وثيقة تعتبر شهادة ميلاد مدينة سيبيش . إنها مدينة مهمة لا تزال فيها آثار الأسوار الضخمة التي أجيز لسكانها ببنائها في عام 1387 كحزام دفاعي حول المدينة . الجدير بالذكر أن طول المحصنات التي تحيط المدينة يزيد عن ألف وثمانمائة متر وبها أبراج دفاعية عديدة لا يزال بعض منها قائما حتى يومنا ولعل أشهر تلك الأبراج هو برج الخياطين.”
Diana Baetelu, 30.01.2024, 14:15
في القرن الثاني عشر قدم إلى منطقة ترانسيلفانيا مستطونون ألمان أرسلهم إلى المنطقة ملك المجر غيزا الثاني الذي كان يرى أن لتواجدهم هناك منافع اقتصادية وعسكرية .. وقد استمر الألمان في استيطان منطقة ترانسيفانيا في القرون التالية وأنشؤوا فيها سبع مدن محصنة . فواحدة من تلك المدن هي مدينة سيبيش واسمها باللغة الألمانية مولباخ ويعيش فيها اليوم نحو ستة وعشرين ألف نسمة غالبيتهم أي ثمانون بالمائة هم من الرومانيين لكنها مدينة متعددة الأعراق والديانات توجد فيها الطوائف الرومانية كاثوليكية والإنجيلية والارثوذكسية إلى جانب طائفة الروم الكاثوليك .
مسؤول المتحف سيبيش رادو توتويانو قدم لنا نبذة عن ترايخ المدينة : “أول وثيقة رسمية تشير إلى مدينة سيبيش مؤرخة عام 1245 وصدرت بعد وقت قصير من غزوات المغول.في ذلك العام كان أحد القساوسة المحليين يكتب رسالة إلى البابا إنوسنت الرابع يطالبه فيها بمنحه حق جباية الضرائب من الأبرشيات المجاورة أيضا لتعويض الأضرار الوخيمة التي لحقت بأبريشته جراء الغزو المغولي. فوافق البابا على طلبه بمقتضى وثيقة تعتبر شهادة ميلاد مدينة سيبيش . إنها مدينة مهمة لا تزال فيها آثار الأسوار الضخمة التي أجيز لسكانها ببنائها في عام 1387 كحزام دفاعي حول المدينة . الجدير بالذكر أن طول المحصنات التي تحيط المدينة يزيد عن ألف وثمانمائة متر وبها أبراج دفاعية عديدة لا يزال بعض منها قائما حتى يومنا ولعل أشهر تلك الأبراج هو برج الخياطين.”
إحدى أبرز الشخصيات في تاريخ مدينة سيبيش هو الراهب غيورغ كابتيفوس سبتمكاسترينسيس الذي ولد في القرن الخامس عشر وألف بعد أن أصبح راهبا ما يعرف بأول بحث أوروبي في الاستشراق : “كان غيورغ في الثالثة عشر أوالرابعة عشر من العمر عندما حاصر الأتراك مدينة سيبيش لعدة أيام فصمد سكانها في وجه الغزاة إلى حين توصلوا إلى اتفاق هدنة مع الأتراك سمحوا لهم بموجبها بدخول المدنية شريطة ألا يقدموا على أعمال تخريب فاعتصم بعض من سكان المدينة في برج الخياطين وكان من ضمنهم الطفل غيورغ الذي كان آنذاك طالبا في المدرسة التابعة لدير الدومينيكان .فقد اشتعلت النيران في البرج ولقى معظم المعتصمين فيه حتفهم فيما أسر الناجون ومعهم الطفل غيورغ الذي بيع كعبد وظل يرزح تحت نير العبودية لنحو عشرين عاما بيع أثناءها مرات ومرات إلى أن اشتراه رجل طيب وعامله معاملة حسنة بل اعتبره واحدا من أفراد عائلته حتى أطلق سبيله ذات يوم .. كان غيورغ قد قال لسيده مرارا أنه يشعر برغبة جارفة في زيارة المدينة التي ولد فيها ووعد له بأن يعود إليها حالما سنحت له الفرصة لكنه لم يفعل بل سافر إلى قبرص ومنها إلى إيطاليا حيث انضم إلى صفوف الرهبان الدومينيكان في روما وكتب دراسة تعتبر أول بحث أوروبي في الاستشراق وصدر منها أكثر من خمسة وعشرين طبعة ومنها لطبعة التي صدرت عام 1511 قام بنشرها مصلح الكنيسة الألمانية القس الإصلاحي مارتن لوثر الذي وقع أيضا مقدمة البحث .”
ما هي المباني الأكثر أهمية لتاريخ هذه المدنية الصغيرة التي أسسها الألمان في منطقة ترانسيلفانيا؟ :”أهم معلم ديني هو الكنيسة الإنجيلية التي بدئ ببنائها على الطراز الروماني في منتصف القرن الثالث عشر . في ذلك الوقت كانت المدينة تتمتع برخاء غير مسبوق شجع وجهاءها على بناء كنيسة أكثر فخامة فرأوا في الطراز القوطي ذي الزخرفة الفائضة والأحجام الضخمة أسلوبا يناسب طموحهم فصممت منطقة المذبح ومكان جلوس كبار الكهنة داخل الكنيسة على الطرازالقوطي . ويقول المهندسون المعماريون أنه لو اكتمل البناء على الطراز القوطي لكانت الكنيسة لتصبح ثاني أكبر بناية من نوعها في منطقة ترانسيلفانيا بعد الكنيسة السوداء في براشوف. ولكن تكاليف العناصر المعمارية القوطية كانت أكبر من أن يتحملها سكان المدنية الذين كن عددهم لا يزيد عن خمسمائة نسمة فقط فتقرر التخلي عن الطراز القوطي وشيد باقي العناصمر المعمارية على أطرزة أخرى ومن بينها الطراز الروماني القديم وأساليب عصر النهضة .”
عن المعالم المعامرية الأخرى في مدينة سيبيش قال رادو توتويانو:”إن أهم مبنى علماني هو قصر الأمير زابوليا الذي يستضيف حاليا متحف المدينة .كان زابوليا حاكما لمنطقة ترانسيلفانيا في القرن السادس عشر وكان قد اعتلى عرش مملكة المجر في عام 1526 إثر وفاة ملكها فلاديسلاف الثاني لكن المجريين كان لهم مرشح آخر لعرش الممكلة هو فرديناند سليل عائلة هابسبورغ النمساوية المرموقة فاندلعت حرب أهلية في المجر انسحب أثناءها زابوليا مع جيشه إلى منطقة ترانسيلفانيا حيث احتل مدينة سيبيش وشيد هذا القصر وسكن فيه حتى وفاته في 1540.”