قلعة تيغينا
تقع قلعة تيغينا على الضفة الشرقية لنهر نيسترو وهي واحدة من القلاع التي أمر الأمير الروماني شتيفان الملقب بالعظيم حاكم إمارة مولدوفا الرومانية في النصف الثاني من القرن الخامس عشر ببنائها

Diana Baetelu, 15.02.2025, 15:30
تقع قلعة تيغينا على الضفة الشرقية لنهر نيسترو وهي واحدة من القلاع التي أمر الأمير الروماني شتيفان الملقب بالعظيم حاكم إمارة مولدوفا الرومانية في النصف الثاني من القرن الخامس عشر ببنائها لحماية الإمارة من الغزوات التتارية . وقد أظهرت الحفريات الأثرية أن القلعة كانت قد بنيت من الطين على شكل دائرة وأحيطت بخنادق دفاعية .
أعيد بناء قلعة تيغينا في عهد الأمير بيترو راريش الذي خلف الأمير شتيفان على عرش إمارة مولدوفا في النصف الثاني من القرن السادس عشر ولكن بعد استيلاء السلطان العثماني سليمان القانوني على المنطقة في عام 1538 أصبحت القلعة مركزا للإدارة العثمانية وسميت بقلعة بندر في إشارة إلى قربها من الميناء على نهر نيستور . في القرون التالية مرت القلعة بأوقات مضطربة وخضعت لسيطرة الإمبراطورية الروسية بعد عام 1812 عندما بدأت أهميتها الاستراتيجية بالتلاشي .
كريستينا روس المرشدة السياحية تروي لنا قصة قلعة تيغينا :”هناك روايات كثيرة عن قلعة تيغينا ولكنها تختلف باختلاف أثنية المرشد السياحي الذي يتحدث عنها فإذا كان الدليل من إقليم ترانسنيستريا المطل على الضفة الشرقية لنهر نيسترو فإنه يفضل أن يقول إن القلعة بنيت بأمر من السلطان سليمان القانوني. لكني أقول إن القلعة هي واحدة من القلاع التي بناها الأمير الروماني شتيفان وذلك اعتمادا على المصادر التاريخية الكثيرة التي تفيد بأن الأمير شتيفان أمر ببناء القلعة على الضفة الشرقية لنهر نيسترو من أجل الدفاع عن الحدود الشرقية لإمارة مولدوفا.
والجدير بالذكر أن الأمير شتيفان ينسب إليه بناء أربع قلاع تقع كلها على الضفة الشرقية للنهر وهي هوتين وسوروكا وتيغينا والقلعة البيضاء وأن قلعة سوروكا هي الوحيدة التي لا تزال ضمن أراضي جمهورية مودلوفا في حين أن قلعة تيغينا تتواجد حاليا في اقليم ترانسنيستريا الانفصالي
القلعة التي نشاهدها اليوم تختلف إلى حد كبير عن تلك التي بناها الأمير شتيفان .إنها مبنية من الحجر والرمل المخلوط بالبيض وفراء الحيوانات وهي مواد البناء التي كانت متوفرة ومستخدمة آنذاك لكنها ذات جودة عالية . وكانت للقلعة أربعة أبراج دفاعية . ولكن بعض المباني التي كانت قائمة داخل القلعة قد دمرت أثناء القتال ولم تعد موجودة. وقد استخدمت القلعة لأغراض عسكرية حصرا لقرون طويلة ولم تفتح أبوابها للزوار إلا في القرن الحادي والعشرين.
من جانب آخر كان موقع القلعة على ضفة النهر ملائما للأنشطة التجارية . ففي العصور الوسطى كان التجار يأتون من البحر الأسود عبر نهر نيسترو لأقامة أسواق داخل القلعة و كان تجار وحرفيون من جميع أنحاء العالم يزورونها . المرشدون السياحيون المحليون يقولون إن القلعة احتضنت كنائس ودور عبادة لمختلف الديانات والمعتقدات بما تناسب مع ديانات التجار والحرفيين الذين ارتادوا السوق ويذكرون على سبيل المثال كنيسة أرمنية وأخرى يونانية ومسجدا . ولكن لا توجد في المنطقة آثار وانقاض تثبت هذا القول .”
القلاع التي بنيت بأمر من الأمير شتيفان على طول مجرى نهر نيستور مرت عبر العصور بأوقات مضطربة :”القلعة البيضاء وقلعة هوتين لم تعدا تابعتين لجمهورية مولدوفا بسبب إعادة تقسيم الأراضي إبان الحرب العالمية الثانية . في عام 1812 بعد الحرب الروسية التركية وبعد الحرب بين الإمبراطورية العثمانية وإمارتي مولدوفا وفالاهيا الرومانيتين كانت أراضي إمارة مولدوفا الرومانية التاريخية قد قسمت إلى جزأين وكان نهر بروت يشكل الحدود الطبيعية بينهما
.وبما أن الإمبراطورية العثمانية خسرت الحرب ضد الإمبراطورية الروسية في عام 1812 اضطرت لتقديم شيء ما للروس. وهكذا أصبح جزء من أراضي إمارة مولدوفا الرومانية تحت سيطرة الروس الذين أطلقوا عليها اسم باسارابيا . واختاروا بلدة كيشيناو لتكون مركزا إداريا للمنطقة . بعد الحرب العالمية الأولى عادت منطقة باسارابيا ألى رومانيا ولكن في عام 1940 إبان الحرب العالمية الثانية ضم الاتحاد السوفييتي منطقة باسارابيا وشمال بوكوفينا إلى أراضيه .. بعد تفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991 أصبحت قلعتا سوروكا وتيغينا ضمن أراضي جمهورية مولدوفا وأصبح شمال بوكوفينا ومعها قلعة هوتين والقلعة البيضاء جزءا من الأراضي الأوكرانية.