قيام الدولة الرومانية الموحدة في صور فوتوغرافية وشهادات
تخلد الوثائق والرسومات والصور الفوتوغرافية ذكرى قيام الدولة الرومانية الوطنية الموحدة في الأول من ديسمبر كانون الأول من عام 1918 باتحاد إمارة ترانسيلفانيا مع الممكلة الرومانية
Diana Baetelu, 14.12.2024, 15:30
تخلد الوثائق والرسومات والصور الفوتوتوغرافية ذكرى قيام الدولة الرومانية الوطنية الموحدة في الأول من ديسمبر كانون الأول من عام 1918 باتحاد إمارة ترانسيلفانيا مع الممكلة الرومانية عقب هزيمة الإمبراطورية النمساوية المجرية في الحرب العالمية الأولى وتفككها . وبعد ثورة عام 1989 أعلن الأول من ديسبمر يوما وطنيا لرومانيا .
إحدى الصور الأكثر انتشارا هي للتجمع الشعبي الكبير الذي جرى في الهواء الطلق قرب مدنية ألبا يوليا وأعلن فيه اتحاد إمارة ترانسيلفانيا مع رومانيا .وقد أصبحت تلك الصورة شعارا لاحتفالات اليوم الوطني ونجدها في جميع كتب التاريخ المدرسية ونشاهدها في الأفلام الوثائقية حول أحداث عام 1918 وأيضا في المتاحف والأماكن العامة . نشاهد في تلك الصورة الجماهير التي حضرت التجمع الشعبي الكبير وكان معظمها من الفلاحين يردتون اللباس الشعبي التقليدي. لكن الصورة تظهر أيضا بعض الرجال بالزي العسكري. في وسط الصورة نشاهد رجلا مسنا يحمل في يده اليسرى علم رومانيا الوطني بألونه الثلاثة الأحمر والأصفر والأزرق. وإلى جانب ذلك الرجل المسن نشاهد ستة رجال آخرين يحملون أيضا أعلاما ثلاثية الألوان . وقد انتشرت هذه الصورة وعرضت في مناسبات شتى إبان الحقبة الشيوعية لرومانيا أراد النظام الشيوعي بترويجه لها أن يثتب نظريته القائلة بأن الفلاحين لعبوا دورا حاسما في تحقيق الاتحاد وقيام الدولة الوطنية الموحدة .
في الوقت نفسه استخدم النظام الشيوعي تلك الصورة لتهميش صورة أخرى لنفس الحدث ظهر فيها أسقف كنيسة الروم الكاثوليك في رومانيا يوليو هوسو الذي قرأ أمام التجمع الشعبي الكبير بيان الاتحاد ولكنه اعتقل وسجن لأسباب سياسية بعد تولي الشيوعيين السلطة .
صورة آخرى نالت نصيبا مماثلا من النشر والترويج تظهر مجموعة من النساء والرجال من سكان قرية غالتسيو بمحافظة ألبا. نشاهد في الخلفية أشجارا وعلى اليسار نرى فلاحا باللباس الشعبي التقليدي باللونين الأبيض والأسود وفي يده علم رومانيا . وترفع النساء والرجال لافتة كتب عليها ” يحيا الاتحاد ورومانيا الكبرى”.
الفنان الذي التقط الصورتين الأيقونيتين التاريخيتين هو سامويلا مارزا الملقب بـ “مصور الاتحاد” وهو ابن قرية غالتسيو التي تظهر في الصورة الثانية . وقد التقط مارزا صورا أخرى لأحداث الأول من ديسمبر عام 1918 لكنها أقل انتشارا وشهرة . ولد سامويلا مارزا في عام 1886 وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية في مدينة ألبا يوليا تدرب على التصوير الفوتوغرافي على يد مصور في مدينة سيبيو. إبان الحرب العالمية الأولى عمل في خدمة الطبوغرافية والتصوير الفوتوغرافي لدى الجيش النمساوي المجري.
بعد انتهاء الحرب التقط مارزا ثلاث صور فوتوغرافية أثناء مراسم تقديس العلم ثلاثي الألوان التابع للمجلس العسكري الوطني الروماني وهي المراسم التي جرت في الرابع عشر من نوفمبر تشرين الثاني عان 1918. قبل أربعة أيام من إعلان اتحاد إمارة ترانسيلفانيا مع رومانيا عاد مارزا إلى قريته حيث التقط ثلاث صور فوتوغرافية للقرويين ثم اتجه إلى مدينة ألبا يوليا راكبا دراجة هوائية ومعه آلة التصوير والحامل ثلاثي القوائم والألواح الزجاجية . ولكن بسبب ثقل الأجهزة والطقس الغائم التقط سامويلا مارزا خمس صور فقط أثناء التجمع الشعبي الكبير ثلاث منها للجمهور واثنتان للشخصيات التي اعتلت المنصة الرسمية أثناء قراءة بيان الاتحاد. في مطلع عام 1919 نشر سامويلا مارزا صوره في ألبوم بعنوان “وجوه في التجمع الشعبي الكبير بمدينة ألما يوليا “
في عام 1918 كان القس لدى كنيسة الروم الكاثوليك غيراسيم كابالنا في الرابعة والعشرين من العمر وفي عام 1970 تذكر في حديث لمركز التاريخ المروي التابع للإذاعة الرومانية كيف تم حشد الجمهور للمشاركة في التجمع الشعبي الكبير بمدنية ألبا يوليا كيف شاركت الأسقفية التي كان يخدم فيها في تلك الاستعدادات :تم حشد الناس شفهيا من قبل القساوسة والمعلمين. وقد كان مقررا أن يقام التجمع في عيد رئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل الموافق للثامن من نوفمبر. لكنه تقرر لاحقا تقديم الموعد بأسبوع على أن يكون الموعد الجديد الأول من شهر ديسمبر. لقد كان التجمع حاشدا في المدنية وامتلاء المكان بالجماهير حتى أصبح من الصعب التحرك فيه . وقد تم تنظيم قيادة التجمع واختير رئيسا له هو غيورغي بوب دي باسيشتي وكان هناك أيضا رجل السياسة فايدا فويفود الذي كان عضوا بارزا في الحزب الوطني الروماني في ترانسيلفانيا إلى جانب النائب الدكتور تيودور ميهالي.
ولكن المنظمين الحقيقيين للتجمع هم الكهنة والمدرسون ولو لاهم لما كان بالإمكان تنظيم مثل هذا التجمع الشعبي الكبير بيد أنهم خاطروا بحياتهم. وقد قام أولئك بإعداد قوائم باسماء الراغبين في الذهاب إلى مدينة ألبا يوليا وذلك من أجل الحصول على تذاكر القطار فيما خصصت لنا السكك الحديدية عددا من القطارات فغادرنا قرانا على متنها متجهين إلى ألبا يوليا .أمضيت يومين في الطريق أنا ومائة آخرين ووصلنا إلى ألبا يوليا قبل يوم من انعقاد التجمع ولكن كثيرين منهم لم يجدوا في المدينة أماكن يبيتون فيها فناموا في الهواء الطلق أو جابوا الشوارع طول الليل .”