الهدايا التي تلقّاها تشاوشيسكو
توجد في المتحف الوطني للتاريخ الروماني مجموعة خاصة للهدايا التي تلقاها الزوجان تشاوشيسكو
Steliu Lambru, 07.09.2020, 13:38
في المتحف الوطني للتاريخ الروماني، تحوي مجموعة خاصة الهدايا التي تلقاها نيكولاي تشاوشيسكو، الرئيس السابق لرومانيا الشيوعية وزوجته إيلينا تشاوشيسكو بين عامي ألف وتسعمئة وخمسة وستين، ألف وتسعمئة وتسعة وثمانين.
وقد استفاد الـزوجان تشاوشيسكو من ثقافة عبادة الشخصية، الأكثر وضاعة في تاريخ رومانيا بأكمله، في وقت كان فيه مستوى معيشة الرومانيين العاديين، في أدنى مستوى في التاريخ المعاصر. إن الأغراض التي تلقاها تشاوشيسكو، والتي تشيد بالديكتاتورين، تتناقض تناقضاً صارخاً مع الجو الكئيب، الذي ساد في السنوات التي سبقت عام ألف وتسعمئة وتسعة وثمانين. كما أن العدد الكبير والمتنوع للأغراض والهدايا في المجموعة الخاصة بـتشاوشيسكو، شكّل معرضاً خاصاً بالفترة ما قبل عام ألف وتسعمئة وتسعة وثمانين.
تحدثت مع كريستينا بايوشان-نويكا، الباحثة في المتحف الوطني للتاريخ الروماني، حول المجموعة الرائعة للأغراض التي ورثتها رومانيا بعد سقوط نظام تشاوشيسكو.
” يدور الحديث هنا حول أكثر من عشرة آلاف قطعة، من الهدايا فقط، بدون اللوحات التي تمجّد شخصية تشاوشيسكو. هذه الأخيرة تشكل مجموعة خاصة منفصلة، حتى أن (كورنيل إيليه) أصدر ألبوماً يجسّد هذه المجموعة تحت اسم “لوحة للرفيق”. يتنقسم “المجموعة الخاصة”، التي تضمّ أكثر من عشرة آلاف هدية تلقاها تشاوشيسكو بخلاف اللوحات، إلى قسمين. يتضمن القسم الأول، الهدايا التي تلقاها من الخارج، ومن جميع البلدان التي زارها، أو من وفود أجنبية قادمة إلى رومانيا. بينما يتضمن القسم الثاني، الهدايا التي تلقّاها من الداخل، خلال زياراته الداخلية في البلاد، لا سيما خلال انعقاد المؤتمرات، أو بمناسبات عيد ميلاده”.
كما ذكرنا، الهدايا التي تلقاها تشاوشيسكو هي من مجموعة متنوعة وواسعة: من نماذج جرار، النموذج الأول من سيارة داتشيا، النموذج الأول من سيارة أولتسيت، النموذج الأول من طائرات الهليكوبتر، والقطارات والقاطرات إلى السفن، والنظارات، والمناشف الشعبية، والمناديل، والوسائد والعديد من الأشياء الأخرى.
قبل عام ألف وتسعمئة وتسعة وثمانين، كان متحف التاريخ قد خصص عشر قاعات، وعدة آلاف من الأمتار المربعة للمعرض الكبير المسمى “أوماجيالا” حيث كانت معظم هذه القطع معروضة. وقد تم تقسيمها إلى هدايا وردت من البلاد، وتلك الواردة من الخارج.
كما تم تقسيم الهدايا إلى فئات من الأغراض مثل أنياب الفيلة، وفراء النمر، والصنادل، والأفلام التي تم إحضارها من كوريا والصين، والمحافظ، والقبعات التكساسية التي وردت خلال الزيارة إلى الولايات المتحدة وتكساس. في الثمانينيات، بدأت الهدايا التي تلقتها إلينا تشاوشيسكو تظهر إلى جانب الهدايا التي تلقاها نيكولاي تشاوشيسكو مثل المحافظ. وقد أشارت كريستينا بايوشان-نويكا إلى أن شخصية إيلينا تشاوشيسكو في العقد الأخير من النظام الشيوعي قد ازدادت أهميتها، وهو ما يتضح أيضاً من العدد المتزايد من الهدايا النسائية في المجموعة الخاصة.
” خلال الزيارات وحفلات الاستقبال، تلقت إيلينا تشاوشيسكو مثل هذه الهدايا، كالصنادل النسائية، والمحافظ، والأوشحة والأقراط، ومحافظ الجيب، والعديد من الأغراض المشابهة. يضاف إلى ذلك نفس النوع من الهدايا، التي تلقتها إيلينا تشاوشيسكو بمناسبة ذكرى زواجها. وبينما أصبحت الشيوعية وعهد تشاوشيسكو فترة عبادة الشخصية، تقاربت عبادة شخصية إيلينا تشاوشيسكو من عبادة نيكولاي تشاوشيسكو، من عام ألف وتسعمئة وستة وثمانين حتى عام ألف وتسعمئة وتسعة وثمانين. لدينا لحاء شجر مصنوع من أجل “الرفيق المهندس الطبيب الأكاديمي”، إحدى اللوحات الرائعة التي رسمها الرسامون المعروفون أو الأقل شهرة، والذي بدا فيها مثل لوحة بياض الثلج، أكثر منه في الواقع.”
إحدى أهم خصائص الهدايا هي طابعها الشخصي. كريستينا بايوشان – نويكا.
” كانت الهدايا مخصصة بشكل شخصي تماماً. كانت مخاطة يدوياً على منديل، أو على وسادة، أو على نموذج لمنتج ما، أو على منحوتة، وفي بعض الأحيان كانت جزءاً من النحت نفسه. كانت الهدايا مخصصة وقت تقديمها، مع تاريخ تقديمها. للأسف، ليس لكل الهدايا هذه المعلومات كي تساعد الباحث في تحديد هويتها”.
تعتقد كريستينا بايوشان نويكا، بأنه لا يمكن تقييم المجموعة الخاصة مادياً مع ما تحتويه من الهدايا، التي تلقاها تشاوشيسكو، لأن لها قيمة لا يمكن تثمينها، وهي قيمتها التاريخية.
” نظراً لكثرتها وتنوعها، لا يمكن قول أي مبلغ مالي، لأنها جزء من التاريخ الروماني، وأعتقد أنها تستحق مبلغاً كبيراً لا أستطيع حتى التفكير فيه. فهي أشياء فريدة من نوعها وغير قابلة للتكرار. وإذا تم إفساد أحدها، فلا يمكن إعادة صنعه. يمكن صنع نسخة منه، لكنه سيكون مختلفاً تماماً. بالإضافة إلى قيمتها في حدّ ذاتها، هناك أيضا قيمتها التاريخية، بما يتضمن الشعور حول من كان يمتلكها وينظر إليها”.
بعد أن تمت إعادة النظر في مساحة المتحف، اختفى المعرض الكبير الذي كان موجوداً قبل عام ألف وتسعمئة وتسعة وثمانين. حيث تمّ تجميع الهدايا التي وردت فقط في عام ألف وتسعمئة وتسعة وثمانين، من قبل المتحف الوطني للتاريخ الروماني في معرض “ألف وتسعمئة وتسعة وثمانون، بعد ثلاثين عاماً”. لكن للمتحف مشروع على الإنترنت، بعنوان “الشيوعية في رومانيا”، حيث يمكن رؤية بعض هذه القطع.